"ما أرخص الإنسان في وطنه عندما ترخص المبادئ والقيم وما أذله بين أهله عندما تصيبه سهام الفقر ومرارة الحاجة".. عبدالكريم السماوي شاب رمت به الأقدار للعمل لدى أحد المهندسين اللبنانيين بأجر يومي قدره "1200" ريال ورغم حقارة المبلغ إلا أن أخانا العربي استغل فقر الشاب وحاجته فتعمد التلذذ بمعاناته... فظل يستقطع من المبلغحسب هواه في بلد لا يجد فيه العامل من يحمي حقوقه ولا يجد الضعيف من ينتصر لضعفه.. الأسبوع الماضي بدأ الشاب المغلوب على أمره ورزقه يلح على اللبناني بتصفية حسابه خاصة وأن والدته مريضة في البيت ولا تجد قيمة العلاج ووالده عجوز مقعد والشكوى لغير الله مذلة. لم تأخذ اللبناني أي شفقة أو رحمة بحال هذا الشاب اليمني الذي يتصارع مع لقمة العيش مما جعل الشاب يصرح للبناني بأن لديه معلومات عن الغش الذي يمارسه اللبناني في عمله وأنه سيبلغ الجهات الرسمية بذلك، طبعاً لم يكن يعرف هذا الشاب بأن ميزان العدالة في بلادنا يمكن أن يرجح كفتيه كل من يستطيع أن يصل بيده إليه. وهكذا اتصل اللبناني بالشاب المذكور واستدرجه للمجيء إلى مكتبه ليصفي له حسابه وبمجرد دخوله المكتب اتصلت السكرتيرة العاملة لدى اللبناني إلى قسم الشرطة مستنجدة برجال الأمن بأن الشاب المذكور يراودها عن نفسها ليصل الطقم في لحظات ويقبض على الشاب حافياً جائعاً ليتم إيداعه كغيره من المظلومين سجن الاحتياط وإلى مصير يعلمه الله.. فلأخينا اللبناني وغيره من المتسلطين على ظلم الناس نقول: ليس طبع الرجال ظلم ضعيف إنما الطبع أن تحقق عدلاً كم تعالى على العباد ظلوم وأخيراً صار المهيمن وحلا ولمعالي النائب العام نقول: "إن أبواب المحاكم مغلقة هذه الأيام في وجه الظالمين وأبواب السجون مفتوحة للمظلومين وإذا كان ميزان العدالة قد بان اختلاله فستظل أنت الشوكة التي تعيد اعتداله.