صحوة التغيير أو عفن الاستبداد خياران يبدو أنهما لا يندرجان في أولويات تفكير الراعي يحيى ويظهر ذلك جلياً من سلوك المداهنة والنفاق الذي أظهره الرجل فقد تم تسريب تصريحات عنه قبل أشهر في اجتماع خاص بقيادة المؤتمر الشعبي أنه دعا إلى تغيير رئاسة المؤتمر- بما يوحي إلى انضمامه الى قافلة التغيير - في حين نرى الآن أن الراعي عاد مجدداً إلى حضيرة صالح ، وهذا يدل دلالة قطعية أن الخيارات المتاحة أمامه والبدائل لا يحددها التغيير أو الاستبداد فكل ما بالأمر هي المصلحة الشخصية . حين تم تهديده من هادي هرب من المخلوع متلبساً ثياب التغيير ، وحين شعر بفقدان مصالحه من المخلوع عاد إليه مهرولاً ... هذه الدنائة يجب أن لا تنعكس على مجريات التعامل داخل مجلس النواب . يعمل الراعي وفقاً لما يراه مناسباً من رد الجميل للمخلوع الذي أوسع عليه مفاتيح الفساد من كل بوابات الدولة . تم الاحتفاظ بمسمى "مجلس النواب" برغم الدواعي الدستورية التي تجعل منه أداة منحلة لا محل لها في أركان الدولة . مبرر بقاء "مجلس الشغب" خارج إطار مسار التغيير من أجل إقرار مخرجات الحوار الوطني .. (حسب ما تحدث عنه الرئيس والحكومة) !! الآن وهذا المجلس يسير في طريق التمرد على الشرعية الثورية التي أنتجت العملية الانتقالية بما فيها المبادرة الخليجية يجعل قوى الثورة (السياسية والشبابية) في مؤتمر الحوار في واجب ثوري مفاده الضغط على الرئيس هادي لإجراء تغييرات عاجلة في رئاسة المجلس وأمانته العامه من أجل أن يواكب عملية الحوار الوطني ما لم فإن المخلوع سيواصل تدمير ما سيعمّره الحوار عن طريق أغلبيته الماحقة في مجلس الشغب العام !! مكمن التمرد لهذا المجلس في سلوك كتلة الأغلبية المؤتمريه الخارج عن إطار التوافق الوطني ويبدو أنهم لم يستوعبوا بعد أن العمل داخل المجلس أصبح مناطاً بالتوافق وليس للأغلبية التي تم إلغائها بمجرد التوقيع على المبادرة الخليجية . من مشروع العدالة الإنتقالية إلى قانون الجامعات وصولاً إلى التعيينات التي يجريها الراعي في هيئة الرئاسة يمكن وصف ما يجري أنها عملية مقاومة واضحة لإرادة التغيير ومسار الحوار الوطني من قبل الشعبي العام خاصة زمرة المخلوع . يدرك مطبخ الثورة المضادة أن الوقت يمر وإنجازات المتحاورين تتقدم لذلك لا بد من إفتعال نعرات يمكن من خلالها اللعب على وتر الوقت الذي سيفضي في نهاية العام إلى انسداد سياسي يمكنهم من خلاله إعادة ما أخذ منهم الشعب واستردته الثورة . ضرورة إيقاف عبث المخلوع بمسار التسوية عن طريق الفوضى الأمنية والتمرد العلني من قبل كتلته في مجلس النواب تأتي كخيار ثوري ووطني عاجل من أجل نجاح الحوار ووصول اليمن إلى بر الأمان .