مظاهرة حاشدة في حضرموت تطالب بالإفراج عن السياسي محمد قحطان    "ضربة قوية لمنتخب الأرجنتين... استبعاد ديبالا عن كوبا أميركا"    يوفنتوس يعود من بعيد ويتعادل بثلاثية امام بولونيا    فيديو فاضح لممثلة سورية يشغل مواقع التواصل.. ومحاميها يكشف الحقيقة    "يقظة أمن عدن تُفشل مخططًا إجراميًا... القبض على ثلاثه متهمين قاموا بهذا الأمر الخطير    شاهد :صور اليوتيوبر "جو حطاب" في حضرموت تشعل مواقع التواصل الاجتماعي    شاهد : العجوز اليمنية التي دعوتها تحققت بسقوط طائرة رئيس إيران    صراعات داخل مليشيا الحوثي: قنبلة موقوتة على وشك الانفجار    المهرة.. محتجون يطالبون بالإفراج الفوري عن القيادي قحطان    ناشطون يطالبون الجهات المعنية بضبط شاب اعتدى على فتاة امام الناس    لليوم الثالث...الحوثيون يفرضون حصاراً خانقاً على مديرية الخَلَق في الجوف    اللجنة الوطنية للمرأة تناقش أهمية التمكين والمشاركة السياسة للنساء مميز    رئيس الوفد الحكومي: لدينا توجيهات بعدم التعاطي مع الحوثيين إلا بالوصول إلى اتفاقية حول قحطان    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    مجلس النواب يجمد مناقشة تقرير المبيدات بعد كلمة المشاط ولقائه بقيادة وزارة الزراعة ولجنة المبيدات    ثلاث مرات في 24 ساعة: كابلات ضوئية تقطع الإنترنت في حضرموت وشبوة!    إعلان هام من سفارة الجمهورية في العاصمة السعودية الرياض    الصين تبقي على اسعار الفائدة الرئيسي للقروض دون تغيير    مجلس التعاون الخليجي يؤكد موقفه الداعم لجهود السلام في اليمن وفقاً للمرجعيات الثلاث مميز    لابورتا وتشافي سيجتمعان بعد نهاية مباراة اشبيلية في الليغا    رسميا.. كاف يحيل فوضى الكونفيدرالية للتحقيق    منظمة التعاون الإسلامي تعرب عن قلقها إزاء العنف ضد الأقلية المسلمة (الروهينغا) في ميانمار    منتخب الشباب يقيم معسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا    اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا يحتفل بالعيد ال 34 للوحدة اليمنية    البرغوثي يرحب بقرار مكتب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية مميز    اشتراكي الضالع ينعي الرفيق المناضل رشاد ابو اصبع    إيران تعلن رسميا وفاة الرئيس ومرافقيه في حادث تحطم المروحية    وفاة محتجز في سجون الحوثيين بعد سبع سنوات من اعتقاله مميز    قيادات سياسية وحزبية وسفراء تُعزي رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح في وفاة والده    مع اقتراب الموعد.. البنك المركزي يحسم موقفه النهائي من قرار نقل البنوك إلى عدن.. ويوجه رسالة لإدارات البنوك    مأساة في حجة.. وفاة طفلين شقيقين غرقًا في خزان مياه    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    عبد الله البردوني.. الضرير الذي أبصر بعيونه اليمن    أرتيتا.. بطل غير متوج في ملاعب البريميرليج    الريال يخسر نجمه في نهائي الأبطال    تغير مفاجئ في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    الداخلية تعلن ضبط أجهزة تشويش طيران أثناء محاولة تهريبها لليمن عبر منفذ صرفيت    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"قاسم سليماني" عصا الخامنئي ومهندس نفوذ إيران.. هل يشعل شرارة الحرب المؤجلة بين واشنطن وطهران؟
نشر في أخبار اليوم يوم 06 - 01 - 2020

هو الدم ونخب الانتقام ورائحة الموت التي تجمع وتوحّد ذلك الحلف المسمى ب "محور المقاومة" الذي تقوده طهران في المنطقة الشرق أوسطية، الممتد من إيران إلى العراق ولبنان وسوريا ووصولاً إلى اليمن.
الجمعة الثالث من يناير (كانون الثاني) الجاري، استيقظ ذلك الحلف الذي يلهث خلف الموت والدمار، على تداعيات اغتيال قائدها " قاسم سليماني"، وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، بعد أن استهدفته غارة أميركية بالقرب من مطار بغداد، في تصعيدا دراميا جديد بحروب الظل بين طهران وواشنطن وحلفائهما في الشرق الأوسط كله.
قد تكون حادثة اغتيال الجنرال "سليماني" الذي خلفت وراءها الجثث في الشرق الأوسط كلها، قد أغلقت فصلا جديدا في تاريخ نزاعات المنطقة التي لا تنتهي، لكنها ستفتح واحداً قد يكون أسوأ.
واقعة الاغتيال التي جاءت بأوامر من أعلى هرم في السلطات الأميركية ممثلة في رئيسها "دونالد ترامب" كرد على الهجوم الذي استهدف السفارة الأميركية في بغداد، ومقتل مقاول أميركي في إحدى القواعد العسكرية في كركوك العراقية، وكخطوة استباقية لحماية المصالح الأميركية في العراق.
أسفر هذا الهجوم عن مقتل قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، اللذين يعتبر كلاهما شخصيتان رئيسيتان في استراتيجية إيران للشرق الأوسط خاصة في العراق.
واقعة اغتيال رجل الحرب المحترف ومهندس النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، قد تؤدي بحسب خبراء إلى مزيد من اختلال التوازن الهش لمنطقة، لا سيما أن طهران أعلنت استعدادها للرد والانتقام.
تداعيات العملية الأميركية التي أساءت إلى الكبرياء الإيراني لن تكون محصورة على الجغرافيا العراقية والإيرانية، بل ستشمل الشرق الأوسط بأسره، لاسيما أنه بإمكان الحرس الثوري وفيلق القدس الذي كان يقوده الجنرال "قاسم سليماني" استهداف القوات الأميركية وحلفائها في المنطقة. وقد تصل المحاولات الانتقامية إلى سوريا ولبنان واليمن وإسرائيل، فضلاً عن التسبب في توتر الخليج العربي الغني بمصادر الطاقة.
لم يكن ينقص الوضع المتوتر أساسًا بين طهران وواشنطن سوى اغتيال رجل بوزن الجنرال "سليماني"، الذي يعد اليد إيران التي تضرب بها في منطقة الشرق الأوسط، ومهندس سياسة إيران الخارجية في العراق، واليمن، وسوريا، ولبنان، داخليًّا وخارجيًّا في سبيل تحقيق مصالح طهران الجيوسياسية في المنطقة العربية. والمفتاح لكثير من الملفات، وحلقة الوصل بين الكثير من الشخصيات في عواصم مختلفة. وهو كلمة السر في عدد كبير من العمليات العسكرية العلنية والسريّة، والدعم اللوجستي لفصائل شيعية عربية مقاتلة على أكثر من جبهة. كما أنه درع الخط السياسي المتشدد في إيران.
صحيحٌ أن الولايات المتحدة شنَّت عملية نوعية ناجحة، وأزاحت رقمًا محوريًّا في المعادلة، لكن حجم الخسارة الإيرانية بمقتل سليماني، وضعت المنطقة المضطربة والعالم اجمع حالة من الترقب لرد فعل الإيرانية. فالحكومة الأميركية لم تستهدف رجلًا عاديًّا، بل موظفًا رسميًّا في السلطة الإيرانية ذا رتبة عالية في الحرس الثوري الإيراني من جهة؛ ووزير خارجية إيران الفعلي من جهة أخرى. أي إنه وبمعنى أدق اعتداء عسكري أميركي على الجهاز العسكري والسياسي الإيراني. ما يعني فتح بوابة الاحتمالات على مصراعيها، وفرض حالة من الترقب الدولي، وانتظار انتقام إيراني لن يطول حتى يأتي يقول خبراء.
لكن ماهي خيارات إيران الانتقامية ضد الولايات المتحدة الأميركية، وخيارات شبكة حلفائها في المنطقة الممتدة من العراق إلى اليمن مرورا بسوريا ولبنان؟
وهل ستتجرأ إيران بشن هجمات مباشرة على القواعد الأميركية في المنطقة، رداً على اغتيال قائدها "سليماني"؟، ومهاجمة حلفاء واشنطن في المنطقة؟، وما هي خياراتها في ذلك؟
* الهدف من الضربة
تصفية سليماني، هي رصاصة البدء في المواجهة، التي في نهايتها كفيلة بأن تدفع القوات الأميركية لمغادرة العراق، وهذه هي خطة ترامب؛ وللمفارقة كانت هذه أيضاً هي خطة سليماني".
ستمثل واقعة اغتيال سليماني إغراءً أميركياً لإيران لرفع المقامرة وزيادة الجرأة".
الأمر الذي من شأنه أن يشغل الساحة الأميركية إذا ما كانت عملية الرد الإيرانية مؤلمة حقاً، ولا يستبعد أن يمثل أمر الرئيس ترامب بقتل سليماني، نقلاُ لرئاسته المتقلبة إلى مسار مجهول، في وقت يحاول فيه خوض حملة لإعادة انتخابه في تشرين الثاني/ نوفمبر، وفي الوقت الذي كان يحاول فيه الهروب من حروب الشرق الأوسط المكلفة، ومواجهة عمليات محاكمته أمام الكونغرس".
* مخاطر الاغتيال
تمثل وفاة "سليماني" خسارة كبيرة للغاية للميليشيات الموالية لإيران، كما أنها تخفف من القيادة والسيطرة المركزية على شبكة أذرع إيران في المنطقة.
خلق اغتيال "سليماني" واحدة من أكثر النقاط المثيرة منذ حرب العراق والتي يمكن أن يكون لها تأثير عميق على خليط الولاءات الإقليمي، وخاصة في العراق، الذي سعى لتحقيق التوازن بين واشنطن وطهران.
* خيارات إيران
تصب جميع التكهنات السياسة على رد إيراني ربما يشمل المنطقة بأكملها، وهو ما أكده بيان مجلس الأمن القومي الذي هدد بالانتقام لم مقتل "سليماني" يشمل المنطقة بأكملها.
وبحسب التوقعات تمتلك إيران العديد من الأوراق التي تمكنها من الانتقام على جغرافيا المنطقة الملتهبة بالشرق الأوسط من العراق إلى اليمن عبر أذرعها التي اشرف الجنرال سليماني على تكوينها في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
ويعتقد الكثيرون أن الحرس الثوري الإيراني بإمكانه استهداف الكيان الصهيوني عبر مليشيا حزب الله اللبناني، وترسانتها الصاروخية التي مولت بها طهران الحزب في لبنان التي هي على استعداد لشن حرب باسم إيران.
ومن ضمن بنك الأهداف الإيرانية، استهداف حلفاء واشنطن في المنطقة، وتهديد المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية، وبعض المنشآت في الإمارات ولكن الاحتمال الأخير غير مرجح، لأن ميناء دبي مهم لنقل البضائع الإيرانية، بينما من المرجح أن تتضرر صناعة النفط السعودية بشكل كبير، ما يعرض بدوره المصالح الأميركية للخطر.
أما الاحتمال الثالث، فيشتمل على توجيه ضربة لمضيق باب المندب عبر حلفائها الحوثيون في اليمن ومضيق هرمز، خاصة أن السفن التي تعبر هذه الطرق البحرية هي بالأساس سفن أميركية. والاحتمال الأخير يشير إلى إمكانية استهداف الجيش الأميركي (الذي أصبح الآن هدفا مشروعا لإيران) والمصالح الأميركية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك مكاتب الشركات والمصانع والبعثات الدبلوماسية.
* حلفاء واشنطن
ربما يكون أصدقاء الولايات المتحدة في الخليج يكرهون قاسم سليماني، لكن هذا لا يعني أنهم ينظرون إلى التداعيات المحتملة برباطة جأش، ناهيك عن أن يسهموا بدورٍ في زيادة الأمور اشتعالًا، بل يرجح ريتشارد لوبارون، زميل أول غير مقيم في «برامج المجلس الأطلسي» لشؤون الشرق الأوسط، أن يحاولوا تجنُّب تفاقم التوترات أكثر، لأنهم أكثر من يدرك أنهم أكثر الأهداف ملاءمة للانتقام، بل ربما يضطرون إلى النأي بأنفسهم قليلًا عن الولايات المتحدة، وليس تشجيعها على سكب مزيد من البنزين على النار.
ويخشى الكثيرون تصدر بعض دول المنطقة والتي خاضت العديد من الصراعات مع إيران وتعد حليفة للولايات المتحدة الأميركية أولويات الأهداف الإيرانية، ومن ضمنها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة.
وبحسب الخبراء فقد يلجأ الإيرانيون إلى استهداف منابع الطاقة في السعودية، على شاكلة الهجوم على حقول أرامكو، أو حث حلفائها في اليمن على الهجوم على المملكة.
قائمة الأهداف تشمل المنشآت الحيوية في الإمارات، كما حدث في ميناء الفجيرة.
ومن ضمن الأهداف الانتقامية لإيران دولة البحرين التي تمتلك فيها بعض النفوذ بحكم بعض الجماعات الشيعية، ويتكهن البعض باستهداف قوات الحرس الثوري الإيراني، أو أحد أذرعها، للأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين، وهذا السيناريو ألقى بظلاله على أسعار النفط، بعد أن لوحظت أولى الزيادات الحادة في سعره في أعقاب مقتل سليماني.
في المقابل يشكك البعض في هذه النظرية، فحالة التقارب التي تشهدها بعض دول الخليج مع النظام الإيراني، قد تشفع لتلك الدول، والتي استبقت بالدعوة إلى التهدئة في المنطقة عقب اغتيال سليماني.
رواد هذه النظرية يستندون على عدة قراءات لدراماتيكيا الإحداث والتي من ضمنها لقاء أمير قطر بوزير الخارجية الإيرانية "جود ضريف" في أطار المساعي الخليجية لتخفيف حدة التوتر في المنطقة الخليجية.
التحركات القطرية بحكم التقارب بين طهران والدوحة.. بحسب خبراء ليس بمعزل عن الرؤية الموجدة في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي التي تؤكد عدم علمها المسبق بالنوايا الأميركية باغتيال الجنرال "سليماني"، وفي إطار التهدئة والنأي بأنفسها عن الصراع الإيراني والأميركي التي ترى في الأخير انه خذلها في مرات عديدة.
وفي سياق استبعد أن يكون الرد الإيراني على بعض دول الخليج التي تمتلك علاقات قوية مع واشنطن، شدد زعيم حزب الله اللبناني وأحد أهم أذرع إيران في المنطقة أن القصاص العادل لاغتيال سليماني سيكون عبر إنهاء الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، مضيفاً "الجيش الأميركي نفذ عملية القتل، وهو من سيتحمل مسؤولية ذلك"، في إشارة إلى اقتصار الانتقام الإيراني على القوات الأميركية، واستبعاد أي دول المنطقة.
* العراق
تشير التوقعات إلى أن يتحول العراق إلى ساحة حرب بين الولايات المتحدة وإيران، فواقعة اغتيال "سليماني" يعد صعيد خطير وينذر بمستقبل عنيف في العراق.
وقد تكون الموجهات بين الولايات المتحدة وإيران في شكل حرب شاملة ومباشرة، ولكن العراق ستكون ساحة لصراع بالوكالة.
يقول موقع "مودرن دبلوماسي" الأميركي أن الضربة الجوية التي استهدفت سليماني أثارت شكوكا حول مستقبل الوجود العسكري للقوات الأميركية في العراق، بعد مرور 17 سنة على الإطاحة بنظام صدام حسين.
وجاءت هذه الضربة في الوقت الذي كان يطالب فيه المتظاهرون العراقيون حكومة بلادهم بالقيام بإصلاحات جذرية في النظام السياسي، ووضع حد للنفوذ الإيراني في البلاد، لتصبح مطالبهم، بعد هذه الحادثة، تتمحور حول ضرورة إنهاء الوجود العسكري الأميركي في البلاد.
من جهة أخرى، تعتمد الميليشيات الموالية لإيران على حقيقة أن المنتمين إليها هم في الأصل مواطنون عراقيون تربطهم صلة وثيقة بالمؤسسة الأمنية العراقية، ومن المتوقع أن يقع استبعادهم من التحركات الرامية إلى سحب القوات الأجنبية التي تستهدف الولايات المتحدة بشكل أساسي.
فقد لا يلجأ الإيرانيون وحلفاؤهم العراقيون إلى عمليات انتقامية فورية ضد الولايات المتحدة، ولكن رد فعلهم القوي سيكون الضغط على الحكومة العراقية والبرلمان والأجهزة الأمنية لإخراج الأميركيين من البلاد.
وفي الفترة الماضية تراجع نفوذ إيران، بسبب جهود سليماني في قمع الاحتجاجات الشعبية بطريقة وحشية أدت إلى مقتل 400 شخص وإصابة 1500 بجروح، بحسبه.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن الغارة الجوية الأميركية في بغداد ستخفف من حدة الغضب الشعبي المتزايد ضد إيران بسبب تدخلها في الشؤون الداخلية العراقية إذ أن الهجوم الأميركي انتهك سيادة العراق، ولا يمكن أن نتصور تدخلاً أجنبياً أكثر فداحة من قتل جنرال أجنبي دخل العراق علنا وبطريقة قانونية.
واستهدفت الطائرة المسيرة الأميركية أيضا أبو مهدي المهندس قائد كتائب حزب الله، أقوى مليشيا موالية لإيران. وإذا كان الأميركيون يعتبرون قادة المليشيا مثله إرهابيين، فإن الكثير من العراقيين الشيعة يرون فيهم القادة الذين واجهوا صدام حسين وقاتلوا تنظيم الدولة الإسلامية.
وتلفت المصادر إلى أن سليماني ارتكب خطأ عندما أمر بإطلاق النار على المتظاهرين من أجل إخماد الاحتجاجات، ولكن ترامب ارتكب خطأ أكبر عندما قتل سليماني وجعل إيران تستعيد ما بدأت تفقده من نفوذ في العراق.
في المقابل لا تستبعد المصادر عدد من المخاطر الناجمة عن المساعي الإيراني في استبعاد القوات الأميركية من العراق والتفرد بنفوذ في البلد الغني بالثروات النفطية عبر حلفائها السياسيين واذرعاها العسكرية في بلاد الرافدين.
* مخاطر
تشير المعطيات الأولية على الأرجح تصويت في البرلمان العراقي لمطالبة القوات الأميركية بالمغادرة أو احتمال مغادرة جميع القوات الأجنبية أو مغادرة قوات التحالف. لكن العديد من الساسة العراقيين لا يريدون حدوث ذلك، لأنهم يفهمون أن مغادرة القوات الأميركية العراق، يعني بكل تأكيد مغادرة الأعضاء ال16 الآخرين في التحالف العسكري الذي ما زال في العراق.
تقارير إعلامية قالت أن عواقب مطالبة القوات الأميركية بالرحيل قد تكون حرجة للعراق وقد ينتهي بها الأمر بشكل أساسي إلى تسليم السيطرة الأمنية على الفصائل المؤيدة لإيران داخل الأجهزة الأمنية. لذا فأن المخاطر كبيرة بالنسبة للعديد من الأكراد والسنة والشيعة العراقيين، وخاصة أولئك الذين يدعمون المتظاهرين الذين كانوا في الشوارع طوال الأشهر الأربعة الماضية، والذين يريدون رؤية حكم أفضل وتدخل إيراني وميليشياتي أقل في حياته.
* لبنان
يرتفع منسوب المخاطرة الأميركية في ثالث يوم من اغتيال قائد فيلق القدس "قاسم سليمان"، وهذه المرة في لبنان التي تتمتع فيها إيران بنفوذ سياسي وعسكرية قوي، بفضل حليفها القوي حزب الله.
والذي أكد أمينه العام، حسن نصر الله، على أن مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، هو تاريخ فاصل بين مرحلتين في المنطقة.
واعتبر نصر الله، خلال كلمة تلفزيونية، "سليماني قائد جهادي إسلامي عالمي عظيم"، مطالبا الحكومة العرقية بدحر القوات الأميركية عن بلادهم كرد على اغتيال سليماني".
وأوضح بأن إيران لم تطلب من حلف "المقاومة" أي رد أو قصاص لاغتيال سليماني، مضيفا: "سليماني ليس شأنا إيرانيا بل يعني كل محور المقاومة".
إلى ذلك يتوقع خبراء أن ورقة حزب الله تعد من أقوى الإيرانية في الانتقام من حلفاء واشنطن في المنطقة من خلال استهداف الكيان الصهيوني بعدد من الصواريخ التي تمول بها الحزب اللبناني.
وأضاف الخبراء، يمكن أن يبادر حزب الله بالهجوم أولا، على إسرائيل بالتوازي مع هجوم لمليشيا الإيران في سوريا المرابطة على الحدود في الجولان، لكن هذا الخيار له تداعيات الرد المقابل من قبل جيش الكيان الصهيوني الذي رفع حالة التهب القصوى على الحدود مع سوريا ولبنان.
وفي حال تم المجازفة من قبل إيران باستهداف تل ابيب فأن ذلك يضل رد فعل سياسي ليس فعال وعسكريا، للخروج بماء وجها أمام حلفائها في المنطقة؟
* الحوثيون اليمن
وارتبط الجنرال الإيراني "سليماني" بنشأة معظم المليشيات والأدوات الموالية للنظام الإيراني في المنطقة، ومن ضمنها نشأة جماعة الحوثي الانقلابية في اليمن؟ وكان مسؤولا عنها، باعتبار فيلق القدس، مسؤولا عن تصدير الثورة والعمليات الإيرانية في الخارج.
أثارت تهديدات مجلس الأمن القومي الإيراني (أعلى هيئة أمنية بالبلاد)،عقب اغتيال قائد فيلق القدس، الجنرال، قاسم سليماني، من قبل الولايات المتحدة الأميركية، بأن "رد طهران سيشمل المنطقة بأسرها"، تساؤلات حول احتمالية مشاركة الانقلابيين الحوثيين، حلفاء إيران في اليمن، في أي عمليات انتقامية إيرانية، وطبيعتها، لاسيما بعدما أبدوا تضامنا واسعا على اغتيال سليماني.
ويتوقع كثيرون أن تنفذ جماعة الحوثيين هجمات، ربما تستهدف في الغالب ناقلات نفط أو سفناً تجارية أو قواعد عسكرية توجد بها قوات أميركية، خصوصاً في البحر الأحمر والحدود السعودية مع اليمن.
وكان زعيم جماعة الحوثي، عبدالملك الحوثي، قد نعى في بيان بثته قناة "المسيرة" الناطقة باسم الجماعة، الجنرال سليماني، وهاجم في الوقت نفسه، واشنطن ووصفها ب"الشيطان الأكبر"،
كما توعد أن "دماء الجنرال الإيراني ورفاقه، لن تذهب هدرا".
وعلى صعيد متصل يقول الباحث اليمني في الشؤون الإيرانية، محمد مصطفى العمراني: من الطبيعي أن تتضامن جماعة الحوثي الانقلابية مع إيران بعد مقتل الفريق، قاسم سليماني بالعراق.
جاء ذلك في تصريحات للعمراني لموقع "عربي21"، أشار فيها أن الانقلابيين الحوثيين، يتحركون في إطار محور المقاومة في المنطقة الذي تقوده طهران، مؤكدا أن مقتل سليماني يمثل ضربة كبيرة وخسارة فادحة لمحور المقاومة، ولاشك، أن الحوثيين سيؤدون دورا في عملية الرد والانتقام لمقتله.
ولم يستبعد الباحث العمراني أن يقوم الحوثيون بعمليات استهداف مصالح حلفاء واشنطن بالمنطقة، في المقدمة السعودية، مشيرا إلى أنهم باتوا قادرين على قصف منشآت حيوية ومصادر الطاقة في المملكة، وتعطيل قدراتها على إنتاج النفط، ومن ثم إرباك الأسواق العالمية.
واستطرد قائلا: "وهذا أمر تخشاه واشنطن، خاصة مع ارتفاع أسعار النفط عقب مقتل سليماني، وسط مخاوف الأسواق العالمية من الحيلولة دون تدفقه بسبب التصعيد في الشرق الأوسط".
وحسب الباحث اليمني في شؤون إيران، فإن لدى الحوثيين أيضا، قدرة على استهداف السفن الأميركية وسفن حلفائها في البحر الأحمر، وعرقلة ناقلات النفط القادمة من الخليج.
أما الخبير اليمني "علي الذهب" فقال إن أبرز السيناريوهات لتضامن جماعة الحوثي الانقلابية هو ""استئناف التصعيد السابق في العمق السعودي والإماراتي تدريجيا، زمانا وقوة".
وأشار الخبير الذهب إلى أنه قد سبق أن حدد الحوثيون مصفوفة أهداف استراتيجية بهذا الخصوص، وسيكون الرد مفسَّرا بعيدا عن مقتل سليماني.
أما السيناريو الثاني، وفقا للخبير اليمني في الشؤون الأمنية والعسكرية، فيكمن في "استهداف الأصول البحرية للتحالف في البحر الأحمر، مؤكدا أنه في كلا الحالتين سيتطلب ذلك وقتا وإمكانيات".
وتساءل قائلا: هل ستتمكن إيران من إيصال الإمكانيات في الوقت اللازم للحوثيين، لا سيما أن التحالف والولايات المتحدة سيتخذون تدابير أمنية واستخبارية عالية المستوى؟
ولم يستبعد أن يتولى الحوثيون، كعادتهم، تبني أي استهداف، فيما المنفذ الحقيقي إيران، أو أذرعها في العراق، لا سيما العمليات التي قد تطال المناطق الشرقية بالمملكة السعودية.
صحيفة "أخبار اليوم"، رصد أبرز التوقعات في شن جماعة الحوثي الانقلابية هجمات انقلابية نيابة على إيران في اطار الانتقام الذي يبحث عن ما يسمى بحلف "محور المقاومة" بقيادة طهران.
1- تنفيذ عمليات انتقامية حوثية بدل إيران، من خلال استهداف السفن في البحر الأحمر.
2- احتمال توجيه ضربة حوثية لمضيق باب المندب، وتهديد الملاحة الدولية خاصة أن السفن التي تعبر هذه الطرق البحرية هي بالأساس سفن أميركية.
3- تأجيج الصراع من قبل إيران في اليمن عبر أذرعها جماعة الحوثي الانقلابية من خلال دعمها بأسلحة نوعية تمكنها من حسم بعض المعارك في جبهات القتال في المناطق الحساسة في ضل الجمود الذي يسود في اغلب جبهات القتال خاصة في مدينة الحديدة ومناطق الساحل الغربي
4- لدى الحوثيين أيضا، قدرة على استهداف السفن الأميركية والأصول البحرية للتحالف في البحر الأحمر، وعرقلة ناقلات النفط القادمة من الخليج.
في خضم هذه التهديدات المحتملة من قبل حلفاء إيران في اليمن "الحوثيون" هناك احتمال تبني الجماعة الانقلابية سياسة ناي عن نفسها في واقعة اغتيال سليماني على مستوى التهديد على دولة منظومة دولة مجلس التعاون الخليجي في ضل حالة التقارب مع الرياض وأبوظبي، وخفض حدة التوتر لان المتمردين يحاولون تجنب تكلفة الحرب بأكبر قدر ممكن.
هذا ويرى خبر في الشأن اليمن أن جماعة الحوثي لا تريد أن تكون في قائمة أولويات واشنطن العسكرية في المنطقة، للحفاظ على مكتسباتها العسكرية في الجغرافيا الشمالية لليمن.
* سليماني والحوثيون
ارتبط اسم قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني بالحوثيين في اليمن، وسبق أن قال في مايو 2016، أن نتائج الحرب في اليمن "كرست وأثبتت قدرة جماعة الحوثيين على نحو لا يمكن تجاهله".
وأضاف سليماني في كلمة له بمدينة "قم" حينها: أن من سمّاهم الأعداء "يقاتلون بعنجهية في اليمن؛ وهو ما أدى إلى هزيمتهم"، معتبراً أن نتيجة الحرب هناك هي تعزيز قوة الحوثيين.
وزار سليماني، في 28 مارس 2015، بعد يومين من إطلاق "عاصفة الحزم" لاستعادة الشرعية، صنعاء في إطار مهمة حربية كلفه إياها خامنئي؛ لإدارة معارك مليشيا الحوثي ضد السعودية والتحالف الذي تقوده، وفق ما ذكرته قناة "بي بي سي" حينها.
كما تولى سليماني، الإشراف على تدريب عناصر الحوثيين، داخلياً من خلال إرسال الخبراء إلى اليمن، وخارجياً من خلال ابتعاثهم إلى إيران ومناطق أخرى تخضع للسيطرة والنفوذ الإيراني، كما أشرف سليماني على تزويد مليشيا الحوثي بالأسلحة الحديثة وتقنيات متقدمة ساعدتها في تطوير الصواريخ والطائرات المسيّرة والألغام والمتفجّرات.
* الخلاصة
يسرد لنا تاريخ الصراع بين واشنطن وطهران في الفترة الماضية الذي انحسر على النفوذ وخاصة في العراق وسوريا على الحسابات السياسية الدقيقة في المواجهة.
وإن كان الرد الإيراني على الأحداث قوياً، لكنه كان محسوباً، فالهجمات الصاروخية التي استهدفت الوجود الأميركي في العراق كانت مجرد إزعاج، والتعمد في التسبب بإضرار جانبية، تمنحها عدم الدخول في مواجه مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية.
وإذا نظرنا إلى ما حدث في المنطقة على مدار الأشهر الستة الماضية، فإنه عبارة عن سلسلة من الاستفزازات، الإيرانية لواشنطن ولحلفائها في المنطقة، كمحاولة لزيادة التكلفة عليهم وعلى الإدارة الأميركية بقرار ترك الصفقة النووية الإيرانية وقرار فرض عقوبات اقتصادية.
في الأخير لا يوجد لإيران أي سبيل للمس بالولايات المتحدة، فهي مكشوفة تماما ومحاطة ب 52 قاعدة منتشرة في الشرق الأوسط أمام كل القدرات العسكرية الأميركية والتي يمكنها تخريب منشآتها النووية وصناعة نفطها والمس برؤوس النظام".
كل ذلك لم يعفي الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" وإدارة من إرسال 3500 جندي إلى المنطقة، إطلاق تهديدات مباشرة للقيادة الإيرانية الذي قال فيها أن هناك 51 هدف إيراني في قائمة الجيش الأميركي في حالة أقدمت إيران على الانتقام من مقتل الجنرال "سليماني".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.