عدن اونلاين/عبدالرقيب الهدياني لم يكتف بثلاثة عقود عبث خلالها بكل موارد الشعب اليمني ، دمر الاقتصاد ونشر الأمية عاث ونظامه في اليمن فسادا، أوصل اليمنيين إلى الجوع والفقر، والتشرد ، انتشرت في عهده الأمراض والأوبئة بكثافة. 33عاما من المعاناة، عاشها اليمنيون بصمت، وتحملوا كل أوجاعها ومترتباتها، دون أن يصحو ضمير الحاكم ويشعر بمأساة الشعب الذي يحكمه، لم يشبع ويرعوي من الفساد والعبث. ويوم نهض الشعب أسوة بشعوب الأرض التواقة للحياة الكريمة، وطالب الحاكم بالتغيير وقال له(كفى، ارحل) تمادى في غيه وواصل الانتقام حتى وهو يترنح ويوشك على السقوط. يستخدم كل أساليبه القذرة ضد الشعب ، يفتعل الأزمات، يمنع وصول المحروقات والمواد الغذائية والأدوية والإضاءة وكل ضروريات الحياة. الأكيد أن مثل هذه الوسائل القذرة لن توقف حركة الشعوب، وسينتصر اليمن حتما، فالشعب أبقى من حاكميه، وعلى كل الطغاة وأزلامهم أن يقرؤوا العبر ممن سبق. صالح وأقربائه وما بقي من نظامه المنهار يدفعون بالبلاد نحو الفوضى منذ بدء الاحتجاجات في فبراير الماضي، وهو الذي تجاهل الاحتياجات الأساسية لشعبه، خلال حكمه الذي زاد على ثلاثة عقود. ولكن الأمر المثير للاستغراب أن المجتمع الدولي الذي أوقف المساعدات عن الرئيس صالح للضغط عليه كي يحترم التزاماته بنقل السلطة، يتجاهل المساعدات الإنسانية للمدنيين اليمنيين الذين لا حول لهم ولا قوة. ومن الممكن تفسير قلة المساعدات الإنسانية لليمنيين بأن المجتمع الدولي يستخدم الجوع والعطش كأداة سياسية، ولم تبد الولاياتالمتحدة ولا الدبلوماسيون الآخرون أية مؤشرات تفيد بأنهم يضغطون على السياسيين اليمنيين من اجل التوصل إلى حل لمعاناة المدنيين. لا تفسير منطقي لكل هذا الصمت الإقليمي والدولي تجاه ما يحدث في اليمن سواء وصفه بالتواطؤ المكشوف من قبل هذا العالم، تجاه حركة الشعوب العربية واستخدام التجويع والحرمان وسيلة للجم الثورة الشعبية لليمنيين. كون الثورة ستخلق وضعا جديدا خارج حسابات وسيطرة اللاعب الإقليمي والدولي ، المرعوب من هذا الربيع العربي الكاسح والذي يدك الأنظمة السابقة ويغير المعادلات التي تحكم المنطقة وجرى هندستها طيلة عقود ماضية. وتركز وسائل الأعلام الدولية على مشاهد الرعب السياسي الناجمة عن تعنت صالح في البقاء على رأس السلطة، في حين أن خصومه يصرون على إبعاده عن الحكم، دون الاهتمام بالوضع المتدهور الذي يعانيه وقال غريت كابيلا من صندوق دعم الطفولة التابع للأمم المتحدة «يونيسيف»، من صنعاء «ما يجري هنا ليس أزمة سياسية، وإنما لدينا أزمة انسانية كبيرة». وقال كابيلا، إن 60٪ من الأطفال تحت سن الخامسة يعانون سوء التغذية، ويعتبر هذا المعدل اسوأ مما هو عليه الحال في دول جنوب الصحراء الكبرى الإفريقية. ويعيش سبعة ملايين من أصل 24 مليوناً تعداد سكان الدولة على اقل من وجبة واحدة يومياً. وأدت الصراعات المسلحة التي أشعل فتيلها الرئيس صالح إلى تشريد مئات الآلاف من بيوتهم، وقطع عمل الرعاية الصحية، وبناء عليه انتشرت في اليمن أنواع قاتلة من مرض الحصبة، إضافة إلى أمراض أخرى يمكن علاجها.