عدن اون لاين/صنعاء/خاص قال وزير الثقافة السابق خالد الرويشان إن الثورة اليمنية استطاعت أن تقدم خلاصة للثورات العربية كلها، مضيفا: بل ازعم أن الثورة اليمنية التي ما تزال مستمرة وسوف تظل حتى تحقق كامل أهدافها، كما أنها قدمت ما لم يقدمه الآخرون.. جاء ذالك في مشاركة الرويشان في ندوة أقامها إتحاد شباب الضالع في المنتدى السياسي بساحة التغيير بصنعاء يوم أمس الأحد بعنوان (شعرية النص الثوري). وعبر الرويشان في مستهل حديثه عن تقديره لاتحاد شباب الضالع على استضافته. لافتا إلى أن حضور الضالع في قلب هذه الساحة دلاله عميقة وهو مشهد شعري من الأقوال الشعرية إلى الأفعال . وأشار إلى ان اليمن ما يزال يعيش لحظته الدامية والمحزنة ولكنها المشرقة والمفرحة التي تعبر عن المستقبل والأمل الذي بزغ منذ أن تكاتف الشباب وهب إلى هذه الساحة ذات يوم من العام الماضي. وأضاف مخاطبا شباب الثورة:لا تبتئسوا من أي لحظة تعيشونها في هذه الساحة أو حتى في البلد بشكل عام، لا تسمحوا للبؤس أو اليأس أن يتسلل إلى عيونكم والى أرواحكم وفيكم مثل ذلك الشاب الذي استشهد في مسيرة الحياة في دار سلم وظهرت قدماه مختلسه ومدماه من أثر السير من تعز إلى صنعاء، فهو لخص طبيعة اليمنيين في الإصرار والتحدي الذي لا يمكن أن يحلم به أحد في العالم وبشكل لم يكن يخطر على بال، مضيفا هذا ألمشهد أنساه كل ما رآه في كل الثورات العربية. ثم تحدث عن شعرية في نص ثوري آخر:دور المرأة اليمنية في هذه الثورة حيث أنه لم يكن موجود مثل هذا الدور في أي دولة ولقد توجت وأكدت توكل كرمان هذا الدور بفوزها بجائزة نوبل للسلام. وبين الرويشان أن الثورة اليمنية تميزت على باقي الثورات العربية بالإصرار خلال سنة بأكملها. وأشار إلى الصوت الواحد المطالب بالدولة المدنية الحديثة ، مؤكدا أن هذا العنوان الكبير يلخص كل آمال الشعب في التغيير وفي التقدم. وقال في ختام حديثه:أن هذه الثورة الشبابية هي خلاصة الثورات اليمنية خلال نصف قرن على الأقل. مجددا تحيته لإتحاد شباب الضالع على إقامته لهذه الفعالية وشكر شباب الثورة على حضورهم وصبرهم ، مؤكدا أن كل هذا لا يساوي لحظة ألم أو حتى دمعة مناضل من مناضلي الثورة. وكانت الندوة التي أقيمت بساحة التغيير في صنعاء قد بدأت بكلمة رئيس اللجنة الإعلامية للإتحاد علي الأسمر رحب خلال بالمشاركين وتحدث عن أهمية عقد ندوة تحت هذا العنوان (شعرية النص الثوري) الذي كان حاضرا بكثافة في مسيرة الثورة وما يزال. نص الورقة التي قدمها الدكتور محمد مسعد العودي: عقب ذلك تحدث الدكتور / محمد مسعد العودي أستاذ النقد والأدب في جامعة عدن في مستهلها عن ما معنى نص وما معنى شعرية فأوضح أن النص لا نعني به المدونة الكلامية أو القصيدة الشعرية أو رواية أو غيرها ولكن نعني أنه شيء متحول عن المعيار الذي تعارف عليه الناس ذلك الشيء الذي يوحي بتعبير جديد بتعبير آخر يضفي شيء جديد على المعنى فيجعله متعدداً بتعدد الذوات القارئة. ثم تناول العودي بعد ذلك عدداً من النصوص الثورية وذكر ألوان النصوص الثورية الكثيرة بدأها بشعرية النشيد حيث بين أنه عندما نتحدث أو نقف مثلاً عند نشيد (أنا الثائر أنا الثائر) هذا النشيد الذي أعجب الناس الذين يجيدون العربية في كل أنحاء العالم وأثار فيهم كل هذا الإعجاب الشديد لأنه نشيد يمني وألحان يمنية متطورة ولكنها تعتمد على الإيقاعات الغربية وخصوصاً الإيقاعات الإيطالية كما قال المتخصصون هذا النشيد أعجب به الناس أيما إعجاب وخصوصاً في منطقة الخليج لهذا حصل في بعض الإستطلاعات التي وضعتها المواقع على أحسن نشيد في الربيع العربي فهذا يعني أن النشيد في هذه الثورة أصبح عالمياً تجاوز الخطوط الجغرافية من الذي جعل الأغنية اليمنية لا تستطيع أن تتجاوز الحدود ومن الذي استطاع أن يجعل من النشيد متجاوزاً للحدود الجغرافية وللحدود التاريخية وأن تصبح هذه الأناشيد تاريخية بامتياز هي هذه الثورة العظيمة بعد ذلك وقف عند نشيد الفنان الشاب محمود كارم (عهداً يا شهداء الثورة إنا على عهد الثوار تحيى صنعاءوعدن الحرة) وتسائل: من أين جاء هذا المنشد ؟ جاء من عدن وماذا جاء يقول ؟ وهو هنا في المنصة يقول تحيا صنعاءوعدن الثورة ما قال تحيا عدنوصنعاء الثورة بدأ بصنعاء يريد أن يؤدي رسالة فهذا المنشد أضنه أكثر منشد أنشد للوحدة ثم عرج على نشيد محمد العماد مادام اليمن أولاً أي كلنا للوطن لكن ليس بطريقة مثالية أن نقدم أرواحنا للوطن ولا نحصل منه على شيء ولكن هذا الوطن الذي أضحي أنا من أجله يجب أن يكون لنا جميعاً يجب أن يكون لي فيه نصيب أي أنه من الذي يجعلُ الناس يتهاونون في قضية الدفاع عن الأوطان أن لا يحسوا بالانتماء إلى هذا الوطن ومتى لا يحسون بالانتماء عندما لا يجدون في هذا الوطن ما يتطلعون إليه. الدكتور العودي تطرق للأناشيد العسكرية وهي أناشيد تخاطب الجيش، لماذا؟ موضحا: لأن الثورة أدركت بأن الجيش العائق الأول أمام تحقيق طموحها والجيش في بداية الثورة كانت الثورة تنظر إليه على أنه عائلي إذاً كيف يجب أن نخلخل البنيةالفكرية للجيش ثم نخلخل البنية الجسدية لهذا الجيش، أمثال أناشد المنشد / جميل قاضي (الشرف والتحية للجنود البواسل أكثر الناس خدمة وأضعف الناس مدخول)،مشيرا إلى أن الدولة تربي الجندي من أجل الموت ولكنه من أضعف الناس دخلاً. وقال العودي: نستطيع أن نقول أن الشهدء الذين ماتوا هم من الناس الذين خططوا لأنفسهم كيف يموتون؟ أرادوا أن يموتوا بالطريقة التي يريدونها هم. فبعضهم من وفقه الله وبعضهم مازال ينتظر ثم بدأ من تونس / محمد بو عزيزي الذي أشعل جسده هو مات بطريقة اختارها هو ولكن لماذا يجب أن أقول أن هذا الاحتراق نص أدبي نص فني يحتاج إلى قراءة لأن الناس يقرؤونه من زوايا مختلفة أشعل نفسه فأراد أن يعبر بتعبيرا لم يعبر به أحد من قبل عن مأساة الشعب التونسي وليس عن مأساته هو ولم يكن يعلم أنه سيشعل هذه الثورة ولكنه يريد أن يقول سأكتب نصاً تاريخياً متجاوزاً للزمان والمكان ولكن هذا النص لا أقول أنه أتى بوعي جديد ولكنه جعل هذا الوعي الكائن يطفو على السطح وتحدث هذه الثورات العربية التي كانت تتحفز لأن تصبح ثورة عملية ثم عرج على بعض المواقف في الثورة المصرية مذكراً بقصةالشيخ صفوة حجازي مع الشاب المسيحي فعندما وقعت موقعة الجمل كانوا في أخر الليل يحرسون في أحد المنافذ وكان إطلاق نار قريب الفجر فجاء أحدهم فقال صليت يا شيخ قال لم أصلي قال صلي فصلى بهم أحد الأزهريين وهولاء الشباب لم يصلوا فقال لهم الشيخ وأنتم لماذا لا تصلون قال نحن مسيح نلاحظ أولاً هذا الشيء الجديد الذي يكون المسيحي حريصاً على أن يؤدي المسلم صلاته ثم وقف عند جمعة الكرامة لقد كانت ملحمة أسطورية كانت شيء خارق للعادة ومن صفات النص أن يكون خارقاً للعادة فأن يحدث إطلاق نار من العمارة بشكل يستهدف الرؤوس فيصمم الشباب على أن ينزلوا هؤلاء البلاطجة من هذه العمارات مهما كانت التضحيات ثم ذكر مشروع الشهيد والطفل أنس على أنهما من النصوص في شعرية الاستشهاد وهناك نوع من الإحساس بالشهادة عند البعض تجد بعضهم يقول لأصحابه أن سأستشهد اليوم يا أخي لا ؟! يقول لك لا تمزحُ معي ؟ أنا اليوم شهيد وهذا تكرر كثيراً فيستشهد مثلاً فهل وجدت نصاً أبلغ من هذا ! رجل ماذا يريد من الموت ومتى أصبح الموت معشوقاً ! إلا في مثل هذه اللحظات التي يجب أن نقدم أنفسنا من أجل أن نصنع التاريخ لأن الإنسان هو كائنٌ تاريخي إذا ماهو الحاضر ؟ الحاضر متحرك باتجاه المستقبل. واضاف العودي: المستقبل لم يأت بعد إذاً الإنسان في كله تاريخ ليس هناك حاضر للإنسان لأن الزمن متحرك وحركة الزمان مطلقة فعلينا أن نهتم بالتاريخ ونعمل أشياءً للتاريخ كنا دائماً مع أصدقائنا نركز على هذه القضية أننا أتينا لنتحول إلى كائنات ذاكراتيه في التاريخ لأن التايخ يجب أن نهتم به ولو علم هؤلاء الزعماء الأغبياء لكن ما أقوله أنهم لا يعقلون معنى التاريخ علي عبدالله صالح كم عمره الآن ؟ لو أدرك حقيقة التاريخ لتنازل في اليوم الأول للثورة وعمل شيئً للتاريخ فهؤلاء لا يحترمون نواميس التاريخ على الإطلاق ولا يحترمون نواميس الذاكرة ثم تكلم عن شهيد مدينة الثورة الرياضية عندما أتت طلقة إلى عنقه والدم ينطلق كالنافورة ماذا كان يعمل هذا؟ كان يهتف فجاءت الطلقة من أجل أن تمنع الهتاف ولكنها لم تستطع ولعلي قد عبرتُ عن ذلك في نص شعري ( ماتت رصاصك في حناجرنا .. وما مات الهتاف ) ثم تكلم على شعرية المكان متحدثاً عن الجامعة بأنها رمزٌ للوعي والمكان هي الخيمة وهي تعبير رمزي مكثف عن التخلي عن البيت والمكوث هنا في الساحة كذلك عن الشجرة وغرسها في الساحة فأهل مأرب غرسوا شجرة نخيل وقالوا لن نخرج من هذه الساحة حتى نأكل من ثمرها إلى أن يرحل علي عبدالله صالح كذلك شعرية المسيرة تبدأ بالقرآن ثم النشيد الوطني ثم التهيئة لبعض الأناشيد الثورية ك يا زحف الثوار تقدم ثم تقدم تقدم تقدم فعندما تسمع هذا النشيد تشعر بمشاعر مختلفة وبالرغبة في التقدم ثم شبه المسيرة على أنها تحمل نصوصاً مختلفة فهي مثل عنقود العنب جميل وعندما تأخذ حبة من حباته يزداد جمالاً ثم تكلم كذلك عن النساء عندما ترش الناس في الماء كي يشعر الناس بالبرودة لكن فيها نوع من التعبير أننا جميعاً في هذه الثورة.