تسعى إيران إلى حجب مماطلة الحوثيين لإجراء حوار سياسي عبر اتهام السعودية بتأزيم الوضع في خطوة هدفها تجميل صورة الجماعة الشيعية دوليا ومنع المزيد من الحصار عليها في اليمن. ودعت إيران جميع اطراف النزاع في اليمن للانضمام الى محادثات السلام التي ترعاها الاممالمتحدة، متهمة السعودية بتأزيم الصراع من خلال تدخلها العسكري ضد المتمردين المدعومين من طهران. وخلال محادثات مع مبعوث الاممالمتحدة الى اليمن اسماعيل ولد شيخ احمد الاربعاء في طهران، اكد مسؤولون ايرانيون بينهم وزير الخارجية محمد جواد ظريف دعم جهوده لحل النزاع. وخلال حديثه عن دور الاممالمتحدة "في ايجاد حل سياسي في اليمن"، دعا ظريف الى "مشاركة كل المجموعات اليمنية" في المحادثات التي يعتزم شيخ احمد تنظيمها في جنيف الشهر الحالي، بحسب ما نقلت وكالة الانباء الرسمية الايرانية (ايرنا). وفشلت جهود عدة للامم المتحدة لحل النزاع في اليمن. ومنذ آذار/مارس يشن تحالف عربي بقيادة السعودية ضربات ضد المتمردين، كما ارسل قوات برية لدعم القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي في استعادة مناطق سيطر عليها الحوثيون. وفي محادثات منفصلة مع شيخ احمد، ابلغ نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان المبعوث الاممي بأن التدخل السعودي زاد الوضع الامني سوءا. ونقلت وكالة انباء الطلبة الايرانية (ايسنا) عن عبد اللهيان قوله إن "امن اليمن والسعودية والمنطقة مهم بالنسبة الى الجمهورية الاسلامية الايرانية". واضاف "لكن لا يمكن للسعودية ان تشكل خطرا على امن الآخرين لتوفير امنها". ويرى مراقبون أن التحرك الإيراني هدفه جعل الحوثيين في مظهر الجهة المؤمنة بالحوار وإقناع المبعوث الدولي بأنهم دعاة سلام في حين أن الحقائق الميدانية تبين أن الجماعة الشيعية لا تؤمن بالحوار وتماطل بفرض شروط مجحفة بغية رفع سقف مطالبها. وأكد هؤلاء أن الحوثيين لا يكتفون بالمناورة السياسية فقط لإعادة تموقعهم ميدانيا وتفادي خسائرهم بل يترجمون انتكاساتهم العسكرية بمحاصرة المدنيين وجعلهم دروع بشرية في ساحات القتال. من جانبه، اشاد شيخ احمد بإيران، معتبرا انها "بلد مهم ومؤثر في المنطقة ولديها دور حاسم في مكافحة الإرهاب"، وفقا لوكالة ايرنا. وبحسب ارقام الاممالمتحدة، ادى النزاع في اليمن الى مقتل اكثر من 5700 شخص منذ آذار/مارس الماضي، بينهم قرابة 2700 مدني. وتعد الازمة الانسانية في اليمن من اخطر الازمات في العالم بحسب الاممالمتحدة مع اكثر من 80% من السكان يواجهون خطر المجاعة. وبدأ التحالف بقيادة السعودية في مارس/آذار توجيه ضربات جوية تستهدف معاقل الحوثيين ووفر بعد ذلك بأشهر دعما ميدانيا شمل ارسال قوات وآليات.