أعلنت وزيرة حقوق الانسان اليمنية حورية مشهور السبت انها تسعى لوضع مشروع قانون جديد في اليمن يحدد السن الدنيا لزواج الفتيات ب18 عاما وذلك بعد معلومات عن وفاة طفلة عمرها ثماني سنوات بعد تزويجها. غير ان مسؤولا محليا نفى معلومات اشارت الى وفاة طفلة في منطقة ريفية في محافظة حجة (شمال غرب) تدعى روان بعد اغتصابها من زوجها الذي يفوقها سنا. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن حورية مشهور القول انها تريد مراجعة مشروع قانون يحدد سن الزواج الدنيا ب17 عاما للفتيات كان تم تعليقه في 2009، والعمل على تحديد السن الدنيا ب18 عاما. وقالت «وجهت مذكرة الى رئيس مجلس النواب يحيى الراعي وطلبت منه اعادة ادراج مشروع قانون سن الزواج في جدول اعمال مجلس النواب بعد ان كان تم تعليق وسحب هذا المشروع من البرلمان عام 2009». واضافت الوزيرة التي ابدت الاسف لسحب المشروع «كنا نطالب بتحديد سن الزواج عند 18 سنة لأن اليمن موقع على المعاهدات الدولية الخاصة بحماية الطفل ولكن جرى تلاعب بمشروع القانون الذي حدد هذه السن ب17 سنة». وعرقل أعضاء في مجلس النواب في عام 2010 مشروع قانون يحدد سن الزواج للفتيات ب17 عاماً وما فوق. إلى ذلك، نفى محافظ حجة علي القيسي أنباء وفاة الطفلة روان جراء زواجها من رجل أربعيني، وقال ان «الفتاة لا تزال على قيد الحياة وتعيش بشكل عادي مع اسرتها التي نفت بدورها القضية برمتها». غير ان المحافظ اضاف –بحسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)- ان الفتاة موجودة حاليا في مركز حماية اجتماعي وذلك بعد ان خضعت لفحوص بدنية ونفسية في مستشفى عام. وعند سؤال الوزيرة، قبل نفي المحافظ، قالت انها لا تملك حتى الان اي اثباتات بشأن وفاة الفتاة. واوضحت «حتى الآن لا يوجد لدينا اي ادلة قاطعة ولكني أخشى ان يكون هناك تستر على هذه القضية خاصة أنها نسبت الى منطقة ريفية نائية في محافظة حجة التي سبق ان سجلت فيها حوادث مماثلة». وتابعت «إذا تأكدت القضية واذا كان هناك تستر فان الجريمة ستكون أكبر». وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون اعتبرت الجمعة ان ما تردد عن وفاة روان «مروع». وقالت «ادعو الحكومة اليمنية الى الالتزام بتعهداتها بموجب القانون الدولي بما فيه مواثيق الاممالمتحدة لحماية حقوق الطفل، واليمن أحد اعضائها، وان تعيد العمل فورا بتشريع يحدد سنا ادنى للزواج تماشيا مع المعايير الدولية، لمنع مثل هذه الاساءة للأطفال». وفي 2010 كانت نجود محمد علي التي كان عمرها آنذاك عشر سنوات، اول طفلة يمنية تحصل على الطلاق بعد ان تم تزويجها عنوة في فبراير 2008 برجل يكبرها بعشرين عاما بعد ان تعرضت للضرب والاعتداء الجنسي. ووصلت اصداء معركة نجود الى العالم كله وسط دعوات عديدة لمنع زواج الاطفال دون 18 عاما. وقبل توحيد اليمن في 1990 كانت السن القانونية للزواج للفتيات 15 عاما في الشمال و16 عاما في الجنوب. لكن بعد توحيد شطري اليمن لم يحدد القانون اي سن قانونية. وبحسب تقرير لهيومن رايتس ووتش نشر نهاية 2011 فان احصاءات رسمية وللامم المتحدة تظهر ان نحو 14 بالمئة من الفتيات اليمنيات يتزوجن قبل سن ال 15 عاما و52 بالمئة قبل بلوغهن 18 عاما. وفي بعض المناطق الريفية يتم تزويج طفلات في سن الثامنة لرجال يفوقونهن سنا بكثير. واكدت هيومن رايتس ووتش حينها ان تزويج الطفلات يقوض حقوقهن في الدراسة ويضر بصحتهن.