شهدت جبهة حجور بمديرية كشر في محافظة حجة، شمال غربي اليمن، أمس الثلاثاء، مواجهات شرسة بين مليشيا الحوثي ورجال القبائل. وأحرزت مليشيا الحوثي تقدماً ملحوظاً شرقي مديرية كشر، عقب سيطرتها على مواقع هامة بعد قتال عنيف مع رجال القبائل، في ظل تقاعس من التحالف العربي الذي تقوده السعودية والحكومة اليمنية. وقالت مصادر قبلية إن مليشيا الحوثي تمكنوا من التقدم في مناطق العبيسة شرقي كشر وسيطروا على جبل المنصورة الاستراتيجي ومنطقة "الحديتين"، وسط تقاعس من الحكومة اليمنية والجيش التابع لها، وخذلان من التحالف العربي. وبحسب المصادر فإن الحوثيين يواصلون قصفهم الممنهج للقرى والمناطق الآهلة بالسكان بالسلاح الثقيل والصواريخ الباليستية. وذكرت المصادر أن مليشيا الحوثي قصفت قرية "الزعاكرة" بصاروخ أرض- أرض وهو الأول من نوعه منذ الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي على حجور. يشار إلى أنه خلال ال48 ساعة الماضية أطلق الحوثيون ثلاثة صواريخ باليستية من عبس على كشر بالعبيسة بينها صاروخ باليستي في الدرب وآخر في المنصورة، مخلفة قتلى وجرحى من المدنيين ودمارا هائلا في القرى. وأوضحت المصادر أنه- حتى مساء أمس- تشن مليشيا الحوثي قصفاً هيستيرياً بكل أنواع الأسلحة الثقيلة، في ظل غياب تام لمقاتلات التحالف. وفقاً للمصادر فإن قصف الحوثيين لقرى حجور بالصواريخ الباليستية جاء بعد تكبدهم خسائر بشرية كبيرة على يد أبناء القبائل مما دفع بالمليشيا لاستخدام الأسلحة المحرمة، بما فيها صواريخ كاتيوشا مطورة أحدثت دماراً هائلاً في منازل وممتلكات المواطنين وخلفت الرعب والهلع بين السكان المدنيين. مصادر أخرى أكدت أن الحوثيين يستخدمون مديرية عبس كمنصة لإطلاق الصواريخ على أبناء حجور في سعي منهم لإرعاب السكان الآمنين بعد هزيمة ساحقة تلقتها قيادات الحوثي في كل الجبهات المحيطة بمديرية كشر. يأتي هذا في ظل تقاعس التحالف العربي والذي سبق أن أعلن مواصلته لدعم ومساندة قبائل حجور ضد مليشيا الحوثي. وأمس الاول الاثنين أعلن المتحدث باسم التحالف العربي العقيد/ تركي المالكي، مواصلة دعم التحالف لقبائل حجور إنسانياً وعسكرياً لقطع إمداد الحوثيين، مشيراً إلى أن قبائل حجور انتقلت من الدفاع إلى الهجوم ضد الحوثيين. في حين لازالت التعزيزات والقوات العسكرية التي أرسلتها المنطقة الأولى لمساندة المنطقة الخامسة في فك الحصار عن قبائل حجور، في المناطق السعودية ولم تدخل بعد خط المعركة بعد أن كانت قد وصلت قبل ثلاثة أيام إلى منفذ الوديعة بحضرموت. وتتعرض القبائل في مديرية كشر لحرب شرسة يشنها مسلحو المليشيا الانقلابية منذ قرابة شهرين، استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، وسقط جراءها قتلى وجرحى من الجانبين. وتعد مديرية كشر، والتي تسكنها قبائل حجور، واحدة من المناطق التي صمدت أمام زحف الحوثيين منذ العام 2012، حيث حاولوا اجتياحها أكثر من مرة لكن محاولاتهم باءت بالفشل نتيجة صمود القبائل المتمرسة في القتال والتي تعد من أشرس قبائل اليمن.
