مقهى سكران بمدينة كريتر - عدن اون لاين عدن أون لاين/ متابعات: نقلا عن صحيفة (خليج عدن) الأسبوعية/ كتب/ أشرف خليفة: مقهى سكران ، واحدة من أقدم المقاهي في عدن ، يمتد لأكثر من مائة عام، يقول أجدادنا ممن ارتبطت علاقتهم بالمكان أنه يعود إلى العام 1910م، كان يقع في مبنى محمد الفقيه وتم نقله في العام 1944م إلى جوار مسجد الأهدل إلى أن استقر به الحال منذ السبعينيات إلى الآن في شارع الشيخ عبد الله أمام المسجد الشهير والمعروف بالشيخ عبد الله في مدينة كريتر. أنشأه المرحوم محمد عبد الله سكران وتوارثه من بعده أبنائه وأحفاده فما زال ينبض بالحياة إلى يومنا هذا.
على قدامة عهده وتهالك أركانه، إلا أنه يكتظ بالناس خصوصاً بعد صلاة العشاء، في هذا الوقت بالتحديد تكون الذروة ،وقد لا تجد لنفسك مكاناً لتجلس فيه وذلك لمحافظته على البساطة وتمسكه بقديم عهده.
يمتاز المقهى بتقديم أفضل أنواع الشاي وينفرد دوناً عن غيره من مقاهي عدن بتقديم الشاي (العيدروسي) إلى جانب المشروب العدني القديم الذي يعرف باسم (الملاي) وكذا مختلف المأكولات الشعبية.
أما عن رواده فحدّث ولا حرج فقد ارتاده العديد والعديد من الشخصيات الاجتماعية المختلفة أبرزهم: المناضلين ،والمثقفين، والمفكرين، والأدباء والشعراء، وكذا الرياضيين والصحفيين ومختلف شرائح المجتمع ،ناهيك عن أعضاء مجلس النواب والمجلس المحلي، فروّاده الكبار والصغار، الشيب والشباب.
ومن أمثال من كانوا يرتادون المقهى على سبيل المثال لا الحصر: محمد عبد القادر مكاوي، وحسن جاوي، و عبد الله صالح العنتري، ومحمد فضل القمندان ومحمد علي شماخ، وغيرهم كثيرون حيث كانت تجمعهم على المقهى منتديات أدب وفكر وفن وثقافة. ولم يقتصر هذا المقهى في السابق على تقديم الشاي فقط وإنما مكاناً للإجتماعات السرية للقوى الوطنية، وتجمعاً للناس للاستماع إلى الخطابات الثورية للزعيم جمال عبد الناصر، وكذلك للبرامج الثقافية والاجتماعية الأخرى التي كانت تبث حينها من صوت العرب، ولذلك أثر المقهى من خلال دوره كمركز انطلاق ثوري للثوار وكمؤسسة تنويرية في إيجاد أصوات إبداعية.. ووعي بالقضايا الوطنية والقومية.
ارتبط اسمه باسم عدن فكل الوافدين إلى مدينة عدن من مختلف المحافظات الأخرى لا بد لهم من زيارة المقهى لارتشاف قليل من الشاي العدني الذي يصنع هنا بمهارة.
مقهى تاريخي يحمل العديد من الذكريات التي صاحبت عدن فهناك الذكريات الجميلة والأوقات الرائعة، وهناك كذلك الذكريات المؤلمة والأوقات العصيبة التي مرت بها عدن على مر قرن من الزمان.
فهو قديم بقدم الزمان، تاريخي بروعة المكان، عظيم بعظم الزبائن والرواد، كبير بأصحابه والقائمين عليه.. إنه مقهى سكران.