كثفت المليشيا خلال الأيام الماضية من أنشطتها والتحرك في أوساط المواطنين وعقد اجتماعات مع عدد من قيادات المؤتمر بالمحافظة لإلزامهم بحشد مجندين، وتمركز عناصر حوثية على قمم الجبال المطلة على محافظة الحديدة وحجة. وكشفت مصادر مطلعة أن مليشيا الحوثي وجهت مسلحيها للتمركز والسيطرة وتخزين أسلحة في أعالي قمة رأس جبل (الشايم) الاستراتيجي الواقع في مديرية حفاش وجبل (شاهر) بمديرية ملحان المطلان على محافظتي الحديدة وحجة. وتشرف هذه الجبال على مديرية باجل جنوبا ومنطقة القناوص وخطوط الحديدةصنعاء من كل الاتجاهات. وتعد هذه الجبال ذات أهمية عسكرية للتمترس والتحصن ورفع معدات قتالية ثقيلة بداخلها وحفر خنادق وأنفاق للتحصن لأشهر. قيادات مؤتمرية ترضخ للحوثيين إلى ذلك أفادت مصادر في حزب «المؤتمر الشعبي» أن الجماعة أطلقت الأيام الماضية عدداً من المعتقلين على خلفية المشاركة في انتفاضة الرئيس السابق علي صالح في الثاني من الشهر الحالي، بينهم رئيس الحزب في محافظة المحويت الشيخ/ محمد أبو علي، وكذا القيادي في الحزب وعضو لجنته الدائمة/ حمود شعلان، والأخير كان قبل اعتقاله وكيلاً مساعداً للمحافظة. وقالت المصادر إن الميليشيا الحوثية أخذت تعهدات على المفرج عنهم بحضور محافظ الحوثي في صنعاء، حنين قطينة، تلزمهم بالانخراط في صفوف الجماعة وتلقي الدورات التثقيفية والعمل على حشد المئات من المقاتلين من أتباعهم لإلحاقهم بجبهات القتال في الساحل الغربي، وفيما لم يتسنَّ الاتصال المباشر مع المفرج عنهم لمعرفة تفاصيل أكثر، رجحت مصادر قريبة من رئيس فرع الحزب الشيخ/ محمد أبو علي أنه تعرض مع رفاقه المعتقلين للتعذيب الجسدي والنفسي والتهديد بتصفية أقاربهم وتفجير بيوتهم قبل أن يرضخوا لشروط الميليشيا. وتستمر مليشيا الحوثي بالمحافظة إلى إقصاء نفوذ حليفها صالح من خلال عزل قيادات مؤتمرية تابعة له من مناصبهم واستبدالهم بشخصيات موالية لهم، حيث قامت بتغيير مدير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة ( محمد احمد نسر الآنسي) الذي تربع على منصبه أكثر من عشر سنوات وتعيين بديلا عنه الحوثي/ عبدالله حبشي. وكانت ميليشيات الحوثي الانقلابية قد أصدرت سلسلة قرارات واسعة بتعيينات في مناصب مهمة بديوان المحافظة ، حتى يخلو لها المجال من أي معارض أو خصم سياسي يقف أمام تنفيذ رغباتها . المليشيا تفرض التجنيد الإجباري زادت المليشيا من وتيرة التجنيد الإجباري في محاولة منها لمواجهة النقص الكبير في عدد مقاتليها بالجبهات، حيث تعاني مليشيات الحوثي نقصا حادا في عدد مقاتليها، بسبب مقتل معظمهم في جبهات القتال، خصوصا بعد الخسائر التي تلقتها المليشيا في كافة الجبهات. وقالت مصادر محلية إن مليشيا الحوثي عقدت اجتماعات مكثفة، مع عدد من عقال القرى، وخاصة من الموالين لحزب المؤتمر الشعبي العام، وألزمتهم بتشكيل مجاميع مسلحة، تهدف إلى حشد مزيد من المواطنين إلى جبهات القتال. وأضافت المصادر أن المليشيا ألزمت من اختارتهم كمسؤولين في القرى والعزل، بالذهاب إلى جبهات القتال، أو الدفع بأبنائهم أو أقاربهم إلى الجبهات بالقوة، أو يقومون بكفالة عدد من الذين يذهبون إلى الجبهات، وتشمل الكفالة، الدعم المادي والعيني والنقدي للأشخاص في الجبهات، بشكل شهري مبلغ (30) ألف ريال كحد أدنى . وأشارت المصادر، إلى أن المليشيا قامت بتهديد كل من يتخلف عن هذه الإجراءات، بأنهم سيتخذون العقوبات المناسبة لكل واحد منهم، ووصلت التهديدات إلى إبعادهم من وظائفهم الحكومية، في مختلف المؤسسات المدينة والعسكرية. وأكدت المصادر أن من يقوم بالتجنيد وحشد مقاتلين هو نجل القيادي المؤتمري/ مطهر الشاحذي المدعو/ عبد العزيز المشرف على التجنيد في مديرية بجبل المحويت، وزيد الشامي في مديرية حفاش، والعزي محمد الشجاف بمديرية ملحان، ويحيى عبده إبراهيم بمدينة المحويت، ومنصور عزان بمديرية الخبت، وغيرهم في كل مديرية يتم اختيار شيخ أو غيره ليقوم بالحشد والتجنيد. المليشيا تبتز التجار والأهالي يتعرض أصحاب المحلات التجارية والمواطنون في مديريات المحافظة للابتزاز اليومي وعملية نهب منظمة تحت مسميات متعددة وواهية (ضرائب – جمارك – تصاريح – مخالفات – زكاة – مجهود – المولد النبوي – عاشورا ) وغيرها من المسميات. وقالت مصادر محلية إن مليشيا الحوثي تمارس عملية جمع الزكاة وغيرها من المبالغ تحت ضغوطات واسعة وتهديد السلاح على أصحاب المحلات التجارية وأسواق القات والباعة المتجولين، وحتى المواطنين لم يسلموا من بطشهم، بل قاموا بنهب الاغاثات المقدمة للأسر المحتاجة وبيعها في السوق السوداء وحرمات آلاف الأسر من مستحقاتهم. وذكرت مصادر محلية أن مشرفي المليشيا في المديرية قاموا بفرض مبلغ 30 ألف ريال على كل فرد مطلوب تحت مسمى دعم الجبهات أو الذهاب للقتال، وأن هذه الحملة تأتي في إطار الابتزازات المستمرة التي تمارسها ضد المواطنين لتمويل الحروب العبثية، وأن المليشيا تعاقب من يرفض من المواطنين تسديد المبلغ المفروض عليه، وتقوم باعتقاله على الفور، واحتجازه حتى يدفع أضعاف المبالغ عشرات المرات.