اللحظة الأولى لعميلة قمع المتظاهرين المطالبين باستعادة دولتهم وفك الارتباط بالشمال ظهر اليوم الجمعة - عدن أون لاين عدن أون لاين/ خاص: دعت مكونات الحراك الجنوبي أنصارها للاحتشاد اليوم بساحة العروض – الحرية – المجاورة لمبنى إدارة أمن عدن بمدينة خور مكسر لإقامة حفلا خطابيا وفنيا بمناسبة الذكرى السادسة للتصالح والتسامح بين أبناء الجنوب. احتشدت الجموع في الساحة لأداء صلاة الجمعة، وأجبروا قوات الأمن المرابطة هناك للتراجع للوراء، لتقف تلك الأعداد الكبيرة من رجال الأمن المعززين بالمصفحات وآليات مكافحة الشغب وأطقم عسكرية قريبا من المهرجان. وقامت القوات الأمنية بإغلاق المنافذ المؤدية إلى الساحة بإقامة عدد من الحواجز الأسمنتية الكبيرة، رافقها انتشار كثيف للجنود – بحسب شهود عيان. وعقب تأدية المحتشدين لصلاة الجمعة، حدد الجنود المرابطون في الساحة أماكن لا يُسمح لأنصار الحراك الجنوبي بتجاوزها، طالبين منهم إقامة فعاليات الحفل في مكانهم المخصص وعدم تقدمهم وتخطيهم تلك الحدود ووضعوا الحبال لتحديد المكان ، خشية مداهمة المحتجين لمقر إدارة الأمن الملاصق للساحة.. وقال شهود عيان أن المحتشدين التزموا بذلك وشكلوا لجنة طارئة لمنع تجاوز الحدود المرسومة، بينما رفض بعضهم ذلك مؤكدين على ضرورة إقامة المهرجان على منصة الساحة التي تقع في جزء تسيطر عليه القوات الأمنية، والتي يرفرف في أعلاها علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، إضافة لصور القيادي"حسن باعوم". وحاول عدد من القيادات في الحراك الجنوبي عقب الصلاة الصعود إلى المنصة البديلة لإلقاء كلماتهم إلا أنهم تفاجئوا برفض قاطع لهم، وكان القيادي "صلاح الشنفرة" أحد الذين منعوا من اعتلاء المنصة، وأجبر من قبل الشباب على النزول إلى الساحة كباقي القيادات الذين تم إرغامهم على الجلوس في أوساط الجماهير وليس في المنصة كما اعتادوا في كل الفعاليات السابقة. كما ذكرت مصادر حضرت الفعالية أن إحدى الناشطات لم تتمكن من إكمال قراءة قصيدتها بسبب قيام الشباب المتواجدين في المنصة بمنعها من الحديث و دفعها خارج المنصة، و هو ما تكرر مع غالبية المتحدثين الذين حاولوا التحدث في الفعالية لكن العناصر التي تسيطر على المنصة منعتهم من الحديث. كما نشبت خلافات بين عدد من المكونات واللجان المشاركة في الفعالية، أرجع بعضهم أسبابها للخلاف حول توزيع المستحقات المالية التي تم تخصيصها للفعالية ويتهم ناشطون بعض القيادات بالاستيلاء عليها. فيما أكد آخرون أن هناك من يريد رفع صور الرئيس الجنوبي السابق "علي سالم البيض" إلا أنها قوبلت بالرفض أيضا، وردد المشاركون :"لا قيادة بعد اليوم.. قائدنا حسن باعوم". تطور الأمر حينها لاشتباكات وانقسامات داخل الساحة، لينتهز عدد آخر من المتظاهرين الفرصة وتقدموا نحو المنصة الرئيسية للساحة كمحاولة منهم لاتخاذها منبرا خاصا بهم يتيح للقيادات إلقاء خطاباتهم متخطين الحواجز المرسومة مسبقا وغير عابئين بما يمكن أن يحدث ، حينها أطلقت قوات الأمن النار في الهواء من سلاح خفيف ومتوسط لتفريق المتقدمين، ليفاجئوا بمن يبادلهم النيران من خلف المتظاهرين، ووقعت الكارثة في ذكرى التصالح والتسامح. كانت حصيلة ذلك، 3 قتلى في صفوف المتظاهرين المطالبين بفك الارتباط و 17 جريحا، معظمهم بالرصاص الحي، ومن جانب القوات الأمنية سقط قتيل وجرح 3 آخرون، إضافة لأسر عقيد من قبل المتظاهرين. أكد مشاركون من أنصار الحراك الجنوبي بأن هناك عدد من الوافدين من المناطق والقرى المجاورة لعدن قد جاءوا بأسلحتهم ورافقون قيادات في الحراك وتمكنوا من إطلاق النار على الجنود المدججين بالسلاح، فيما ذهب البعض للقول بأن من رد على قوات الأمن هم قناصة من أحد البنايات المجاورة. ولا يزال الكر والفر جاريا حتى اللحظة بين جماهير الحراك وقوات الأمن، حيث عاودت قوات الأمن تفريق المحتجين بإطلاق قنابل مسيلة للدموع والرصاص الحي، وأفادت آخر الأنباء الواردة قبل لحظات (7:20 مساء) عن سقوط قتيل رابع في صفوف أنصار الحراك، وعدد غير معروف من الجرحى.