سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صنعاء تنتفض ضد الحوثيين والطيران يتدخل وقوات صالح تعلن السيطرة على أجزاء واسعة بالمدينة المواطنون يطمسون الشعارات الطائفية ويحرقون ملازم الصريع حسين ويلاحقون المليشيا في الشوارع..
هب المواطنون اليمنيون في العاصمة ومحيطها صباح أمس السبت للمشاركة في دحر مليشيا الحوثي، إلى جانب القوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس السابق علي صالح والتي كانت قد بدأت فجر ذات اليوم بخوض معارك عنيفة ضد المليشيا. وتجددت المعارك، التي بدأت الأربعاء الماضي، في وقت مبكر من فجر اليوم السبت، في محيط منزل العميد طارق/ محمد عبد الله صالح (نجل شقيق صالح)، جنوبيصنعاء، واستخدم فيها الطرفان الأسلحة الثقيلة والمدرعات. وتوسعت الاشتباكات عند الفجر، في شوارع الستين، غربي المدينة، والدائري الغربي وسطها، بالإضافة إلى اشتباكات محدودة في معسكر حزيز جنوبيها. وازدادت حدة المواجهات عقب خطاب لعلي صالح، طالب فيه اليمنيين ب"الانتفاض" على الحوثيين في عموم البلاد، ودعا التحالف العربي بقيادة السعودية إلى الحوار. ودارت معارك شرسة في محيط المقر السابق للجنة الدائمة لحزب المؤتمر، جناح صالح، في حي الحصبة وسط المدينة. وأغلق السكان أغلب الشوارع في المدينة، وبدت حركة السيارات محدودة، فيما تزال المحال التجارية مغلقة في المربعات السكنية التي تشهد مواجهات، كما انعدم البنزين بشكل مفاجئ من محطات الوقود. وانتفض المواطنون في عدد من الشوارع بالعاصمة صنعاء، حيث يقومون بإزالة وطمس شعارات الحوثيين وإحراق للملازم الفكرية الخاصة بزعيم الجماعة الصريع حسين الحوثي . وقال مصدر عسكري في العاصمة إن القوات الموالية للرئيس السابق علي صالح سيطرت على النصف الجنوبي من المدينة بشكل كامل، وإن أغلب المرافق الحكومية والنقاط العسكرية في تلك الأحياء تخضع لقوات الحرس الجمهوري. وذكر المصدر أن القوات طهرت معسكر 48 في منطقة حزيز جنوب العاصمة من عناصر الحوثي، كما سيطرت قوات الحرس على مباني الرئاسة ووزارتي الدفاع والمالية، والبنك المركزي والأمن القومي (المخابرات). وقال إن القوات الموالية للرئيس السابق أصبحت تسيطر على معسكرات 48 في السواد ومعسكر ضبوة بالقرب منه في منطقة حزيز ومعسكر صبرة في مديرية بلاد الروس ومعسكر العرقوب في مديرية خولان. وأفاد بسيطرة قوات الحرس على معسكري النهدين واللواء الرابع، وميدان السبعين، وشارع الزبيري الذي يتوسط العاصمة صنعاء، تحت سيطرة القوات الموالية لصالح. وأضاف أن العشرات من الحوثيين سقطوا بين قتلى وجرحى وأسرى خلال المعارك. وتمكن أنصار صالح مساء أمس من إحراق طقمين تابعة لمليشيا الحوثي في منطقة دار سلم والاستيلاء على 15 طقما أخرى وأسر أفرادها أثناء محاولتهم الهروب. وقالت المصادر إن وحدات من الحرس الجمهوري طوقت منطقة الجراف بالكامل- مساء أمس- والتي تعد المعقل الرئيسي لمليشيا الحوثي. كما أعلنت قوات صالح أمس السبت، سيطرتها على مطار صنعاء، بالإضافة إلى مباني حكومية كانت تحت سيطرة الحوثيين، وكذلك وكالة "سبأ" للأنباء التابعة للحوثيين. وقال شهود عيان إن مليشيا الحوثي حشدت تعزيزات كبيرة في محاولة لاستعادة المناطق التي انتشرت فيها قوات صالح، خلال الساعات الماضية في محيط حي الأمن السياسي . وكانت قوات صالح والقبائل الموالية له قد طهرت عدد من الأحياء في محيط حي الأمن السياسي وشارع الجزائر وصولا الى قرب شارع الستين الغربي ومنطقة عصر . كما قامت قبائل بنى الحارث بالسيطرة على مطار صنعاء العسكري، الواقع في منطقة جدر، وحاولت مليشيا الحوثي الاستيلاء عليه بعد طردهم ووصول تعزيزات لهم إلاّ أنها لم تتمكن حيث تمكنت قبائل بنى الحارث من التصدي لهجمات مليشيا الحوثي بقيادات مشرف الحوثيين في المنطقة ويدعى "أبو شاكر"، مشيرة إلى أن "أبو شاكر" قام بزيارة الشيخ ناجي جمعان صباح أمس وحاول إقناعه برفع سيطرة القبائل على المطار والسماح لمليشيا الحوثي بالتواجد فيه إلاّ أن الشيخ جمعان رفض. وذكرت مصادر قبلية أن مليشيا الحوثي نفذت عدة هجمات للسيطرة على المطار إلاّ أنها فشلت نتيجة صمود قبائل بنى الحارث بقيادة جمعان الذي استشهد أمس ثلاثة من أقربائه خلال مواجهات أمس وهم نجله وأخيه ونجل شقيقته. وفي السياق دعا الرئيس السابق، "علي عبدالله صالح"، اليمنيين للانتفاض ضد جماعة الحوثي المسلحة. وطالب صالح " في كلمة بثها تلفزيون "اليمن اليوم" أجهزة الجيش بعدم الانصياع لأوامر جماعة الحوثي وتنفيذ أوامر قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه فقط. وتعهد بالحوار مع دول الجوار بعد وقفها لإطلاق النار وفك الحصار. واتهم صالح جماعة الحوثي بالقيام بعدوان سافر على حزب المؤتمر الشعبي العام، وقياداته، وقواته، فهم يقومون بتصرفات حمقاء ويجندون الأطفال الصغار ويرمون بهم في المعارك. وأضاف صالح "أدعو لوقف إطلاق النار على جميع الجبهات، ونحن نمد أيدينا للخارج"، موضحا "نتعهد بفتح الحوار مع دول الجوار بعد وقف إطلاق النار وفك الحصار والسماح لليمنيين العالقين بالعودة، ووصول المساعدات للمحتاجين. وتابع صالح "مجلس النواب هو من لديه الشرعية في اليمن، في مرحلة انتقالية، وأدعو جميع اليمنيين والسياسيين للتوحد واختيار قيادة جديدة". ودعا المؤتمر الشعبي العام حزب صالح وحلفاؤه، أبناء الشعب اليمني في كل مناطق ومحافظات الوطن وفي المقدمة رجال القبائل الشرفاء بأن يهبوا للدفاع عن أنفسهم وعن وطنهم وعن ثورتهم وجمهوريتهم ووحدتهم التي تتعرض لأخطر مؤامرة يحيكها الأعداء وينفذها أولئك المغامرون من جماعة الحوثي. وحملت لجنة التهدئة والوساطة التي كلفها رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى صالح الصماد بحل الاشتباكات التي دارت يومي الأربعاء والخميس بالعاصمة صنعاء، جماعة الحوثي مسؤولية تفجير الأوضاع. وقال أحد أعضاء اللجنة لوكالة "خبر"، أن اللجنة أبلغت القيادة السياسية ممثلة بالصماد وبن حبتور، أن جماعة الحوثي هي من رفضت التهدئة وقامت بتفجير الأوضاع بصنعاء. وأوضح المصدر أن مسلحي الحوثي باشروا بإطلاق النار واستهداف منزل العميد طارق محمد عبدالله صالح الكائن بالحي السياسي، ومنزل شقيقه العقيد محمد صالح، في الساعات الأولى من صباح السبت، بعد ساعات من اتفاق شبه كامل على رفع الاستحداثات وإقرار التهدئة. ولفت المصدر إن مسلحي الجماعة قصفوا منازل المواطنين بمختلف الأسلحة وشنوا هجوما على منزل طارق صالح فما كان من حراسة طارق صالح إلا الرد والانتشار في المنطقة. وفي وقت سابق هاجم رئيس جماعة الحوثي المسلحة "عبدالملك الحوثي"، قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح في خطاب متلفز بثته قناة المسيرة التابعة للمليشيا. ووصف "الحوثي" قوات صالح، التي تدور بينها وبين مسلحي الجماعة معارك عنيفة في صنعاء، بعديمي الرجولة والكرامة والشرف. واعترف الحوثي في خطابه، بمقتل 40 شخصا من قواته في المواجهات التي لازالت جارية في عدة مناطق بالعاصمة صنعاء. وشنت مقاتلات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية غارات عنيفة على تعزيزات عسكرية لمليشيا الحوثي محيط العاصمة صنعاء. وهزت انفجارات عنيفة جنوب العاصمة صنعاء وسط تحليق مكثف لمقاتلات التحالف العربي في سماء المدينة. و شنت المقاتلات 3 غارات جوية على مواقع قريبة من دار الرئاسة و شارع الخمسين و غارة أخرى على موقع قريب من تبة طارق في منطقة أرتل جنوبصنعاء، وغارة استهدفت تجمعات الحوثيين في جولة المصباحي وتلال الريان. وقالت مصادر منتصف الليلة الفائتة بأن ميليشيات الحوثي تحشد قواتها وتباشر هجمات معاكسة لاسترداد ما خسرته في صنعاء، مؤكدةً أن الميلشيات قامت بدفع تدفع بتعزيزات ضخمة ومركبات مسلحة من صعدة باتجاه صنعاء. وأوضحت بأن تعزيزات ميلشيات الحوثي وصلت إلى حرف سفيان في عمران شمال العاصمة، كما أن ميليشيات الحوثي تدفع بتعزيزات من كتيبتي الحسين والبدر المدربتين إيرانيا إلى صنعاء لمواجهة قوات حزب المؤتمر الشعبي العام، كما أن الحشود العسكرية من صعدة تسعى إلى فتح الطريق إلى صنعاء. وفي السياق ذاته أقدمت مليشيا الحوثي على اقتحام قناة «اليمن اليوم» المملوكة للرئيس السابق علي عبدالله صالح والمتحدثة باسمه. وقال مصدر في القناة إن مليشيا الحوثي اقتحمت مقر القناة في بيت بوس جنوبيصنعاء، واحتجزوا الطاقم الإعلامي. وخاضت مليشيا الحوثي مواجهات ضد حراسة مقر القناة بالأسلحة الرشاشة، وعقب ذلك اقتحمت القناة، وأوقفت بثها. وأشار إلى أن عملية الاقتحام لم تسفر عن سقوط ضحايا. وبحسب المصدر فإن الحوثيين يواصلون احتجاز الطاقم الإعلامي حتى اللحظة في مقر القناة، ويرفضون الإفراج عنهم متخذيهم دروعاً بشرية على حد قوله. وكانت القناة قد تعرضت للتشويش قبل عملية الاقتحام.