لا تتعجبوا من هذا العنوان فهو يؤدي مدلوله تماما؛ فقد كنت الليل ال12 من مايو الجاري برفقة مستشار محافظ شبوة الأستاذ ناجي الصمي النسي, لحضور المباراة الختامية لدوري كرة لقدم المنظم من قبل نادي تمنع بعسيلان الذي يرأسه الأخ سالم محسن المعروفي , لكنني لم أكن لأتوقع المستوى التنظيمي ولا الحضور الجماهيري الغفير فضلا عن حضور الشخصيات الاجتماعية من مشايخ وأكاديميين وساسة ورجال أعمال في عرس كروي طالما افتقدناه في السنوات الماضية التي سادتها الفوضى وتغلبت روح القوة على الروح الرياضية فأجبرتها على الانكفاء والتقوقع. لكننا في هذا المشهد المهيب نرى هناك بعيدا في المكان والزمان وعلى المستوى الجغرافي لهذه البقعة التي تحيطها الصحراء القاحلة من جهاتها الثلاث أنه فعلا لا قولا أن ما فرقته السياسة قد جمعته الرياضة فحضر الاشتراكي والإصلاحي والمؤتمري والحراكي يجلس البعض إلى جوار البعض عينهم على الأبناء وهم يتناقلون بين أقدامهم المستديرة التي طوت كل أطياف العنصرية سواء الطبقية أو الحزبية أو المناطقية, فهل لنا أن نعيد أنفسنا ورياضتنا إلى حاضرة الرياضة الحقة وننبذ الأحقاد ونعتني بأبنائنا؟ علنا بذلك نستأصل حقد الحاضر الذي صنعه البعض ورعاه وحرص على انباته في تربة الأبناء الخصبة علينا أن نرى الأرواح المجنحة الصوفية في عالم المثل وأين..؟ كل ذلك في طرف الربع الخالي من جزيرة العرب فشكرا لكم أيها الأبطال فقد امتعتم قلوبنا قبل أبصارنا بمباراة ولاشك أن الجميع كان فيها منتصرا مباراة كانت خالصة لعالم الرياضة لم نشم فيها عفن السياسة ولا سياسة القوة.