المذيعة رندا عكبور من الأسماء الإعلامية التي لمعت مؤخرا وسجلت حضورا جماهيريا مميزا سيما في برنامج وقفات إنسانية الرمضاني الذي لاقى صدى كبيرا لدى الجمهور والحالات الإنسانية التي نجح البرنامج في مساعدتها. لم يكن دخولها الإعلام مخططا وكانت البداية في العام 2004م عبر قناة عدن الفضائية مع الأخبار الرياضية لكنها تنقلت في برامج اجتماعية ومتنوعة. تتطلع للكثير من النجاحات رغم واقع قناة عدن التي تراه بائساً. «الوحدة» حاورت رندا فإلى الحصيلة.. التحاقك بالإعلام هل كان مخططا أم قادتك إليه الصدفة؟ بالنسبة لدراستي للإعلام كانت صدفة بحته ، على الرغم أن والدي صحفي إلا إني لم أفكر أن أدرس الإعلام أو أعمل في هذا المجال عندما أنهيت دراستي الثانوية ، كان معدلي يدخلني كلية الهندسة فدخلت هندسة بناء ولكني لم أجد نفسي فيها ، فلم أكمل دراسة الهندسة، فاتجهت لدراسة دورات في الكمبيوتر فكان العام 1999م والمعاهد غير منتشرة مثل الآن لتدريس الكمبيوتر ثم قدمت لي فرصة للعمل كمدرسة في نفس المعهد التي درست فيه ، وأثناء عملي كمدرسة كمبيوتر كنت أشعر بأن شيئا ما ينقصني وعندما أفتش عنه أجد دراستي الجامعية ، فبحثت عن كلية أدرس فيها وأستطيع في نفس الوقت أستمر في عملي لأني كنت بحاجة للعمل حتى أخفف عن والدي عبئ مصاريفي ،خاصة إني كنت البنت الكبرى من بين أخواتي ولا نملك الأخ ، فكان أبي هو الأب والأخ والسند لنا، فقررت الالتحاق بكلية الآداب قسم الصحافة والإعلام ، فكان القسم حديث المنشأ في الكلية وكنا ثالث دفعة في هذا القسم. وعندما أكملت دراستي تقدمت للعمل في تلفزيون عدن والحمدلله توفقت. *نقلا عن صحيفة الوحدة برامج استمتاع أين تجدين نفسك في الأخبار أم في البرامج؟ أجد نفسي في البرامج أكثر من النشرات لهذا انسحبت من تقديم النشرات إلى إعداد وتقديم البرامج. أكثر برنامج استمتعتي بتقديمه؟ أكثر برنامج استمتعت أثناء تقديمي له هو برنامج وقفات إنسانية. وهو أجمل برنامج قدمته في تلفزيون عدن، في هذا البرنامج عشت مع الناس معاناتهم وكنت مستمتعة جداً بالرغم من الظروف الصعبة التي مريت بها أنا وطاقم البرنامج من ضيق الوقت وضعف الإمكانيات في المونتاج والتصوير وغيرها .. إلا أننا كنا نشعر بالراحة والاستمتاع عندما نسمع دعوة مريض أجريت له عملية عبر البرنامج أو معسر تم الإفراج عنه أو شاب تم توفير فرصة عمل له أو امرأة أرملة أو مطلقة وفرنا لها فرصة للعمل عبر البرنامج ورأينا فرحتهن وأولادهن ، فهذا كان فعلاً إضافة جميلة لي ولزملائي في البرنامج خاصة أن هذا كان يتم في شهر رمضان الكريم ، شهر الحب والمودة والرحمة والمغفرة .. فأسعد اللحظات التي عشتها في حياتي كانت أيام تسجيل برنامج وقفات إنسانية لدرجة أنه في أخر حلقة تسجيل للبرنامج كنت أشعر بالحزن الشديد ، لأنني سأتوقف عن مساعدة الناس المحتاجين عبر البرنامج وما زاد حزني هو الاستمرار في تلقي الاتصالات من أشخاص على رقم البرنامج تريد مساعدة البرنامج لهم . تفاعل لهذا نجحتي في وقفات إنسانية.. على ذكر وقفات إنسانية ما الذي أضافه لك برنامج وقفات إنسانية؟ أضاف لي البرنامج ، التعرف على معاناة الناس عن قرب والتفاعل معها ، والمعنى الحقيقي للحياة عندما يعيش الإنسان معاناة الأخرين ، هذا على المستوى الإنساني ، أما المستوى العملي فقد حقق البرنامج والحمدلله نجاح وتفاعل الناس معه فكانت تأتي لي اتصالات حتى من خارج الوطن تشكر في البرنامج ومنهم من يريد أن يتواصل مع الحالات التي ظهرت فيه لمساعدتها فكنت أعطيهم أرقامهم ويقدمون لهم المساعدة . عمل إبداعي هل أنتِ راضية عما حققتيه خلال مشوارك الإعلامي حتى الآن؟ الحمدلله ، أنا راضية جداً عن ما قدمته خلال مشواري الإعلامي المتواضع منذ 2004م في تلفزيون عدن الحبيب. ما هو الشيء الذي تسعين لتحقيقه ولم يتحقق بعد؟ ما أسعى لتحقيقه بعد تعييني كمديرة للعلاقات العامة في تلفزيون عدن هو استعادة مكانة هذا الصرح الإعلامي الرائع (تلفزيون عدن) فأتمنى تفاعل القيادة في التلفزيون مع العلاقات العامة وتفهم دورها الحقيقي لمصلحة العمل الإبداعي ولهدف إعادة مكانة ودور تلفزيون عدن ، خاصة بعد رجوعنا للخلف سنوات طويلة بعدما كنا أصحاب الريادة في المجال الإعلامي التلفزيوني والإذاعي على مستوى الوطن العربي. تعريف: رندا صالح عبده عكبور مذيعة ومديرة العلاقات العامة في تلفزيون عدن. بكالوريوس إعلام تخصص علاقات عامة. أكملت السنة الأولى التمهيدية في الماجستير وتسعى لكتابة رسالتها في دور العلاقات العامة في تحسين الصورة الذهنية في تلفزيون عدن. أسست مؤخراً مؤسسة شباب عدن للتنمية. انتقائية وجهة نظرك حول أداء الإعلام الرسمي؟ الإعلام الرسمي في بلادنا ، تغير نسبياً بعد الربيع العربي ، ولكن ليس بالمستوى المطلوب خاصة في الحيادية ، التوجه الحالي هو إلغاء وزارة الإعلام حتى يعمل الإعلام بشفافية ومصداقية بعيداً عن القيود المفروضة ، ومن ينادون بهذا هم الآن الذي يفرضون هذه القيود ، سأتحدث هنا على سبيل المثال عن القضية الجنوبية، فسنجدها أنها لم تجد حقها الكافي من التغطية عبر وسائل الإعلام الرسمية ، حتى الضيوف يتم انتقاءهم ، من الذي يمثلون المستوى المعتدل من الحلول للقضية الجنوبية ، أين هي وسائل الإعلام الرسمية من معاناة أبناء الجنوب .. وخاصة قناة عدن الفضائية فهي القناة التي لابد أن تحاكي معاناة المواطن في عدن والجنوب بشكل عام، لأنهم فعلاً مستهدفون من كل وسائل الإعلام الرسمية والحزبية والعربية. فقدان تقييم المشاهد ما الذي ينقص القنوات الفضائية اليمنية لتنافس أو لترضِ الجمهور المحلي؟ الذي ينقص القنوات الرسمية الفضائية هو فقدان حلقة الوصل بين المشاهد المحلي والإدارات العليا في هذه القنوات الفضائية الرسمية ، لمعرفة تقييم المشاهد للرسالة الإعلامية ومدى تفاعله مع هذه الرسالة، وماهي العيوب الموجودة ومحاولة تجنبها وماهي رغبات المشاهد للسعي لتحقيقها ، وحلقة الوصل هذه تتمثل في إدارة العلاقات العامة في كل مؤسسة إعلامية بشكل عام ، ولكن للأسف هناك قصور في فهم الدور المهم والأساسي للعلاقات العامة في أي منشأة سواء كانت إعلامية أو غيرها ، فيقتصر دور العلاقات العامة على الجانب البروتوكولي فقط . المذيع اليمني لم يسجل حضورا مميزا على الأقل ليس متواجدا بكثرة في الفضائيات المحترفة؟ المذيع اليمني، غير متواجد في القنوات الفضائية المحترفة، وهذا صحيح على الرغم من أنه متواجد كمراسل خاصة أبناء المحافظات الشمالية نجدهم هم من استحوذوا على العمل كمراسلين في القنوات العربية والعالمية، على حساب الإعلامي من المحافظات الجنوبية على الرغم من أن الإبداع والعمل الإعلامي خاصة بدأ في مدينة عدن. ما الذي ينقص المذيع اليمني؟ الذي ينقص المذيع اليمني هو التفكير الدائم بلقمة العيش ، حتى يتفرغ للعمل الإعلامي والرسالة الإعلامية ، فللأسف نجده وخاصة المذيع في عدن يفكر ألف مره قبل قراءة النشرة أو تقديم برنامج ، بإيجار البيت و صرفيات أسرته ورسوم الدراسة إذا كان قد التحق بالدراسات العليا ، فعندما أعطيت مثال للإعلامي في عدن لأني أعرف معاناتهم خاصة أني واحدة منهم ، فإعلاميو عدن لا يعملون مراسلين لقنوات عربية ولا أجنبية ويعانوا معاناة الإعلاميين من الدرجة الثانية بعد إعلاميي صنعاء من ناحية المستحقات والتأهيل، فكيف سيتقدم هذا الإعلامي وكيف سيبدع وينافس زملاءه الإعلاميين في القنوات العربية الأخرى. الموضوع قد يكون مرتبطا بالشللية والمناطقية أحياناً؟ لكن لا أتوقع أن يكون شمالا وجنوباً؟ هي شللية ومناطقية وشمال وجنوب مثلاً بعض القنوات عندها مراسلين في عدن من الشمال وحتى التدريب أحيانا تبلغ بدورة خارجية قبل يومين وقد لا تكون جاهزا من جواز سفرو..الخ فتذهب عليك الفرصة والمستفيدين دائما اللي في صنعاء. هل تفكرين مستقبلاً بإدارة قناة فضائية؟ ولو أتيحت الفرصة .. ما الأشياء الأساسية التي ستسعين لتطبيقها في إدارة القناة؟ بالنسبة لإدارة قناة بصراحة ما فكرت فيها ، لأنها تحتاج إلى وقت وجهد أكبر ، خاصة إنك ستتعامل مع كيان بشري ومادي ورسالة إعلامية وكل منهم بحاجة إلى وقت وجهد ، وهذا ما لا أستطيع أن أقوم به نتيجة لانشغالي في البيت والدراسات العليا التي أتمنى أن أنهيها على خير بإذن الله تعالى . البعض يعترض على معاملة الإعلامي كموظف كونه عملا إبداعياً ؟ وفي المقابل تشكو بعض المؤسسات من تقصير وإهمال الإعلاميين ؟ كيف لنا أن نوفق بين الاتجاهين؟ المبدع في أي مجال، لابد أن يعامل بطريقة خاصة لأنه دائماً يكون مرهف الإحساس ، هذا طبعاً المبدع الحقيقي ، والعمل الإعلامي عمل إبداعي بدرجة رئيسية لهذا لابد أن يُعطى الإعلامي حقه في حرية التعبير ،و التأهيل والمستحقات حتى يفكر ويبدع بدون أي قيود على تفكيره ورسالته الإعلامية ، عندها سنعرف المبدع الحقيقي . أفضل مذيع /ه عربي/ه بوجهة نظرك؟ المذيعة منى الشاذلي ، لأنها غير متكلفة في تقديمها . كلمة أخيرة في الأخير، أشكرك جداً أخي بشير على هذا اللقاء وأشكر صبرك علي فكنت متفهما لانشغالي، وأشكر "الوحدة"، وأتمنى لكم التوفيق الدائم.