تهل علينا الذكري السادسة والأربعين ليوم الاستقلال المجيد...الذي حقق فيه الشعب اليمني انتصاره بطرد المحتل في جنوب اليمن العزيز......وبهذه الذكري الغالية علي قلوب الشرفاء والغيورين ...لا بد لنا من استشعار حجم التضحيات التي قدمها الشعب منذ جثم المستعمر علي أرضنا الحبيبة ..تكللت بإعلان ثورة الرابع عشر من اكتوبر 1963لمجيدة...والنضال المستمر حتي اعلن الاستقلال في هذا اليوم المجيد. الثلاثين من نوفمبر 1967. وحري بنا أن نقتطف بعضا من دلالات هذا الحدث العظيم....وأول هذه الدلالات.... 1- إن ثورة الرابع عشر من أكتوبر كانت ثورة تحررية بامتياز ..حركتها دوافع الهوية العربية الإسلامية لشعب الجنوب الحر....واكتسبت أبعادها الإنسانية...كثورة شعب يريد الانعتاق من ظلم الاستعمار وركائزه... 2- إن هذه الثورة كانت ثورة شعبية شاملة..استندت لارادة شعب...وجمعت كل اطيافه وفئاته...وتنوعت اساليب وأشكال النضال الشعبي....وكل قام بدوره..في تناسق جمعي عجيب ..راعت فيه قيادة الثورة امكانات وقدرات ومستويات كل أفراد الشعب...فقبلت من القاعد في بيته دعمه للثورة...وراعت فيه قدرة المؤيد بما يستطيع أن يؤيد فيه الثورة...بكلمة..أو موقف....أو حماية أمنية...أو عين مؤمنة ..وأخري راصدة ..للعدو....الخ وجمعت الابطال حملة البندقية عشاق الحرية..في جبهة تحررية واحدة....هدفها الجهاد لنيل الحرية وطرد المستعمر....يتسابقون علي الشهدة كما يتسابق البعض اليوم علي الوقوف امام عدسات الكاميرا.. إن هذا الوعي النضالي لدي قيادة الثورة....والاستيعاب السياسي المبكر لهذه المستويات..مكن الثورة من ان تتلاحم مع الشعب...لانه شعر انها ثورته ومصيره...بها ينتصر او يهزم... 3- اإن تحقيق الاستقلال ماكان له ان ينجح...لولا الايمان بقداسة الثورة من الوجهة الدينية والقومية والتحررية...ولولا الدعم العربي ..وقيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر التي شكلت بحسب قادة ثورة اكتوبر الداعم للثورة والمستند.... 4- إن الاستقلال الناجز المحقق ...انما كان انعكاسا للاستقلال في الإرادة الثورية والشعبية معا...الامر الذي أنتج وحدة واستقرار القرار الثوري....ببعده الوطني القومي الاسلامي...ولم يكن دعم الامة العربية...وحركات التحررالوطني...ليؤثر علي مسار الثورة..وخطها التحرري الكامل....من الاستعمار وركائزه. 5- إن الاستقلال الوطني كان ثمرة ثورة تميزت بوحدة الصف والهدف...وكذا وحدة القيادة.....باستثناء الخلاف الذي حصل بين رفاق السلاح...وهذه طبيعة البشر....حري ان يستفاد من خطئها...ويتخذ منها الدروس والعبر. إن الشعوب الحية...وذاكرتها الجمعية تأبي أن تنسي..وترفض أن تبدل أو تغير..أو تزيف الوعي..فتاريخ الشعوب كل لا يتجزأ...ومن هذا التاريخ تتجدد أهداف الشعوب بحسب المتغيرات الحاصلة..... إن ذكري الاستقلال...تجدد هدف الشعب في الحرية...والتحرر من الظلم أيا كان مصدره.....منطلقة من تاريخ وهوية وحقائق لا يمكن تجاوزها ..او تزييفها.... بقي القول بأن التاريخ ملك الزمن...وهو ضمير الشعوب وملهمها..بصفته إرشيف ومصدر مدون للهوية وللنضال وللحقائق.....وحري بمن يخطو علي إثر أهداف الثورة التحررية.الأولي....أن يلتزم بأهدافها ومبادئها..ونهجها.....ويؤمن بما تحقق من أهدافها....ولا ينكص علي عقبيه...... والأهم من ذلك كله....ان تستلهم الأجيال هذا التاريخ كما هو بدون نكران أو تزييف أو مبالغة... إننا شعب يحيي بذاكرة جمعية...تستعصي علي النسخ..أو القص...أوالمسح..... ومن هنا يسهل لنا التمييز بين الاستقلال الذكري...والاستقلال الهدف الذي إما أن يكون مستوحي منه...وإما عزف علي وتره.... تحية للشهداء....تحية للأحرار....