حولت مليشيات الحوثي على مدى الثلاث السنوات الماضية من سيطرتها على العاصمة صنعاء مساجد الجمعة إلى منابر طائفية وأماكن لتفريق جماعة المصلين ونشر الأفكار المذهبية التي تجملها الجماعة. وسعت مليشيا الحوثي منذ انقلابها على الشرعية في 21 سبتمبر 2014م، إلى توظيف الخطاب الديني في كل المناسبات والمرافق فما يخدم فكرها الطائفي المتطرف. وحرصت على نشر الفكر الطائفي المتطرف باسم التحريض ضد الشرعية والجيش الوطني فباتت جميع خطب ودروس المساجد والبيوت الحوثية تدور حول ذلك. وتمارس المليشيات انتهاكات تعسفية تجاه كل من يعترض أو يتلفظ ببنت شفه محتجاً على تسييس الخطاب الديني وتوجيهه لخدمة أفكار دينية مخالفة لنصوص ومقاصد الشريعة الإسلامية. فلا تخلو خطبة من دعوة إلى التحريض أو محاولة إثبات معتقدات مخالفة لم يعتد عليها المجتمع اليمني السني. يقول مصلون في صنعاء " كنا نخرج من خطبة الجمعة وقلوبنا تفوح بعبق الإيمان والروحانية واليوم ما عدنا نجد هذا في ظل الخطاب المقيت البغيض الذي تفرضه هذه المليشيات على جميع المنابر"،مضيفين ""حتى أن أغلب أيام الجمعة أفضل البقاء في البيت ولا أذهب إلى المسجد، لا استسيغ سماع هذه الخطب الهوجاء". غالبية الأسر تمنع أبناءها خصوصا الأطفال من الذهاب إلى مساجد الجمعة خوفا من تأثرهم بأفكار طائفية تدعو إلى القتل والذهاب إلى الجبهات . وتشير المعلومات إلى أن عددا كبيرا من خطباء المساجد الذين يرفضون تناول خطب المليشيات التي تفرضها، كان مصيرهم الاختطاف ومنهم من أخفتهم قسرياً، والقليل منهم لاذوا بالفرار لتترك المليشيات الميدان لها لبث أفكارها المحرضة ضد أبناء الوطن والشرعية والجيش الوطني. ومن أبرز ممارسات المليشيات لتوظيف الخطاب الديني لخدمة فكرها المذهبي: توحيد الخطبة حيث قامت ميليشيا الحوثي عبر سيطرتها على وزارة الأوقاف بتوحيد الخطبة حيث تصل من المكاتب المتفرقة للميليشيات، دون أي اجتهاد من الإمام الذي يتحول إلى بوق.- حسب قول أحد المصلين- وقال مصلٍ آخر نقله مركز العاصمة الإعلامي "إنَّ المحاضرات وخطبة الجمعة لم يبقى لها إلا معنى وهدف واحد وهو التحريض وتشويه الأفكار الإسلامية المعتدلة، الموافقة لمنهج الكتاب والسنة لذا سعت المليشيا لتوحيد الخطاب الديني من خلال توزيع خطبة واحدة لجميع مساجد أمانة العاصمة. ويقوم الحوثيون بهذا التشويه المتعمد للمذاهب الأخرى وخصوصاً "السلفية" و "الوهابية" والمذاهب السنية الأخرى من أجل حشد التعاطف مع الجماعة الطائفية مع أنهم يحصدون من وراءها الاستنكار والاستهجان كما يقول إمام مسجد عزله الحوثيون من خطابة الجمعة. وأغرقت المليشيات أمانة العاصمة بالشعارات التحريضة والأعلام الطائفية وتتحول المدينة وشوارعها إلى لوحات دعائية تحمل الأفكار الدخيلة على المجتمع في نمط شيعي اثنى عشري لأيألفه سكان العاصمة صنعاء حسب أحاديث الناس .