خلفت سياسة التهميش والإقصاء ووقف الرواتب التي تمارسها ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح الإنقلابية، مأساة إنسانية في صفوف ضباط كبار في الجيش . ودفعت هذه السياسة بالكثير من الضباط والعسكريين في قطاعات مختلفة، ومنها قوات الدفاع الجوي، إلى البحث عن عمل بالأجر اليومي، والالتحاق بطابور الباحثين عن العمل في مجالات البناء، الذين يصطفون في شوارع العاصمة. وكشف أحد ضباط القوات الجوية، الذي يحمل رتبة عقيد، عن الحال التي وصل إليها عدد كبير من الضباط من زملائه، ومن قطاعات عسكرية أخرى في العاصمة، المعتمدين على رواتبهم فقط، مشيراً إلى أن الكثير منهم اضطروا للعمل اليومي والوقوف مع العمال الباحثين عن عمل بالأجر اليومي في شوارع المدينة في منطقة باب اليمن، لعلهم يحصلون على من يمنحهم عملاً في أي مجال لا علاقة له بمهنهم . وبحسب الضابط، فإن من بين هذه الأعمال السباكة وتشطيب مبانٍ وحفر أساسات، ونقل الإسمنت والخرسانة، وغيرها من الأعمال اليدوية، بعد أن منعت الميليشيات صرف رواتبهم من خمسة أشهر. وقال إنهم وجدوا أنفسهم أمام مأساة كبرى بعدم قدرتهم على توفير قيمة الوجبات اليومية لأسرهم، ما دفعهم إلى البحث عن عمل يومي، وخلع الزي العسكري، لستر عوائلهم، مؤكداً استعداده مع عدد كبير من العسكريين للالتحاق بقوات الشرعية في حال تم صرف المرتبات وفقاً للكشوف الجديدة التي توافق مخرجات الحوار الوطني أو غيرها. وأضاف «إذا صدقت الشرعية في الصرف، فنحن جاهزون للانتقال إلى المناطق العسكرية التابعة للشرعية، كل حسب تخصصه ومنطقته»، لكنه أردف قائلاً «هناك عدم ثقة بمن بقوا في صنعاء أو المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات، ويحتاج الأمر إلى تعريف بنا من قبل القيادات العسكرية من الزملاء الملتحقين في ركب الشرعية».