كشف تقرير أخير صادر عن لجنة «حقوق الإنسان اليمنية» أن ميليشيات الحوثي وعلي عبد الله صالح ارتكبت 184 ألفاً و551 انتهاكاً في شتى نواحي الحياة اليمنية العام الماضي، أسفرت عن مقتل 8182 شخصاً واعتقال 8881 آخرين، إضافة إلى جرح 19.782 شخصاً وتهجير غالبية سكان المدن اليمنية. وذكرت «وكالة الأنباء السعودية» (واس) أن الانتهاكات شملت اعتراض قوافل الاغاثة الدولية الموجهة إلى السكان المحاصرين، ومصادرة غالبيتها وبيعها في السوق السوداء، إضافة إلى انعدام الرقابة المجتمعية وتقويض الحريات الإعلامية وإغلاق الفضائيات والصحف وحجب المواقع الالكترونية التي تكشف اعتداءاتهم المتكررة. وتتوزع هذه الانتهاكات على 17 مدينة ومحافظة ومديرية. وأشارت الوكالة إلى أن عدد المنشآت العامة المتضررة من القصف الحوثي بلغ 2.780 منشأة عامة و22 ألفاً و915 منشأة خاصة. وأكدت اللجنة في تقريرها المكون من 90 صفحة ستعرض على مجلس حقوق الإنسان الدولي خلال الأسبوعين المقبلين، أن الحوثيين أغلقوا 9 قنوات فضائية و38 صحيفة، وحجبوا أكثر من 86 موقعاً الكترونياً، إضافة إلى قمع 98 وقفة احتجاجية، فيما أغلقوا 18 منظمة حقوقية، ومنعوا 8 إذاعات من البث. وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي إن «الانقلابيين الحوثيين ومن يناصرهم يتحملون مسؤولية تدمير الوضع الإنساني في اليمن»، لافتاً إلى أن إيران متورطة في هذه الانتهاكات. وأضاف أنه طرح مسألة تدهور الأوضاع اليمنية بما فيها اعتراض قوافل الإغاثة في مفاوضات جنيف التي عقدت برعاية الأممالمتحدة، وخلال لقاءاته مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لتوضيح ما يرتكبه الحوثيون من جرائم تتجاهل المواثيق والأعراف الدولية المختصة بحقوق الإنسان. وقالت الأستاذة في كلية التربية بجامعة «عدن» الدكتورة ياسمين صالح القاضي أنه خلال محاصرة الحوثيين مديرية المعلا التابعة إلى محافظة عدن، والتي استمرت 60 يوماً، واجه أهالي المعلا صعوبة بالغة في نقل جرحاهم ومصابيهم لتلقي العلاج بسبب الحصار. ولفت التقرير إلى أن مركز «الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» قدم 50 برنامجاً إنسانياً إلى حوالى 4 ملايين يمني في مختلف مدن ومحافظات البلاد. من جهته، أكد مدير مكتب وزير الصحة اليمني سالم لحول أن الخدمات الطبية في البلاد شبه مُعدمة، خصوصاً في عدنوتعز ومأرب والجوف وشبوة وصنعاء، إضافة إلى الانتهاكات في المستشفيات العسكرية بصنعاء. وأضاف أنه تم نقل 2700 مصاب إلى منفذ الوديعة لتلقي العلاج في السعودية من طريق مركز «الملك سلمان للإغاثة»، فيما لا تزال هناك صعوبة في نقل مصابي محافظتي تعز والبيضاء. وأشار لحول إلى أن الحوثيين يمنعون الأطباء من العمل في مستشفيات المناطق التي يسيطرون عليها، خصوصاً في تعز، إضافة إلى اعتقالهم العديد من الجرحى من دون أي اعتبار لحالتهم الصحية. وأكد أن 4500 يمني يحتاجون الآن إلى نقلهم خارج اليمن، خصوصاً من تعز ومأرب والجوف، لتلقي العلاج، لكن ميليشيات الحوثي وصالح يمنعون نقلهم، في الوقت الذي يقتل فيه من يتم تهريبه.