عدن اونلاين/ خاص شهدت مدينة عدن خلال الأسبوع الماضي العديد من حالات الانفلات الأمني و عمليات اغتيال طالت بعض الشخصيات الأمنية و السياسية في المدينة وحالات قتل جراء الإطلاق العشوائي للنار في ظاهرة دخيلة على المحافظة وأبناءها بعد انتشار الأسلحة بشكل مكثف ومخيف.
و في هذا التقرير نستعرض لقرائنا الأعزاء تلك الحوادث على مدى أسبوع مضى في مسلسل بات شبه يومي للانفلات اليومي في مدينة كانت ذات يوم رمزاً للمدنية ويراد لها أن توأد في ظل تنصل واضح للأجهزة الأمنية من القيام بدورها المنوط.
فجر الجمعة جرح طفل برصاص جنود في إحدى النقاط المستحدثة بمديرية خور مكسر محافظة عدن خلال مرور موكب زفاف لأحد أقاربه بجوار النقطة.
وقال شهود عيان ل"عدن أونلاين" أن طفلا قد أصيب برصاصة ارتدت من الأسفلت أطلقها أحد جنود النقطة المستحدثة بجوار دائرة البحث الجنائي الملاصقة لمبنى إدارة أمن محافظة عدن.
وأضاف الشهود:" أن موكب زفاف لأحد أقارب الطفل المصاب كان مارا بجوار النقطة العسكرية التي استحدثت للتفتيش بمدينة خور مكسر وبينما كان الموكب محتفلا بألعاب نارية، رد أحد الجنود بإطلاق رصاص باتجاه الأرض، وارتدت إحدى الرصاصات لتستقر في جسد أحد الأطفال الذين كانوا على متن إحدى السيارات.
قتل شخص مساء أمس الخميس وأصيب أربعة آخرون في مدينة خور مكسر بمحافظة عدن عقب خلاف نشب بين عدد من شبان المنطقة مع شخص آخر مسلح.
وقال شهود عيان ل"عدن أونلاين" أن الخلاف قد دار بسبب معاكسة القاتل لإحدى الفتيات التي استدعت إخوانها وأقاربها للتعامل مع هذا الشخص، وفور وصول الشباب الذين حضروا بمعية مجموعة أخرى من شباب حارتهم، قد أبرحوا القاتل ضربا.
صباح أمس الخميس تعرض منزل القيادي في اللقاء المشترك و عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي بعدن د.واعد باذيب و الكائن في مديرية خورمكسر لإطلاق نار كثيف من مجموعة مسلحة قبل أن تلوذ بالفرار، وقال "باذيب" في تصريح ل(عدن أون لاين) أن هذه المرة الثالثة التي يتعرض فيها منزله لإطلاق نار من مسلحين مجهولين خلال أقل من شهر ، مضيفا أن الأعيرة النارية اخترقت نوافذ المنزل وجدرانه دون وقوع إصابات. وحمل القيادي بالحزب الاشتراكي السلطة وما تبقى من أجهزتها مسؤولية ما يجري في الحفاظ على أمنه وحياته مع أسرته وأطفاله.
وطالب في تصريحه بفتح تحقيق عاجل وجدي لمعرفة العناصر المتسببة والجهات الواقفة ورائهم.
على صعيد الاغتيالات التي تطال الشخصيات العسكرية و الأمنية قتل مساء الأربعاء الماضي مدير الأمن السياسي بمديريتي التواهي والمعلا عبد الحكيم القاضي برصاص مجهولين في جولة القاهرة بالشيخ عثمان حيث يستقل سيارته برفقة عائلته، و تم إسعافه إلى مستشفى النقيب إلا أنه كان قد فارق الحياة.
من جانب آخر قتل مساء يوم الاثنين الماضي أحد الأطفال بمنطقة الشيخ إسحاق بمديرية المعلا محافظة عدن، عقب استخدام أحد الأشخاص سلاحه بطريقة خاطئة، أدت لمقتله على الفور.
وأكد شهود عيان ل"عدن أونلاين" أن الطفل (أحمد) كان واقفا بجوار أحد شباب منطقة الشيخ إسحاق بالمعلا، ويعتقد أنه أحد اقربائه، وبينما كان هذا الشخص يعبث بالسلاح، وفجأة انطلقت إحدى الرصاصات لتستقر في جسده، وتعلن وفاته على الفور.
وأضاف الشهود أن الطفل أحمد نقل مباشرة إلى مستشفى الجمهورية التعليمي بمدينة خور مكسر، بينما ارتبك الشاب الذي أطلق رصاصته عقب استقرارها في جسد الطفل أحمد.
يأتي كل ذلك الفلتان الأمني - و الذي يعتقد وقوف شخصيات في السلطة خلف تلك الحوادث بحسب مراقبون – وسط معلومات تفيد بصدور توجيهات عليا إلى المرافق الحكومية ومؤسساتها تقضي بالعمل على إخلائها من المعدات والأجهزة الثمينة المكلفة والوثائق والسجلات المهمة المتعلقة بكل مرفق وبصورة مستعجلة للغاية. والتأكيد على أن هذا الإجراء له ما يبرره في ظل الوضع الأمني القائم، لكنها شددت – أي التوجيهات – بالتحفظ على تلك المعدات والوثائق في أماكن محكمة وآمنة.
و في سياق متصل أبدى العديد من الشخصيات الاجتماعية في محافظة عدن مخاوفهم في ظل معلومات عن تسلل مجاميع مسلحة من أبين وأكدت مصادر متطابقة وشهود عيان بأن عدداً من تلك وصلوا إلى مدينة عدن عن طريق البر والبحر وبرفقة عدد من أبرز قياداتهم الذين شوهدوا خلال الأيام الماضية يتجولون في أحد شوارع المدينة، مشيرة إلى أن وصول تلك المجاميع لعدن يدل على أن المحافظة سوف تدخل في دوامة مماثلة لأبين.
و تشهد محافظة لحج حوادث اغتيال و اعتداءات مجهولة، حيث قام مجهولون باغتيال مدير عام مكتب النظافة والتحسين بالمحافظة عصر الأربعاء الماضي ، عندما قام مسلحان يستقلان دراجة نارية بفتح النار من أسلحة رشاشة على المدير التنفيذي لمكتب النظافة والتحسين بمحافظة لحج المهندس "محمد علي الصعو" ليفارق الحياة بعد نقله إلى مستشفى ابن خلدون بمدينة الحوطة.
من جهة أخرى عبرت الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني عن إدانتها لجريمة الاعتداء ومحاولة الاغتيال التي تعرضت لها ثريا مجمل عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي الاثنين الماضي من قبل عصابة من الملثمين أثناء اقتحامهم منزلها في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج ، واعتبرت الأمانة العامة هذه الجريمة – في بيان تلقى استمرارا للمسلسل الإرهابي الذي يتعرض له قادة وكوادر وأعضاء الاشتراكي منذ سنوات مضت تحت علم ومعرفة كافة أجهزة السلطة.
وطالب بيان الأمانة العامة السلطات المعنية بالكشف عن الجناة وتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة المناضلة ثريا مجمل، كما صدرت بيانات إدانة مشابهة من منظمات الحزب في محافظتي لحجوأبين ومديرية سرار.
كل ذلك يأتي في ظل جهود يبذلها العديد من نشطاء المجتمع المدني و الهيئات الشعبية و المدنية لتوحيد الجهود و الوقوف أمام أي محاولة للعبث بأمن و استقرار المحافظة، وكانت رابطة علماء ودعاة عدن قد دعت كل القوى من كافة الأطياف السياسية والمدنية والمكونات الشبابية و النقابية والشخصيات الاجتماعية للتوافق على ميثاق شرف للحفاظ على أمن المدينة وسكينتها، كما دعت اللجان الشعبية في بيان لها تحت عنوان (نداء الواجب الوطني) وجه خلاله نداءً عاجلاً لكافة القطاعات الرسمية و الشعبية و الحزبية و الأهلية إلى تحمل المسؤولية بالمشاركة حفاظاً على السلم الأهلي و الممتلكات العامة في عدن، و تطلع المجلس إلى إطار جامع لكل أشكال الفعاليات الرسمية و المدنية في شكل تنظيمي واحد يحقق المصلحة العامة وهي أمن واستقرار المحافظة و تجنيبها المخاطر المحتملة.
كما حذر المجلس الثوري للدفاع والأمن بعدن من مخطط لتكرار سيناريو زنجبار في المحافظة مؤكداً بالوقت نفسه تصديه لكل تلك المحاولات.