الحالة الأمنية في مقدمة القضايا التي يجب أن تؤمن لتأمين كل قضايا الوطن فهي بوابة الاستقرار أو عنوان الفوضى.. نشير إلى الحالة الأمنية في تعز التي تحسنت بشكل ملحوظ لنثبت ما قلناه مراراً أن تعز تحتاج إلى جهود مخلصة وبسيطة لكي يستتب الأمن فيها وتخنس شياطين الفوضى لأن لا حاضن للفوضى في هذه المحافظة المدنية التي أفشلت كل المحاولات الحاقدة لإشاعة الفوضى والتخريب ونشر الفتنة والانفلات الأمني ، فما تقوم به النقاط الأمنية من محاصرة مظاهر السلاح والقوارح جيد بشكل عام ويحتاج إلى تواصل متنامٍ وتقييم مستمر للتجربة حتى لا يتجاوزها المخربون ويستوعبونها..كما يحتاج الأمر إلى تطوير الأداء الأمني وتنويع الوسائل لملاحقة الخارجين عن القانون ومروجي الحبوب والسموم ومحاصرتهم،عن طريق تفعيل أجهزة المخابرات وعناصر المباحث لتوفير المعلومة التي لاتقل عن أي سلاح أمني ، إلا أن خبراً في هذا الخصوص يحتاج إلى توضيح ، فالشرطة الراجلة التي قيل أنها ستطارد المسلحين في المدينة أمر جيد ومطلوب لكن غير المفهوم حكاية أن هذه الشرطة الراجلة بثياب مدنية، أنا لا أفهم شرطة مسلحة بثياب مدني لتحقيق الأمن ومطاردة المسلحين المدنيين ولا أظن أن غيري سيفهم والأمر أشبه بالفزوره، فالسلاح بثياب مدني إشاعة للفوضى وتغييب للدولة وقد يعمل على تغطية للمخربين والمسلحين وسيكون كله «بلس مغطى على بلس» وسيعمل إرباكاً لايعرف من هو المسلح ومن هو الشرطي ولن ينسجم أن يقبض مسلح مدني على آخر مدني، أظن أن الفكرة غير صائبة وضد فكرة الدولة وتحتاج إلى مراجعة وقد يكون وراءها من يريد أن يمارس الفوضى تحت ستار الشرطة المدنية، فشرطة بثياب مدنية لمطاردة المسلحين بثياب مدنية أشبه بلعبة «سومةوعومة» أرجو من أصحاب القرار الانتباه لأي مطبات قد تدس من المنزعجين من استتباب الأمن والمتهبشين في الأرض ، وهم كثر وبعضهم في مواقع أمنية.. في ما يتعلق بشرطة بثياب مدني هذا ممكن ومناسب لعناصر بحث ومخابرات لجمع المعلومة عن العناصر الخارجة وأماكنهم ونشاطهم وهو أمر لو تم بإخلاص فإن الأمن سيتحول إلى نموذجي في هذه المحافظة الآمنة ..نأمل من أصحاب القرار إعادة النظر ودراسة الأمر جيداً لصالح الأمن وحضور الدولة ونجاح الخطة وحتى لاتأكل الأفعال بعضها بعضاً.. نتمنى النجاح والأمن لكل اليمن.