أكد خبراء ومحللون استراتيجيون أن معركة "أرحب" شمال شرق العاصمة اليمنيةصنعاء ستكون حاسمة نحو التقدم للعاصمة وذلك لموقعها الاستراتيجي وكذلك ولاء قبائلها لسلطة الرئيس اليمني عبدربه منصور والشرعية اليمنية. وقال المتحدث باسم الجيش الوطني اليمني، سمير الحاج، إن أكثر من 90% من ولاء قبائل أرحب لقوات الشرعية والثورة، وهي قبائل متقاربة مع قبائل منطقة فرضة نهم في رفضها الانقلاب الذي قادته ميليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وأكد الحاج، في حلقة من برنامج "الواقع العربي" على فضائية "الجزيرة"، أمس الثلاثاء، على الأهمية الإستراتيجية لأرحب من حيث إنها منطقة متاخمة مباشرة لصنعاء، والسيطرة عليها بشكل كامل يفتح الطريق لتقدم سريع نحو العاصمة اليمنية، وكشف أن الاستعداد لمعركة أرحب وصنعاء يجري بشكل منظم، وأن هناك تواصلا مع القبائل التي لم يكن لها يد في دخول الحوثيين، لكنها أدانتهم ورفضت الأمر الواقع الذي فرضوه في صنعاء، وأيضا مع قادة وضباط من الجيش لهم موقف رافض للانقلاب. وأشار المسؤول العسكري اليمني إلى أنه سوف يحدث تغيير كبير في المشهد العام في صنعاء خلال الأيام المقبلة، لأن السيطرة على أرحب ستمهد لاستعادة الدولة الشرعيةَ وإلغاء مظاهر الانقلاب في اليمن والمليشيات التي أوصلت اليمن إلى ما هو عليه الآن، على حد رأيه. بدوره، جدد عبد الكريم ثعيل -أحد وجهاء قبائل أرحب اليمنية- التأكيد على أهمية أرحب، خاصة بعد سيطرة المقاومة الشعبية والجيش الموالي للشرعية على فرضة نهم، وقال إن 95% من سكان وقبائل أرحب تدعم الشرعية، وإن هذه المنطقة وقفت ضد صالح وضد فساده منذ عقد من الزمن، وحالت دون تنفيذه مشروع توريث نجله. ولفت إلى أن قبائل بكيل المناوئة لنظام صالح في أرحب، والتي قال إن أبناءها يتمتعون بالقوة والنضج السياسي، وكيف أنها وقفت ضد سياسة المخلوع الذي كان يعمل على توريث مؤسسات الدولة اليمنية لأبنائه وأقربائه. وأردف "ثعيل" أن أرحب دفعت ضريبة وقوفها في وجه الحوثيين وصالح، وتحدث عن جرائم بشعة يرتكبها الحوثيون وحلفاؤهم في المنطقة، حيث إن أكثر من 70% من بيوت ومساجد المدينة دمرت، إضافة إلى سقوط قتلى وجرحى. من جانبه، أشار الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية اليمني محمد جواس إلى أن أرحب ذات أهمية إستراتيجية كبيرة لما فيها من حاضنة اجتماعية توالي السلطة الشرعية، ولها تاريخ في مقارعة المخلوع، ورأى أن تحرير المقاومة الشعبية والجيش الموالي للشرعية معسكر فرضة نهم يعد إنجازا عسكريا مهما. يشار إلى أن الجيش والمقاومة كان قد سيطرا بالكامل على معسكر فرضة نهم (معسكر اللواء 312 التابع للحرس الجمهوري) بعد معارك عنيفة استمرت أياما. وجدير بالذكر أنه فضلا عن موقع أرحب الإستراتيجي المطلّ على مطار صنعاء وقاعدة الديلمي، فإنها تربط بين ثلاث محافظات: صنعاء وعمران والجوف.