تغيرات متسارعة في الحرب الدائرة على أرض الواقع بين قوات الجيش الوطني ورجال المقاومة الشعبية مسنودة بقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية من جهة وميلشيا الحوثي وما تواليها من قوات تابعة للرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة أخرى، بدأت فيها قيادات الميلشيا وحلفائها في مأزق الحفاظ على البقاء، فضلا عن طموحاتهم وآمالهم في استمرار الانقلاب. وتظهر المعارك بمسار جديد بعيدا عن المفاوضات والحلول السياسية أقرب إلى المصير كخيار نهائي، كون الحلول السياسية لم تفضي إلى طريق جراء استمرار الميلشيا تعنتها في كل دورة تفاوض، حيث تقترب القوات الشرعية بشكل كبير من أكبر تمركز ميلشيا الحوثي وصالح في العاصمة صنعاء وصعدة المعقل الأول للحوثيين في أقصى الشمال.
ما ضاعف حالة اليأس وتبدد الآمال والطموحات لدى قيادات الانقلاب، خصوصا التي يقودها الرئيس السابق علي عبد الله صالح، هو تعيين علي محسن الأحمر نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة، والذي يرى مراقبون تعيينه تخلي الكثير من مشائخ القبائل المحيطة بالعاصمة صنعاء عن صالح والالتحاق بمحسن كون هذا الأخير يمتلك علاقة واسعة ومتمكنة مع الكثير من هذه المشائخ، والذي سيشكل مسار جديد للمعارك على أرض الواقع.
وتباعا لذلك يضيف المراقبون" أن صالح بعد تعيين علي محسن يعيش حالة فقد وهستيري متقدمة، إذ لم يعد يفكر إلا بطريقة للخلاص والهروب سالما، بعد أن ظل طوال الفترة السابقة يترأس الانقلاب ويدير الفوضى في كافة عموم البلاد".
ويعد دخول علي محسن الأحمر في خط المواجهات كقائد مباشر لعمليات تحرير كافة مناطق البلاد من ميلشيا الحوثي وصالح، نقلة نوعية وإحداث متغير لكسب الوقت والجهد نحو الحسم، كونه أكثر دراية بتفصيل مركبات الانقلاب، وأيضا لماضيه الكبير مع علي صالح وآخرين من قيادات الجيش الموالي للانقلاب، واقترابه من رجال القبائل في شمال الشمال بحسب المراقبون.