عدن اونلاين/خاص بينما مسيرة شباب الثورة تمر من جولة "عصر" في طريقها إلى ساحة التغيير بقي"عبدالله احمد شعفل" برغم انهمار الرصاص على الثوار، وظل صامدا في قلب المسيرة لم يبرح مكانه بل ذهب يشد من أزر الشباب ويعزز من صمودهم حتى اخترقت رصاصات بلاطجة علي صالح جسده فروى بدمه الطاهر جولة عصر ليرسم دمه الزكي ختما أبدياً ووساما في قلب العاصمة صنعاء مسطرا ملحمة البطولة والفداء. كان ذلك يوم السبت15/10/2011م حين عاد الثوار إلى خيامهم في ساحة التغيير بعد مظاهرة مليونية في إطار التصعيد الثوري ، وكان رفاق عبدالله الجحافي ينتظرون عودته إلى الخيمة التابعة لاتحاد شباب الضالع ، انتظروه كثيرا ، لكنه تأخر فهرعوا يسألون : هل رأيتم عبدالله؟ ... حالة من الذهول اعتصرت قلوب رفاقه ، اتجهوا صوب المستشفى الميداني لتبديد أسوأ الاحتمالات ، كانت خطواتهم ثقيلة ... تأكد الخبر وصار الشك يقينا يصدم المحبين.. والذهول فجيعة تدمي القلوب.. القوا عليه النظرة الأخيرة وهو مضرج بدمائه ، لقد آن لجسده أن يرتاح بعدما أنهكه النضال السلمي لتخليص البلد من أسر سجانه، آن له أن يرتاح، الدماء الساخنة والحارة حرارة همته العالية بدت على ثيابه ... عبدالله كان شجاعا يوم قطع مئات الكليو مترات وهتف من الضالع: لابد من صنعاء وإن طال السفر .. رابط مع زملائه الثائرين من كل ربوع الوطن ، جمعتهم ساحة التغيير فكانت اللبنة الأولى في الوطن الجديد .. لقد بدا "عبدالله الجحافي" كما لو أنه خلق للشهادة بوجهه الباسم وجسده المسجى ببردة بيضاء ومصحف وورقة بيضاء كتب عليها اسمه, انه اصطفاء الذات واختيار المحب إلى جوار ربه عز وجل. "عبدالله " القادم من منطقة بني سعيد مديرية جحاف محافظة الضالع ، خلد اسمه ومنطقته جحاف ومحافظته الضالع في سجلات الثورة اليمنية المطالبة برحيل الطاغية ونظامه والانتصار لحرية الشعب وكرامته, فنال وسام الشجاعة في حياته و شرف الشهادة بعد مماته. "عبدالله" أكمل تعليمه الثانوي, وما إن انطلقت الثورة الشبابية إلا وكان أول الملتحقين بها تاركا عمله ليلتحق بأقرانه من شباب الضالع في ساحة التغيير. "احمد محمد شعفل" والد الشهيد يرى في نجله ذي ال27عاما الرابع في ترتيب إخوانه جائزة ربانية يفتخر بها, قالها لمعزيه"أكبر جائزة نلتها وافتخر بها هي أن(عبدالله) سقط شهيدا في سبيل الحق ومات وأنا راضٍ عنه فهنيئا له الشهادة وعسى أن ينالنا بشفاعته عند الله" محبذا استقبال التهاني لا التعازي.
عبدالله بذل الروح رخيصة في سبيل هذا الوطن وهذه رسالته باختصار إلى شباب وطنه ومحافظته ومسقط رأسه جبل جحاف الثائر المقاوم من أجل الحصول على حياة كريمة فسطر"عبدالله" وكل شهداء الثورة اليمنية بدمائهم ملحمة نضال.. سفر كرامة.. ثلاثة عقود ونيف انتزعوا لليمن عهدا جديدا لحياة كريمة. رحمك الله يا"عبدالله" حين رويت بدمك الزكي ثورة الطهر والنقاء.. فلم تمت.. لم تمت يا شهيد.. لم تغادر روحك الطاهرة الساحات.. لا يزال"عبدالله" عبقاً يملأ الأرجاء, وفي الخيمة ذكرياتك العظيمة.. وبطولاتك النادرة يستمد منها رفاقك معالم الصمود والتحدي لمواصلة المشوار حتى النصر.