لم تمض سوى ساعات قليلة على قيام قوات الاحتلال بطرد المصلين المعتكفين في المسجد الأقصى بالقوة، في مشهد تكرر أكثر من مرة خلال أيام شهر رمضان، حتى قامت تلك القوات بتأمين عملية اقتحام واسعة للمستوطنين برئاسة وزير الزراعة الإسرائيلي، تخللها اقتلاع «أغراس زيتون»، من أمام منطقة «باب الرحمة»، فيما واصلت حملات المداهمة والاعتقال في الضفة الغربية. واقتحم عشرات المستوطنين باحات الأقصى، على رأسهم أوري ارئيل وزير الزراعة في حكومة الاحتلال، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة، حيث دخل المقتحمون الأقصى من منطقة «باب المغاربة». ونفذ المستوطنون خلال الاقتحام جولات استفزازية، فيما قامت شرطة الاحتلال بخلع «أغراس زيتون»، كانت قد زرعت في منطقة «باب الرحمة» داخل المسجد الأقصى المبارك، الذي يسعى الاحتلال للاستيلاء عليه لتحويل مصلاه إلى «كنيس يهودي». وكانت «جماعات الهيكل المزعوم» قد جددت دعوتها لأنصارها من المستوطنين، لتنظيم اقتحامات واسعة للأقصى بمناسبة أحد الأعياد اليهودية. ونددت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية باقتحام زير الزراعة في حكومة الاحتلال للمسجد الأقصى، وأكدت أن العملية تمثل «تحديا واضحا لمشاعر المسلمين في فلسطين والعالم الإسلامي وفي شهر رمضان الفضيل»، لافتا إلى ملاحقة حكومة الاحتلال للمعتكفين في الأقصى. كما استنكرت إقدام شرطة الاحتلال على اقتلاع أشجار الزيتون التي زرعت في محيط باب الرحمة «في خطوة لا يمكن أن يفهم منها إلا كل عداء لفلسطين بإنسانها وشجرها بل وحتى حجارتها». وطالبت المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بضرورة وضع حد لهذه الإجراءات التي تمس بقدسية المسجد الأقصى، كما دعت الفلسطينيين الى «شد الرحال» للأقصى. وأدان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، محاولة شرطة الاحتلال اقتحام «المصلى القديم» داخل الأقصى، بأحذيتهم لملاحقة المصلين فيه، مؤكدا أنه «مشهد عدواني واضح يمس بقدسية المسجد وأمن رواده». كما استنكر قرار شرطة الاحتلال «العنصري والجائر» بمنع إدخال وجبات الإفطار للصائمين في المسجد الأقصى.