تعتبر مديرية خنفر أكبر مديرات محافظة أبين مساحة وأكبرها أيضاً من حيث الكثافة السكانية ، وهي وتعاني من الكثير من الصعوبات والمشاكل كغيرها من مديريات المحافظة ، ومنذ خروج جماعة أنصار الشريعة من عاصمة المديرية جعار ، وهي لم تتغير من حيث البنية التحتية ومستوى الخدمات .. وقد قمنا بجولة استطلاعية في جعار عاصمة المديرية وخرجنا بالحصيلة التالية : في بداية الجولة التقينا بالمواطن أنور علي من أبناء حافة قدر الله وقال أن الأمن مستقر والحمد لله ولا تنقص جعار سوى توفر الخدمات وخاصة الكهرباء والمياة ، ونحن نعاني كثيراً من عدم استقرار الكهرباء والماء ، ونرجو حل جميع مشاكل الخدمات الأساسية ، أحد المواطنين تكلم بحسرة حول التعويضات وفضّل عدم ذكر أسمه! حيث قال: التعويضات للمتضررين من حرب الدولة والقاعدة غير عادلة ، فأنا تم تدمير بيتي المكوّن من طابقين بصورة جزئية ، ومع ذلك قرر لي صندوق الأعمار ثلاثة مليون فقط! ، رغم أن المهندس قد كتب في تقريره أن منزلي يستحق 10مليون لإعادة ترميمه!!! ، وكذلك الحال بالنسبة لجاري حيث دمر منزله بالكامل المكون من ثلاثة طوابق وتم تعويضه 13مليون ريال فقط !!، في حين قال المهندس الذي نزل للمعاينة : أن المنزل نتيجة ضرره البالغ يحتاج إلى 30مليون ريال!!!! . وقد التقينا أثناء جولتنا الاستطلاعية بالشيخ ياسر مجمل خطيب الجامع الكبير بجعار وهو أحد الأعيان والشخصيات الاجتماعية بالمدينة ، وقد لخص الوضع التي تعيشه المدينة بالتالي : الوضع الأمني لا بأس به والسبب في ذلك هم اللجان لأن الهيبة منهم موجودة عند الناس أما الدولة فهي غائبة أمنياً كما هي غائبة في كثير من المؤسسات هذا في جانب الأمن وليس الأمان لئن الناس لا زالوا متوجسين من القادم وأن تصبح جعار مسرح لسيناريو جديد ومما يدل على ذلك أن عدداً من الناس لا زالوا غير مقتنعين بالعودة من عدن إلى جعار والبعض استقر في عدن وبعض المناطق الأخرى أما الصعوبات والمشاكل التي تواجه مواطني خنفر فهي كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر: غياب كثير من المؤسسات الحكومية مثل مؤسسة القضاء أيضاً تفاقم البطالة وتدهور المؤسسة التعليمية شعور الناس بوجود تهميش متعمد للمديرية من قبل المحافظة ، انتشار الحشيش والحبوب بين أوساط بعض الشباب مع أن اللجان تقوم بدور طيب في مكافحة هذه الظاهرة كما نسمع ، أما في جانب الخدمات فهي غائبة بشكل كبير فالقمامات تملأ الشوارع والحارات والتنظيف موسمي وبعد أن يصيح الأئمة من على المنابر يتم تنظيف جزئي وهلم جر أما الكهرباء والماء فهي أم المشاكل شبكة الكهرباء قديمة ونحن لنا أيام في انقطاع بسبب تعطل بعض المحولات وتقطع الشبكة وأما الانقطاع فهو بالساعات بل بالأيام أحياناً بسبب مأرب والمحطة الغازية وظلت المحافظة والمحافظ يعدون بمولدات وكلها مواعيد عرقوب حتى جاءت المولدات بعد جهد جهيد ومتابعة من مدير الكهرباء مشكور فجاءت مشكلة التقطع لها، ولكن سمعنا أنها حلت والله أعلم ، وتركيبها سيكون له قصص أخرى وأما الماء وما أدراك ما الماء فهو مشكلة المشاكل وإن كان في الأيام الأخيرة بدأ يتحسن والأمور في جانب الخدمات متردي بشكل كبير وفي الأخير نتمنى من الحكومة أن يصحوا من نومهم ويعرفوا أن هناك محافظة على خريطة اليمن اسمها أبين الرئيس ينتمي إليها كما يقال في نشرات الأخبار, ونسال من الله أن يبدل أحوالنا إلى أحسن الأحوال وأن يرزق هذه المحافظة المغيبة والمظلومة مسئولين يخافون الله في أهلها وأن يخلصنا من المخربين ما ظهر منهم وما بطن . وفي نهاية الجولة عرضنا مشاكل المديرية على مدير عام المديرية الدكتور محمود علي عاطف حيث أجاب مشكورا عن تساؤلاتنا بما يلي : الوضع الأمني مستتب كما ترى ، وهناك بعض الأختلالات الأمنية يقوم بها – للأسف الشديد – بعض أبناء المديرية ، للضغط على السلطة لتنفيذ مطالبهم ، وبعض هذه المطالب مشروعة ومعظمها غير مشروع ، وهذا الوضع يؤثر على التنمية بالمديرية ، فمثلاً هناك من يقطع خط مصنع الأسمنت وعرقلة إنتاج المصنع من أجل أيجاد حالة من التذمر بحاجة مطالب للمواطنين كما أسلفت ، وهذه الطريقة غير قانونية وهي نوع من الابتزاز نرفضه نحن وجميع العقلاء بالمديرية ، فمن أراد حق مضيع فليقدم شكوى لدينا ويشرح مشكلته ونحن على استعداد لحلها أن كانت صحيحة . وعن وجود القاعدة بالمديرية أو خلاياها النائمة أجاب مدير عام المديرية بأنه لا وجود للقاعدة الحقيقية في خنفر بالمرة ، بل هناك خلايا من بقايا النظام السابق ، تحاول تعكير الصفو العام وأضاف : القاعدة الحقيقيون ولا يقتلون الأبرياء ولا يحللون سفك دماء الناس بالباطل ولكن كما قلت لك هؤلاء هم بقايا النظام السابق . وعن سير عملية التعويضات للمواطنين الذين تضررت منازلهم بالمديرية نتيجة قصف الطيران أبان وجود القاعدة بأبين قال مدير عام المديرية : التعويضات ماشية بصورة جيدة ، وأن كان هناك خلل في عملية التوزيع ، حيث تصرف – أحيانا- مبالغ بسيطة لمواطنين تضررت منازلهم بالكامل ، ونحن نتواصل مع قيادة السلطة المحلية وصندوق الأعمار لحل هذه الإشكالية ، ولا يسعنا هنا إلا تقديم الشكر للمحافظ / جمال العاقل لتعاونه معنا في حل مشاكل المديرية حسب الإمكانيات المتاحة .