* مصطلح الإسلام السياسى [باستخدامه الإعلامي الشائع] خادع ومراوغ ولى تحفظات عديدة عليه، فالسياسة فرع من فروع الإسلام، وإذا أردنا مصطلحا أكثر دقة سيكون المشروع الحضارى الإسلامى . المسلمون اليوم فى مأزق حضارى وسبيلهم للخروج منه يتمثل فى مشروع نهضوى مرجعيته إسلامية يرتكز على : اقتصاد ذى مرجعية إسلامية .. وعدالة ذات مرجعية إسلامية .. وعلاقة بين الدين والدولة ذات مرجعية إسلامية .. وعلاقات دولية وعلاقات بين الأقليات والأغلبيات، وعلاقة بين الوطنية والجامعة الإسلامية، كلها ذات مرجعيات إسلامية. هناك من يحاول اختزال الإسلام فى السياسة بينما الإسلام منهاج حياة شامل فيه عبادات وشريعة ومنظومة قيم وأخلاق. * فى فترات الأزمات يكون هناك تدن كبير فى الخطاب ومستوى غير مقبول وغير معقول من الأكاذيب فى الإعلام سواء على النطاق المحلى أو العالمى، ففيه خير قليل وشر كثير وألوان من الأكاذيب يرتزق منها جيش من العاملين بهذا الميدان، مع فهم أن الحركة الصهيونية تسيطر وتؤثر عن طريق الإعلام والمال . هناك مناهج إعلامية تنحو نحو الإسفاف واتهام حسن البنا بالأصول اليهودية تردد كثيرا من قبل عام 1948 إبان الأزمة الأولى للإخوان المسلمين . وفى عام 1964 إبان إحدى أزمات الإخوان مع نظام عبد الناصر، صدر عن الأزهر ملحق بعنوان «الإخوان الشياطين» وهذا ضرب من استدعاء المؤسسات الدينية أو الإعلامية لبث الأكاذيب . ونحن نعلم أن النازية بجهازها الإعلامى الضخم كانت تعتمد سياسة " اكذب ثم اكذب ثم اكذب فإنك لابد واجد من يصدقك ". ولننظر إلى حملة الإسلاموفوبيا والتخويف من الإسلام وما فعلته الحملات الصليبية من تشويه للإسلام والمسلمين، كى تجيش العامة والدهماء فى الغرب، ولنتذكر كيف كانت تزوّر نسخ ترجمات القرآن الكريم . فى الحروب الإعلامية ينتهك كثير من الحرمات، وهذا يضع واجبا على القطاع المتعقل من السياسيين والإعلاميين لضبط المصطلحات ولا يرقون إلى تلك السفاهات . * الغرب وفى مقدمته أمريكا وبالدرجة الأولى إسرائيل والحركة الصهيونية .. هؤلاء لا يطيقون ديمقراطية تأتى بالإسلاميين، وما حدث فى الجزائر 1992 خير شاهد على ذلك، وتكرر المشهد فى فلسطين حين وصلت حماس إلى السلطة . فى مصر فاجأت ثورة 25 يناير العالم فقبل بها كأمر واقع، لكن منذ الاستفتاء على التعديلات الدستورية فى مارس 2011 بدأ البحث عن بديل للإسلاميين، فظهرت وثيقة السلمى التى تجعل الهيمنة للجيش وقد تأكد الخطر للدولة العميقة عندما تكرر لخمس مرات فوز الإسلاميين من خلال صناديق الاقتراع عبر انتخابات مجلس الشعب والشورى والانتخابات الرئاسية ثم الاستفتاء على الدستور . القضية ليست قضية السَّنَة التى حكم فيها د. محمد مرسى مصر فقد كان "يملك ولا يحكم " هو أول رئيس جمهورية فى العالم يقذف بالمولوتوف، وقد حكم بدون دولة بل لقد ثبت أن أركان الدولة سياسية واجتماعية وأمنية كانت فى الطرف الآخر ولم تكن مع رئيس الدولة، القضية ليست قضية أخطاء ارتكبها محمد مرسى، فالخطأ وارد بالنسبة للحكام لكن الخطأ لا ينقل الحق للطرف الآخر * أمريكا بها رأى عام لا يوافق على الانقلابات ولا الدماء . أما مؤسسة صنع القرار فى الولاياتالمتحدة، والتى تتمثل فى وزارة الدفاع والمخابرات فهى فى حالة تواصل مع ما حدث أخيرا فى مصر . البيت الأبيض يحاول الموازنة فيما يعلنه بين صناعة القرار والرأى العام . الغرب بشكل عام يتفق مع إسرائيل فى ضرورة ألا تأتى الديمقراطية بحكم إسلامى خصوصا عندما يتعلق الأمر بمصر، فالتغيير فيها يمتد إلى التغيير فى المنطقة كلها وهناك تصريح للسيناتور جون ماكين أدلى به أثناء زيارته لمصر فى يناير 2012 هو تصريح بالغ الدلالة "الذى يحدث فى مصر (= ثورة 25 يناير) هو الأهم فى الشرق منذ سقوط الدولة العثمانية، وستكون له تداعياته". * المستقبل للإسلام .. إذا نظرنا إلى خريطة العالم من الناحية الحضارية أى من حيث نماذج التحديث والنهوض لوجدنا أن كل تلك التجارب التى أفرزتها الحضارة الغربية قد سقطت وتسقط .. سقطت النازية والفاشية والشيوعية، والعلمانية الآن تعانى مأزقا لن تخرج منه، وقد أدخلت أوروبا نفقا مظلما لأنها همشت السرة وهمشت الدين وجعلت الذين يؤمنون بوجود الله فى أوروبا لا يتجاوزون 14% .. الزواج المثلى وتهميش الأسرة جعل نسبة الوفيات أعلى من نسبة المواليد . بابا الفاتيكان نشر كتابا مهما أكد فيه أنه يخشى ثلاثة أشياء : أولها انقراض المسيحيين فى أوروبا وثانيها ان من سيحل محلهم هم العرب والمسلمون من العرب والأفارقة، ثالثا يخشى أن تصبح أوروبا جزءا من دار الإسلام فى القرن الحادى والعشرين. أما الخيار الليبرالى الرأسمالى القائم على اقتصاد السوق، والذى تتبناه كل المجتمعات الأوروبية فقد جعلها تدخل نفقا مظلما، وقد قرأت فى مجلة فرنسية متخصصة اسمها « التحديات» أن رئيس الفاتيكان أثناء زيارته لفرنسا 2008 بوصفها أكبر معاقل الكاثوليك فى أوروبا، قال إننا فى حاجة إلى قراءة القرآن أكثر من كتب الباباوية، وأكد أن نظام الاقتصاد الإسلامى نظام ناجح لأن فيه المال لا ينتج مكالا إلا بالعمل، وأكد البابا أن الاقتصاد الإسلامى هو سبيل أوروبا للخروج من أزمتها الاقتصادية . إذن كل تجارب التحديث فى أوروبا سقطت ولم يتبق على النطاق العالمى نموذج حضارى صالح للنهوض بالأمم سوى الإسلام .. حتى اليابان والصين والهند لا تمثل إلا نماذج محلية غير قابلة للعطاء خارج حدودها . فالمستقبل سيكون للإسلام بإذن الله * الحقيقة أننى أعجب من تحالف العلمانيين مع الكهنوت الكنسى وتعلق الليبراليين بالفاشية العسكرية .. هذا شذوذ فكرى ! * الخلافة الإسلامية عاشت ثلاثة عشر قرنا دولة جامعة مع وجود دول قومية وقطرية فى إطار هذه الخلافة، وفى عام 1924 سقطت الخلافة. وقامت محالاوت عدة لإحيائها قبل وجود الإخوان المسلمين .. السنهورى باشا وهو تلميذ النقراشى، وكان رئيسا لمجلس الدولة، كتب رسالة عن الخلافة كعصبة أمم وفيها قدم مشروعا لإحياء الخلافة الإسلامية تسبقه نهضات ثقافية وعلمية كهدف بعيد تسبقه مراحل متعددة . وبعد السنهورى جاء حسن البنا، والذى يعد التلميذ النجيب للسنهورى فيما يتعلق بقضية الخلافة، وكتب عن وجود عدة دوائر للانتماء : الوطنية ثم العربية فالإسلامية التى يمكن تسميتها بالخلافة ثم الدائرة الإنسانية . الخلافة الإسلامية التى يخوفوننا منها ليست إلا نسخة من الاتحاد الأوروبى، أى اتحاد بين دول الإسلام يكون لها برلمان وسياسة خارجية واقتصادية .. فهل نحن ضد تجمع دول الشرق فى منظمة تعاون إسلامية .. هذا التعاون لا يلغى استقلال أى دولة للأسف بعض الناس يستغفلون الجماهير ويقولون إن الإسلاميين يريدون إلغاء اسم مصر على الخريطة، هؤلاء صفقوا لعبد الناصر عندما ألغى اسم مصر ولقبها بالإقليم الجنوبى بعد الوحدة مع سوريا . إنه إعلام بائس يزيف الحقائق. وما يسمى بالخلافة الإسلامية هو تجمع عربى إسلامى ورابطة شرقية شبيهة برابطة الاتحاد الأوروبى، كى نصل إليها نحتاج إلى سنوات وسنوات وتكون مصر على رأس هذا التجمع، وفى القلب منه كصاحبة الريادة فى العالم العربى والإسلامى. * الرؤية الموضوعية لقضية تحرير المرأة تؤكد أنها تعاني من الإفراط والتفريط : - فوسائل الإعلام الغربية لا تكف عن الحديث عن هذه القضية، - وفي الوقت نفسه نجد في مجتمعاتنا العربية مَن ينكر وجود قضية للمرأة أو أنها تُعاني من مشكلات؛ فنجد مَن يقول لا يوجد شيئًا يُسمَّى تحرير المرأة في حين أن تحرير المرأة هو جزء من تحرير المجتمع كله, ومن العبث أن نتحدث عن تحرير المرأة أو الرجل في ظل مجتمعٍ يرزح [بكامله] تحت أغلال الاحتلال العسكري أو الفكري أو الاقتصادي، والحديث عن مثل هذه الحرية [للمرأةو أو للرجل] هو حديث عن حرية القرود التي تلعب داخل قفص محكم لا تستطيع الخروج منه. *من صفحة الكاتب على الفيس بوك