لماذا الاصطفاف الوطني مزعل ومطنش بعقول بعض القوم الذي كنت تتوقع أنهم سيناقشون لأمر بشي من الإدراك والتعقل وسوق الحجج التي تناصر مذهبهم بدلاً من هذا التشنج والزيغ كيل التهم لمن يدعوا له ؟ حتى ليخيل إليك كأن مهنتهم أن يستمر هذا الشعب ويتناحر ويتفرق شذر مذر بين شمال وجنوب وشرق وغرب ونغرق في فتنة الطائفية والمذهبية والحروب الأهلية ، فعلا أمر محير ويؤسفني هنا خداعهم للكثير من البسطاء بأن الاصطفاف هدفه تأييد الجرعة واستمرار الظلم مع علمهم اليقين بعكس هذا ومع تصريح وشعارات مسيرة الاصطفاف التي شاهدوها بصنعاء ورفعها وترديدها شعار (لا للجرعة) كذلك رغم علمهم اليقين أن من اصطفوا هم من كانوا بالأمس ردء ثورة التغيير والعمود الفقري لإنجاح مخرجات الحوار الوطني التي استبشر بها غالبية الشبب اليمني وأيدها كمخرجاً وحلا لكل مشكلات البلد ، وهم من حافظ بكل وسيلة ممكنة وتجرعوا سيل التهم والشتائم في سبيل إخراج البلد من الكثير من المنعطفات الخطيرة ، وفي هذا الأمر نكتة أخرى وأمر يدعوا للسخرية من تقلبات البعض هنا وخاصة في حضرموت ومحافظات الجنوب حين كانوا بالأمس يصنفون كل ما يجري في صنعاء لا يعنيهم من قريب ولا بعيد ويتحدثون بأنهم يعيشون في ظل احتلال ليس من شأنهم من يحكم دولته و لا نوع سياسته وقراراته ولا حوار أبنائه فإذا بهم يقلبوا ظهر المجن في هذه المرحلة وهذه المسألة بالذات وأصبح يعنيهم أكثر مما يعني الحوثي شكل الحكم ولون الدم الذي يريد أن يصبغ به شوارع صنعاء بنزقه، بمنطق آخر (هناك في صنعاء تغيير وحوار ومحاولة حل مشكلات البلد ورسم مستقبله هذا لا يعنينا ... فوضى واقتتال وحروب وتخريب وتقويض لكل حل وتسوية ... نعم هذا يعنينا ) والمشكلة أنهم دوماً في الجانب السلبي منه تماماً ... فمن غرائب ما تسمع وتقرأ أنك تتصور الأمور تسير منتكسة في انحراف مخزي عن الحق والإنصاف وكأنه قد أصيب البعض بالعمى والصمم الذي ما عاد يرى ويسمع بعين وأذن الإنسان المتزن الباحث حتى عن مصلحته الخاصة لو افترضنا أنانيته ولم يعد يفكر في مصير شعب وأمه ، أخي القارئ الكريم والمتابع المنصف لكي تتضح لك الحقيقة وترى المسألة عن قرب قلب صفحات الماضي بالأمس القريب ستجد العجب العجاب في تقلب هذه الأمزجة . ولذى خذ الأمر من هذه الزاوية : شهدت البلاد العربية بالأمس نشاط لشباب من هذه الأمة خرجوا مستنكرين لما حل بها وسموا حينها بثوار الربيع العربي الذي خلع هذا النشاط قلوب الكثير من المستبدين في هذه الأمة ومن يسندهم نتج عنه في اليمن حوار أفضى لمخرجات عادلة ومنصفة يقبلها كل ذي لب وعقل وأوشكت على السير في التنفيذ بخط مجدول يرسمها دستور يصاغ في هذه الساعة، لتعلم بذلك أن كل هذا أضحى في نظر المخلوع والحوثي والمتشنجين والمتعصبين للأهواء ومن يسندهم من خارج البلد هو حبل المشنقة الذي ستقضي على آخر أمل في استمرار الفوضى والنهب والفساد مما حفزهم أن يرموا بكل ما أوتوا من وسائل تعطيل وعرقلة غاية في الإجرام والطيش لأفشال هذا المسار بعدأن عجزت كل حيلهم السابقة في إيقاف استمراره ونجاحه وسيفشلون لامحالة في عدم تطبيقه وبناء دولة يمنية متحدة يسودها العدل بإذن الله .