رصدت منظمة حقوقية، في تقرير نشرته- أمس الأحد- اختطاف أكثر من 35 فتاة في العاصمة اليمنيةصنعاء، القابعة تحت سوط جماعة الحوثي الانقلابية، متهمة قيادات في الجماعة الانقلابية بالتورط في اختطاف بعضهن، عبر ميليشيا نسائية. جاء ذلك في بيان للمنظمة "رايتس رادار" اليمنية لحقوق الإنسان، غير حكومية، ومقرها أمستردام، قالت فيه إن "ظاهرة اختطاف الفتيات والطالبات والنساء في صنعاء والمناطق التي تقع تحت سيطرة جماعة الحوثي الانقلابية، تصاعدت بصورة غير معهودة وغير مسبوقة، واختفى أثر العديد من المختطفات لفترات طويلة، وبعضهن لم يعرف مصيرهن". وفق ما أورد البيان فأنه "وفقا لشهود عيان لم يفصحوا عن أسمائهم لدواع أمنية، تم اختطاف أكثر من 35 فتاة وطالبة من أماكن للدراسة ومن شوارع في العاصمة صنعاء خلال الفترة القصيرة الماضية (دون تحديدها)". وحول دوافع الاختطاف أشار البيان، إلى أن "بعضهن اختطفن لممارسة ضغوط على أسرهن، وبعضهن بسبب بلاغات كاذبة أو كيدية، والبعض الآخر اختطفن لأسباب غير معروفة". وذكر أن الفتيات المختطفات لا يعرف مكان احتجازهن وإخفائهن حتى اليوم، وفق المصدر ذاته. ووفقا للمنظمة، فإنه "تم اختطاف عدد من الفتيات اللاتي كن يتعلمن خياطة الملابس عند إحدى معلمات الخياطة في مدينة الطويلة بمحافظة المحويت، من خلال حقنهن بمادة مخدرة غير معروفة، ثم نقلهن إلى مكان غير معروف". وحسب إفادة والد أحد المختطفات لرايتس رادار بأنه تم نقل ابنته المختطفة من بيت الدعارة إلى سجن في صنعاء مع ثلاثين مختطفة أخرى من مناطق مختلفة، مضيفا أنه تم رفض تسليم ابنته له حتى اللحظة. ويناشد والد المختطفة المنظمات الحقوقية للتدخل العاجل للإفراج عن ابنته وعن غيرها من المختطفات، وإيقاف هذا الإجرام في حق بناتهم والحفاظ على إعراضهم وسمعتهم. ولفت بيان المنظمة إلى أن "عناصر مسلحة تابعة لجماعة الحوثي الانقلابية بصنعاء، داهمت معهدا للغات في منطقة حدة وسط العاصمة في 9 كانون الأول/ ديسمبر 2019، وقامت باختطاف نساء يعملن في المعهد، بتوجيه من قيادي في الجماعة يعتقد أنه مدير للبحث الجنائي". وأضافت "رايتس رادار" في بيانها، أنه تم خلال الأسبوع المنصرم فقط اختطاف 3 فتيات بالعاصمة صنعاء، منهن فتاتان شقيقتان الكبرى 18سنة والصغرى 13 سنوات، في حي الأعناب بصنعاء، صباح الأحد 8 كانون أول/ديسمبر 2019، وهن في طريقهن للعمل في حي النهضة المجاور. والثالثة طفلة في الصف الثامن أساسي، اختفت عند السادسة والنصف مساء السبت 7 كانون أول/ديسمبر 2019 من أمام منزلها في منطقة معين بصنعاء. ووفقا لشهود عيان أن الخاطفات ميليشيا نسائية يتبعن جماعة الحوثي. ونوهت رايتس رادار إلى أن هذه الجرائم مؤشر خطير قد يؤدي لردود أفعال مجتمعية معاكسة دفاعا عن شرف المرأة وكرامتها وعرضها. وأكدت رايتس رادار أن مثل هذه الانتهاكات الصارخة بحق فتيات في عمر الزهور وبحق نساء في صنعاء وما حولها من المدن، والتي لم تعهدها من قبل، تتعارض حتى مع قيم وأخلاقيات جماعة الحوثي المعلنة، منذ سيطرتها على السلطة في صنعاء وعدد من المحافظاتاليمنية. وطالبت المنظمة جماعة الحوثي الانقلابية، بالتحقيق السريع في تلك الجرائم والانتهاكات والكشف عن مرتكبيها ومحاكمتهم، كونها "تمثل سابقة خطرة وتمس بالشرف والعرض، وتسيئ لذوي المختطفات إساءة بالغة". من جهتها، أكدت المنظمة اليمنية لمكافحة الإتجار بالبشر في وقت سابق، أن جماعة الحوثي الانقلابية تواصل ممارسة أشد أنواع الانتهاكات بشاعة وفظاعة بحق نساء مختطفات ومخفيات قسرا في سجونها السرية. وأعلنت أن عدد النساء المخطوفات والمخفيات قسرا وصل أكثر من 160 امرأة. وبحسب المنظمة، فإن الحوثي عملت ومن خلال تواطؤ بعض الأجهزة القضائية على تحويل دفعة أولى من السجينات وعددهن 55 امرأة مختطفة من السجون السرية الخاصة إلى السجون العامة، بعد تلفيق تهم والتقاط صور، خلال فترة الاختطاف لغرض الابتزاز وصرف الأنظار عن جريمتهم. وأوضح بيان المنظمة اليمنية لمكافحة الإتجار بالبشر، أن لديها أدلة ثابتة وقاطعة على وقائع الاختطاف والتعذيب التي تعرضت لها النساء المختطفات من قبل الميليشيا الحوثية. وطالبت "رايتس رادار"جميع المنظمات والمؤسسات المعنية بحقوق المرأة والطفل، المحلية والإقليمية والدولية، العاملة داخل اليمن وخارجه، "بالتحرك السريع لوقف هذه الجرائم والممارسات اللا أخلاقية واللا إنسانية، وكسر حاجز الصمت حيالها" حسب البيان.