اعتبر الخبير العسكري العميد/ ثابت حسين أن تواصل اجتماعات رئيس الجمهورية /عبدربه منصور هادي بالقيادات الأمنية العسكرية يأتي في سياق أن الأجهزة الأمنية لاتزال خارجة عن السيطرة والجاهزية, كونها ضعيفة بأشياء كثيرة حد قوله. و عزا العميد حسين, تصاعد الانفلات الأمني الذي تشهده البلاد إلى عدم الشعور بالمسؤولية من قبل قيادات أمنية وعسكرية. وأكد أنه يجب على رئيس الجمهورية أن يواجه الانفلات الأمني باستكمال إجراءات إعادة الهيكلة للجيش والأمن على أسس علمية, بما يلبي التغيير المنشود, معتبراً استكمال إجراءات الهيكلة هي الحل الناجع لما تشهده اليمن من انفلات أمني. وعلق على حديث رئيس الجمهورية الذي تناقلته وسائل إعلامية والذي قال فيه إن السلطة التنفيذية فقدت السيطرة على الوضع الأمني وتأكيده إنه تم الرد على حديثه حول الوضع الأمني لهجمات إرهابية علق العميد حسين بأن الرئيس أراد أن يكون واضحاً وصريحاً مع الشعب والقيادات العسكرية والأمنية, مشيراً إلى أن هذه الصراحة والمكاشفة لا تكفي وحدها لمواجهة الوضع الأمني المتردي. وأوضح في حديث الرئيس يدل على أنه لا يوجد تعاون من قبل الأجهزة وأن حديث الرئيس عن السلطة التنفيذية كان إشارة إلى محافظي المحافظات, حيث قد أشار إلى محافظات خارج السيطرة ويكون صريحاً مع الشعب بأن هذه الأجهزة الأمنية لا تقوم بمسؤوليتها, داعياً الرئيس إلى اتخذا مزيد من إجراءات حاسمة واستكمال الهيكلة. ولفت إلى أن عملية الهيكلة التي تمت للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية كانت عملية رأسية فوقية لكنها لم تشمل كل المفاصل لهذه الأجهزة حتى تضطلع بمسؤوليتها حد قوله. وكان الرئيس عبدربه منصور هادي في ثالث اجتماع أمني خلال أسبوع طالب القيادات العسكرية والأمنية، باستراتيجية جديدة وأسلوب حديث لمواجهة الأعمال الإرهابية والاختلالات الأمنية، بحيث تمكن الأجهزة الأمنية من السيطرة عليها, وشدد هادي - في اجتماعه أمس الأربعاء، بالقيادات التنفيذية والعسكرية والأمنية لعدد من المحافظات شدد على ضرورة التحلي باليقظة العالية في مختلف الأوقات والظروف والتكامل والتعاون بين الأجهزة التنفيذية والأمنية والمجتمع. وناقش الاجتماع الذي حضره وزير الدفاع اللواء الركن/ محمد ناصر احمد ووزير الداخلية اللواء الدكتور/ عبد القادر قحطان ورئيس جهاز الأمن السياسي اللواء/ غالب القمش ورئيس جهاز الأمن القومي اللواء الدكتور/ على الأحمدي وقادة المناطق العسكرية الأولى والثانية والخامسة ناقش جملة من المواضيع المتعلقة بالأوضاع الأمنية والجهود المبذولة لتثبيت الأمن والاستقرار. وفي الاجتماع أشار الأخ الرئيس/ عبد ربه منصور هادي إلى ما تشهده اليمن من تحولات تاريخية في ظل عملية التسوية السياسية التي اختارها اليمنيون طريقاً لحل خلافاتهم وتبايناتهم.. لافتاً إلى الشوط الكبير الذي تم قطعه في عملية التحول ومسار الحوار الوطني الذي دشن يوم أمس بداية جلسات المرحلة النهائية والتي يعول عليها الكثير في رسم ملامح مستقبل اليمن الجديد الذي ينشده الجميع يمن العدالة والمساواة والحكم الرشيد. وتطرق الأخ الرئيس إلى المهام الكبيرة الماثلة أمام المؤسسة العسكرية والأمنية في سبيل إرساء دعائم الأمن والاستقرار .. وقال "إن المؤسسة العسكرية اليوم لم تعد تلك الوحدات التي كانت متواجهة فيما بينها خلال الأزمة التي مرت بها البلاد بل هي اليوم قوة واحدة ولاءها لله والوطن بعيداً عن المصالح الذاتية وهذا ما تجسد في عملية إعادة الهيكلة التي أوجدت قيادات من مختلف أنحاء الوطن باعتبار أن وحدة القوات المسلحة هي أساس الوحدة الوطنية". وأكد الأخ رئيس الجمهورية إن إصرار أبناء الشعب اليمني على الخروج من أزمتهم عبر الحوار كان الخيار الصائب لتجنيب الوطن منزلقات لا يحمد عقباها. وأشار إلى أن المركزية المفرطة هي أحد أسباب مشاكل ومعاناة الشعوب باعتبار منح الصلاحيات والمساواة والتوزيع العادل للسلطة والثروة هي الكفيلة بتجاوز الخلافات وبناء الدولة المدنية الحديثة التي ينشدها الجميع وفقا لوكالة الأنباء اليمنية سبأ. وقال " إن الحوار الذي ارتضاه اليمنيون خياراً وسبيلاً لهم لا يمكن له إلا النجاح وذلك من خلال أسلوب الحوار وآلياته التي تؤكد على ذلك ومن هذا المنطلق نطمئن الجميع بأن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ووثيقته النهائية هي من سيجنب اليمن المخاطر التي لا يحمد عقباها ". ولفت الأخ رئيس الجمهورية إلى أن اليمن تواجه في هذه المرحلة الهامة من تاريخها العديد من التحديات والأزمات المتداخلة سياسية وأمنية واقتصادية.. مشدداً على ضرورة تضافر الجهود لمواجهتها. وأكد أن القوات المسلحة والأمن هي صمام أمان الوطن والحامية لمكتسبات الشعب وفي مقدمتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.. داعياً إلى تعزيز وحدة القوات المسلحة والأمن لما لذلك من أهمية وانعكاسات إيجابية على وحدة المجتمع. وتطرق الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى الأضرار التي لحقت باليمن واقتصادها الوطني جراء الأعمال الإرهابية التي يدفع ثمنها المواطن ومنها عزوف المستثمرين وارتفاع نسبة البطالة في أوساط الشباب.