ارتكبت الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح مجزرة دامية سقط فيها عشرات القتلى والجرحى من المدنيين في قصف عشوائي على أحياء سكنية بتعز التي تشهد تقدما ميدانياً للقوات الموالية للحكومة، في حين وصلت أولى طائرات الأباتشي التابعة لقوات التحالف إلى مطار صافر العسكري بمحافظة مأرب. بعد تقهقرها أمام القوات الموالية للحكومة الشرعية على عدة جبهات في محافظة تعز، لجأت الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى معاقبة المدنيين واستهدفتهم بقصف عشوائي على الأحياء السكنية في مدينة تعز عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه أمس. وسقط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين بينهم 15 امرأة وأصيب آخرون نتيجة قصف مسلحي الحوثي وصالح شارع جمال وسط المدينة بصواريخ الكاتيوشا. وكان 10 أشخاص قتلوا، بينهم 3 أطفال، وأصيب 12 في قصف حوثي على مدينة تعز مساء أمس الأول. من جانب آخر، يشهد محيط القصر الجمهوري ومعسكر قوات الأمن الخاصة في المدينة مواجهات بعد سيطرة المقاومة الشعبية الموالية للحكومة على مبنى إدارة الأمن ومبنى المحافظة ومنزل صالح. تحرير إلى ذلك، أجرى هادي اتصالا مع قائد الجبهة الغربية بمحافظة تعز العميد يوسف الشراجي، وقف خلاله على الاستعدادات والتحضيرات النهائية لاستكمال تحرير ما تبقى من مناطق محافظة تعز. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أن الرئيس أكد خلال الاتصال أنه سيجري تطبيق قرار دمج جميع عناصر المقاومة في وحدات الجيش الوطني والأمن بعد الانتهاء من الحرب وتحقيق الأمن والاستقرار في المحافظة. في السياق، استقبل هادي مساء أمس الأول عدداً من أبناء محافظة تعز في قصر الضيافة بالرياض ووعد بأن تكون عودته إلى تعز أولاً. وشن الرئيس اليمني، انتقادات جديدة، ضد "الميليشيات الانقلابية" في بلاده، مؤكدا أنها "تريد فرض قانون القوة على إجماع الشعب لتمرير مخططاتها التي كانت معدة سلفا في نقل تجربة دخيلة على اليمن ومجتمعها". في إشارة إلى سعي الميليشيات الحوثية لتطبيق نموذج الثورة الإيرانية. أول أباتشي في غضون ذلك، وصلت إلى مطار صافر العسكري بمحافظة مأرب أول طائرة "أباتشي" إلى جانب قوة عسكرية كبيرة تابعة للتحالف استعدادا للمعركة الحاسمة ضد الميليشيات المتمردة. وقال شهود عيان من مأرب إن "الأباتشي" وقوة عسكرية كبيرة وصلت إلى مأرب بالتزامن مع دخول عدد كبير من الآليات العسكرية تمهيدا لبدء العملية العسكرية المتوقعة لتطهير مأرب والتوجة نحو العاصمة صنعاء. ومن المنتظر أن تلتحم القوة العسكرية التي وصلت مأرب مع رجال المقاومة وقوات الجيش الموجودين في الجبهات في غضون أيام. وقامت قوات التحالف في الأيام الماضية بتوسيع مطار صافر وتحويله إلى مطار عسكري لاستقبال طائرات "C 130"، إضافة إلى طائرات الأباتشي العمودية لمساندة قوات هادي في مأربوصنعاء والجوف والبيضاء. اشتباكات وغارات في هذه الأثناء، شن طيران تحالف إعادة الشرعية عدة غارات على مواقع الميليشيات المتمردة في أنحاء اليمن، في حين اندلعت اشتباكات متفرقة بين رجال المقاومة والجيش الوطني من جهة والميليشيات المتمردة من جهة أخرى. وشهدت محافظة إب اشتباكات في أكثر من منطقة، وتمكنت المقاومة من أسر قيادات حوثية، وشن طيران التحالف الذي تقوده السعودية سلسلة غارات على قيادة المحور والأشغال العسكرية بمحافظة الحديدة. وقصفت الطائرات مواقع للميليشيات الحوثية وصالح بالقرب من مضيق باب المندب، بما فيها مدينة المخاء الساحلية. وفي محافظة البيضاء وسط البلاد، تمكنت القوات الموالية للشرعية، من السيطرة على الجزء الشرقي من بلدة مكيراس، في عملية دعمتها الضربات الجوية للتحالف. واستهدف طيران التحالف بأكثر من إحدى وعشرين غارة معاقل الحوثيين في منطقة مران بمحافظة صعدة معقل المتمردين الحوثيين. لواء سعودي في سياق آخر، أعلنت القوات المسلحة السعودية مقتل قائد اللواء الثامن عشر اللواء الركن عبدالرحمن بن سعد الشهراني، إثر إصابته جنوب البلاد على الحدود مع اليمن مساء أمس الأول. وأوضحت في بيان أنه أثناء "تفقد الشهراني لوحدات اللواء المنتشرة على الخطوط الأمامية في المنطقة الجنوبية تعرض الموقع لنيران معادية عشوائية"، في إشارة إلى المسلحين الحوثيين. وأضافت أن "الشهراني أصيب، ونقل بعدها للمستشفى لتلقي العلاج، وانتقل إثر ذلك إلى رحمة الله متأثرا بجراحه". مباحثات مسقط سياسياً، يواصل المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مباحثاته مع وفدي الحوثي وصالح في العاصمة العمانية مسقط، وتفيد مصادر يمنية بأن الميليشيات الانقلابية ترفض الورقة التي حملتها الحكومة اليمنية إلى المبعوث الأممي قبل مغادرته الرياض إلى مسقط. صالح من جهة أخرى، دعا صالح، مساء أمس الأول، أبناء اليمن إلى مواجهة ما أسماه "العدوان السعودي" وجدد تهديداته لدول المنطقة. وقال في بيان نشره على "فيسبوك" بمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين لتأسيس حزب "المؤتمر الشعبي" الذي يرأسه: "على اليمنيين أن يتحملوا مسؤولية تأمين مدنهم وقراهم ومحافظاتهم وكل الطرق، وأن يتحصنوا ويتخندقوا لمواجهة العدوان". وحذر صالح الرياض من أن "الطاولة ستنقلب عليها، وستشهد المنطقة تغيرات غير محسوبة وأساليب في الرد وفي صد الضربات، التي لا تعرفها المملكة ولا يدركها الخبراء في مراكز الدراسات ولا الطائرات دون طيار أو طائرات اواكس". (الرياض، عدن أ ف ب، رويترز، د ب أ، يمن برس، مأرب برس)
