تلقى منتخبنا الوطني لكرة القدم خسارة قاسية من نظيره الإيراني بلغ قوامها خمسة أهداف دون رد في مباراته الافتتاحية في بطولة كأس آسيا في إستاد محمد بن زايد بالعاصمة الإماراتية أبوظبي مساء أمس ضمن المجموعة الرابعة، وهي أكبر نتيجة تسجل في البطولة حتى مساء البارحة. وظهر المنتخب الوطني متأثرا بأوضاع البلاد وتوقف النشاط المحلي وفترة الإعداد التي افتقدت للمباريات التجريبية الدولية المكثفة، إضافة إلى تأثره بغياب قائده وحارس مرماه المتألق محمد عياش ولاعب الوسط حسين الغازي بسبب الإصابة. ودفع منتخبنا ثمن توقف الدوري منذ أربع سنوات بسبب النزاع المستمر منذ 2014 بين القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي والمدعومة من تحالف تقوده السعودية، والمتمردين الحوثيين القريبين من إيران. وبالنظر لأوضاع المنتخب قبل البطولة فقد كانت النتيجة متوقعة من قبل الكثيرين، خصوصا بعد انتقال معسكر منتخبنا الإعدادي الأخير قبل البطولة إلى ماليزيا – التي لم تتأهل للبطولة – واللعب مع أندية مغمورة فيها من الدرجتين الثانية والثالثة، فيما دخل المنتخب منافسات البطولة عقب أسابيع فقط من تولي السلوفاكي كوسيان رئاسة الجهاز الفني للمنتخب. وغلب على لاعبي منتخبنا ارتكاب العديد من الأخطاء التي ساهمت بانتهاء النتيجة بهذا الشكل، لا سيما حارس المنتخب سعود السوادي الذي ظهر بأداء باهت وتسبب بثلاثة أهداف على الأقل، مما أثار تساؤلات العديد من المتابعين على منصات التواصل الإجتماعي حول كفاءة مدرب حراس منتخبنا "خالد أبو ريدة" ذوي الجنسية المصرية وهو الاسم المجهول حتى داخل الأوساط المصرية. أهداف تتهاطل كالمطر وبرغم غياب نجم هجومها علي رضا جهانبخش بسبب الإصابة، حسمت إيران المباراة منذ شوطها الأول بتسجيلها ثلاثية صريحة، وتصدرت إيران، المشاركة في البطولة للمرة الرابعة عشرة تواليا، المجموعة بانتظار مواجهة العراق بطل 2007 مع فيتنام اليوم الثلاثاء في أبوظبي، وتسعى إيران إلى خطف لقب رابع في تاريخها بعد ثلاثية 1968 و1972 و1976 عندما لم يتخط عدد المشاركين 6 منتخبات، فيما دخل منتخبنا إلى البطولة مستفيدا من رفع عدد المشاركين إلى 24 ليخوض أول منافسة قارية في تاريخه بعد وحدة شطري البلاد مطلع التسعينات، وسجل للفائز مهدي طارمي (12 و25) وحارس منتخبنا سعود السوادي (23 خطأ في مرمى فريقه) وسردار أزمون (53) وسامان قدوس (78). وبعد محاولتين واعدتين لأحمد السروري وعبد الواسع المطيري رد عليهما مهدي طارمي بتسديدة قوية أبعدها الحارس سعود السوادي، بدأ مسلسل التهديف الإيراني فسجل "تيم ميلي" ثلاثية في غضون 13 دقيقة، افتتحها طارمي لاعب الغرافة القطري من مسافة قريبة، متابعا تسديدة قوية لسردار أزمون مهاجم روبين قازان الروسي (12)، وانتظر لاعبو منتخبنا حتى الدقيقة 18 للحصول على أول ركنية لكنها لم تثمر، ومن ضربة حرة للمخضرم أشكان ديجاغاه، أخطأ الحارس سعود السوادي بصد الكرة فارتدت منه إلى قائمه الأيسر ثم الشباك (23). وقتل طارمي آمال اليمن برأسية من داخل المنطقة بعد عرضية متقنة لرامين رضائيان (25)، ونجح الإيرانيون الذين قدموا أداء قويا في مبارياتهم الثلاث في الدور الأول لمونديال روسيا 2018 وكانوا قريبين جداً من التأهل إلى دور ال16 للمرة الأولى في مجموعة صعبة ضمت إسبانيا والبرتغال والمغرب، في ما تبقى من دقائق الشوط الأول في امتصاص المحاولات النادرة للخصم. مضاعفة الغلة وتكرر السيناريو عينه في الشوط الثاني، حيث أرسل رامين رضائيان تمريرة عرضية ارتقى لها سردار أزمون ولعب كرة رأسية تألق الحارس السوادي في التصدي لها (48)، وعاد السوادي ليتألق من جديد في إبعاد فرصة محقة بعدما أبعد رأسية أزمون في مواجهة المرمى إثر تمريرة إحسان حاج صافي العرضية (53)، ولكن منتخب إيران لم ينتظر طويلاً من أجل إضافة الهدف الرابع إثر ركلة ركنية مرت من الجميع قبل أن تصل أمام سردار أزمون ليحول الكرة بالمرمى (53)، وضاعت على أزمون فرصة تسجيل الهدف الخامس عندما تابع تمريرة عرضية وسدد كرة من اللمسة الأولى ارتدت من العارضة (76)، ولكن البديل سيد سامان قدوس عوض هذه الفرصة مباشرة بتسجيل الهدف الخامس إثر ضربة حرة مباشرة من الجهة اليسرى ارتدت على حافة منطقة الجزاء أمام قدوس ليسدد على الطاير في المرمى (78)، وكانت آخر فرص المباراة عبر تسديدة مهدي ترابي بعيدة المدى والتي ارتدت من القائم في الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني، فيما غاب الجانب الهجومي عن منتخبنا تماما في الشوط الثاني في الوقت الذي تفنن فيه لاعبو إيران بإهدار الفرص لتنتهي المباراة بفوز كاسح لهم. كوسيان: خسرنا المباراة في 10 دقائق وقال مدرب منتخبنا السلوفاكي يان كوسيان "واجهنا فريقا خبيرا وقويا من الناحية البدنية. خسرنا المباراة في غضون 10 دقائق في الشوط الأول"، فيما قال مدرب ايران البرتغالي كيروش: "يا لها من بداية جيدة وإيجابية بالنسبة لنا، لحسن حظنا سجلنا في البداية وهذا ساعدنا على الاستمرارية بالعطاء وتسجيل المزيد في بقية فترات اللقاء". فوزان لكوريا الجنوبيةوالصين وشهدت البطولة أمس أيضا تمكن منتخب كوريا الجنوبية من كسب مواجهته الأولى أمام نظيره الفلبيني ضمن مباريات المجموعة الثالثة بهدف دون رد، سجل لمنتخب كوريا الجنوبية هوانغ أوي جوي عند الدقيقة 67 من زمن المباراة، وبهذه النتيجة سجل المنتخب الكوري الجنوبي أول ثلاث نقاط له في البطولة ليزاحم بها الصين على صدارة المجموعة بعد فوزه هو الآخر على قيرغيزستان بهدفين مقابل هدف.