عدن أون لاين/ دمشق (ا ف ب) تستمر العمليات العسكرية في مناطق عدة من سوريا من الحدود التركية حتى الجنوب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، في وقت اكدت موسكو الاربعاء ان المعارضة السورية "لن تستطيع الحاق الهزيمة بالجيش السوري". ورغم ابلاغ الموفد الدولي الخاص الى سوريا كوفي انان مجلس الامن ان السلطات السورية وعدت ببدء تطبيق فوري لخطته الهادفة الى وقف اطلاق النار في البلاد، لا سيما سحب القوات العسكرية من الشارع في مدة اقصاها الثلاثاء المقبل، فان التطورات على الارض لا توحي بحصول اي تهدئة. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي من بريطانيا مع وكالة فرانس برس "حتى الآن من الحدود التركية حتى درعا العمليات العسكرية مستمرة، ولا يمكن الحديث عن انسحابات" لقوات النظام. واضاف ان "الدبابات تدخل الى المدن والقرى وتقوم بعمليات ثم تعود الى قواعدها. هذا لا يعني انها انسحبت". واشار الى حصول اقتحام هذا الصباح لقرية المزارب على الحدود الاردنية السورية في محافظة درعا (جنوب)، وقرية طفس في المحافظة نفسها. وقتل 18 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاربعاء، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا. فقد قتل رجل ونجله اثر اصابتهما برصاص عشوائي في حي القصور في مدينة حمص (وسط). وقتل مدني واربعة منشقين في "اشتباكات مع القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام حي دير بعلبة" في المدينة. وتتعرض احياء حمص القديمة منذ صباح اليوم لقصف مصدره القوات النظامية السورية. كما قتل ثلاثة مواطنين بينهم امراة اثر سقوط قذائف على بلدة تلبيسة في محافظة حمص. وتتعرض قرية الزعفرانة في ريف حمص، بحسب المرصد، لاطلاق نار من رشاشات ثقيلة وسقوط قذائف تسببت بسقوط جرحى، فيما تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة منشقة في محيط القرية. وقتل جندي في اشتباكات عنيفة في مدينة القصير وبساتينها في المحافظة بين مجموعات مسلحة منشقة وقوات نظامية تحاول السيطرة على المدينة. وافاد المرصد في بيان آخر عن مقتل ثلاثة اشخاص في بلدة بيت سحم في ريف دمشق واصابة اكثر من 15 آخرين بجروح في انفجار وقع في احد مباني البلدة، من دون اعطاء تفاصيل اضافية. وذكر المرصد ان عبوة ناسفة انفجرت في حي برزة و"كانت موضوعة تحت سيارة رجل مقرب من النظام، ما اسفر عن انفجار السيارة واحتراق سيارات اخرى قربها". وتنفذ القوات النظامية حملة مداهمات في بلدتي قطنا ومعضمية الشام في ريف دمشق "بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية". في محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل الاربعاء رجل مسن في مدينة خان شيخون اثر اصابته برصاص عشوائي. وقتل السجين السياسي السابق في سجن تدمر احمد محمد العثمان وشقيقه المحامي عدنان محمد العثمان في اطلاق نار على سيارتهما من رشاش دبابة بعد منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء قرب المشفى الوطني في مدينة معرة النعمان في ادلب، بحسب المرصد. في محافظة دير الزور (شرق)، قتل عنصر من المجموعات المسلحة المنشقة اثر اطلاق الرصاص عليه خلال حملة مداهمات نفذتها القوات النظامية في قرية الزباري التي كان يختبىء فيها. وافاد المرصد عن قصف تتعرض له احياء حمص القديمة منذ صباح اليوم مصدره القوات النظامية السورية. وكانت لجان التنسيق المحلية افادت فجرا عن "اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام على مشارف حي بابا عمرو من جهة حي جوبر" في مدينة حمص (وسط). وسقط ثمانون قتيلا الثلاثاء في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا. وتجاوزت حصيلة القتلى في الاضطرابات الجارية في سوريا منذ منتصف آذار/مارس 2011 العشرة الاف، غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري. سياسيا، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء خلال زيارة الى اذربيجان "من الواضح وضوح الشمس انه حتى لو تم تسليح المعارضة الى اقصى حد ممكن، فانها لن تتمكن من الحاق الهزيمة بالجيش السوري ولن نشهد عندها سوى مذبحة تستمر لسنوات طويلة ودمارا متبادلا". وجدد وزير الخارجية الروسي انتقاداته لمؤتمر "اصدقاء الشعب السوري" الذي انعقد الاحد في اسطنبول، وقال ان "اصدقاء سوريا" يريدون ان "ترفض المعارضة المفاوضات، وقراراتهم تهدف الى تمويل وتسليح المعارضين وفرض عقوبات جديدة" على دمشق. وطالب مؤتمر اسطنبول بوضع "جدول زمني" لخطة انان، واعترف بالمجلس الوطني السوري المعارض "ممثلا شرعيا" و"محاورا رئيسيا" عن الشعب السوري. كما اكد مواصلة دعمه المالي والمادي لهذا الشعب، لا سيما على الصعيد الانساني. وينتظر ان يصل خلال الساعات القادمة الى دمشق وفد من الاممالمتحدة لاعداد خطة نشر مراقبين محتملين في حال التوصل الى وقف اطلاق النار. واعلن المتحدث باسم موفد الجامعة العربية والاممالمتحدة احمد فوزي ان الجنرال النروجي روبرت مود سيرأس الوفد "نظرا لخبرته في الشرق الاوسط". وتقضي خطة انان بوقف العنف من جميع الاطراف تحت اشراف الاممالمتحدة وسحب القوات العسكرية وتقديم مساعدة انسانية الى المناطق المتضررة واطلاق المعتقلين تعسفيا والسماح بالتظاهر السلمي. ويدعو مشروع بيان تعد له واشنطن وباريس ولندن في مجلس الامن دمشق الى احترام المهلة التي حددتها لوقف عملياتها العسكرية، والمعارضة السورية الى وقف القتال خلال الثماني والاربعين ساعة اللاحقة. وزار رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كلينبرغر الاربعاء مدينة درعا السورية، مهد الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري، للاطلاع ميدانيا على الواقع الانساني فيها. وقال المتحدث باسم اللجنة في دمشق صالح دباكة لوكالة فرانس برس ان كلينبرغر توجه بعد ذلك برفقة رئيس منظمة الهلال الاحمر العربي السوري عبد الرحمن العطار الى مدن الشيخ مسكين وازرع ونوى (ريف درعا). وقدمت اللجنة الدولية شاحنتين مليئتين بالغذاء والمستلزمات الصحية "تم تفريغها في مستودعات منظمة الهلال الاحمر في درعا" تمهيدا لتوزيعها، بحسب دباكة. ووصل كلينبرغر الى دمشق مساء الاثنين والتقى امس وزير الخارجية وليد المعلم وتم اتفاق على آلية للتعاون والتنسيق المباشر بين اللجنة ومنظمة الهلال الاحمر السوري من جهة وبين وزارة الخارجية والمغتربين من جهة اخرى. واعلنت منظمة التعاون الاسلامي الاربعاء استعدادها "للعمل عن قرب مع الحكومة السورية" من اجل تقديم المساعدات للسكان "المتضررين"، بحسب الامانة العامة.
وافاد بيان للمنظمة التي تضم 57 دولة من العالمين العربي والاسلامي ومقرها جدة انها " تؤكد استعدادها للعمل عن قرب مع الحكومة السورية ومع باقي الشركاء الانسانيين لمساعدة السكان المتضررين من خلال مدهم بالمساعدات الانسانية". وتابع "تهيب الامانة العامة للمنظمة بالجميع (..) قاطبة لمد يد العون للمتضررين في سوريا" مشيرة الى "الحملة الانسانية التي تنوي المنظمة اطلاقها في مختلف المجالات بما فيها الصحة وتوزيع الاغذية وسبل كسب العيش".