وزير الخارجية يدعو المبعوث الأممي لضرورة إعادة النظر في التعاطي مع الحوثيين    بن دغر يوجه رسالة لقادة حزب الإصلاح بعد وفاة الشيخ عبدالمجيد الزنداني    رئيس مجلس القيادة يجدد الالتزام بخيار السلام وفقا للمرجعيات وخصوصا القرار 2216    مفسر أحلام يتوقع نتيجة مباراة الهلال السعودي والعين الإماراتي ويوجه نصيحة لمرضى القلب والسكر    إعلان موعد نهائي كأس إنجلترا بين مانشستر يونايتد وسيتي    اللواء العرادة يعزي بوفاة الشيخ الزنداني ويشيد بإسهاماته وأدواره الوطنية ومواقفه النضالية    مركز الملك سلمان يدشن توزيع المساعدات الإيوائية للمتضررين من السيول في الجوف    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    إنزاجي يتفوق على مورينيو.. وينهي لعنة "سيد البطولات القصيرة"    الاعاصير والفيضانات والحد من اضرارها!!    "ريال مدريد سرق الفوز من برشلونة".. بيكيه يهاجم حكام الكلاسيكو    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و183    الشيخ بن بريك: علماء الإسلام عند موت أحد من رؤوس الضلال يحمدون الله    القبض على مقيم يمني في السعودية بسبب محادثة .. شاهد ما قاله عن ''محمد بن سلمان'' (فيديو)    لابورتا بعد بيان ناري: في هذه الحالة سنطلب إعادة الكلاسيكو    انقطاع الشريان الوحيد المؤدي إلى مدينة تعز بسبب السيول وتضرر عدد من السيارات (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مكان وموعد تشييع جثمان الشيخ عبدالمجيد الزنداني    التضامن يقترب من حسم بطاقة الصعود الثانية بفوز كبير على سمعون    قيادي حوثي يقتحم قاعة الأختبارات بإحدى الكليات بجامعة ذمار ويطرد الطلاب    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    برئاسة القاضية سوسن الحوثي .. محاكمة صورية بصنعاء لقضية المبيدات السامة المتورط فيها اكثر من 25 متهم    ميلشيا الحوثي تشن حملة اعتقالات غير معلنة بصنعاء ومصادر تكشف السبب الصادم!    في اليوم ال 199 لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.. 34151 شهيدًا ونحو 77084 جريحا    دعاء مستجاب لكل شيء    ذمار: اندلاع حرب أهلية مصغرة تُثبت فشل الحوثيين في إدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم    الحوثيون يستجيبون لوساطة قبلية للسماح بإقامة مراسيم الدفن والعزاء للزنداني بصنعاء    الكشف عن علاقة الشيخ الراحل "عبدالمجيد الزنداني" مع الحوثيين    - عاجل محكمة الاموال العامة برئاسة القاضية سوسن الحوثي تحاكم دغسان وعدد من التجار اليوم الثلاثاء بعد نشر الاوراق الاسبوع الماضي لاستدعاء المحكمة لهم عام2014ا وتجميدها    ديزل النجاة يُعيد عدن إلى الحياة    الزنداني كقائد جمهوري وفارس جماهيري    عودة الزحام لمنفذ الوديعة.. أزمة تتكرر مع كل موسم    وزير الصحة يشارك في اجتماعات نشاط التقييم الذاتي لبرنامج التحصين بالقاهرة    رئيس مجلس النواب: الفقيد الزنداني شارك في العديد من المحطات السياسية منذ شبابه    من هو الشيخ عبدالمجيد الزنداني.. سيرة ذاتية    الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني يبعث برقية عزاء ومواساة الى اللواء احمد عبدالله تركي محافظ محافظة لحج بوفاة نجله مميز    «كاك بنك» يكرم شركة المفلحي للصرافة تقديراً لشراكتها المتميزة في صرف الحوالات الصادرة عبر منتج كاك حوالة    مستشار الرئيس الزبيدي: مصفاة نفط خاصة في شبوة مطلبا عادلًا وحقا مشروعا    ارتفاع الوفيات الناجمة عن السيول في حضرموت والمهرة    انخفاض أسعار الذهب مع انحسار التوترات في الشرق الأوسط    تراجع هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر.. "كمل امكذب"!!    مجازر صباحية وسط قطاع غزة تخلف عشرات الشهداء والجرحى    ريال مدريد يقتنص فوزا ثمينا على برشلونة في "كلاسيكو مثير"    مع الوثائق عملا بحق الرد    لماذا يشجع معظم اليمنيين فريق (البرشا)؟    الزنداني يكذب على العالم باكتشاف علاج للإيدز ويرفض نشر معلوماته    الدعاء موقوف بين السماء والأرض حتى تفعل هذا الأمر    الحكومة تطالب بإدانة دولية لجريمة إغراق الحوثيين مناطق سيطرتهم بالمبيدات القاتلة    النقد الدولي: ارتفاع الطلب الأميركي يحفز النمو العالمي    المواصفات والمقاييس تختتم برنامج التدريب على كفاءة الطاقة بالتعاون مع هيئة التقييس الخليجي    لحظة يازمن    بعد الهجمة الواسعة.. مسؤول سابق يعلق على عودة الفنان حسين محب إلى صنعاء    المساح واستيقاف الزمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكم الجائحة والمليشيا.. صِليّ كورونا وإرهاب الحوثي
نشر في أخبار اليوم يوم 09 - 05 - 2020

الخوف من العذاب أسوأ من العذاب نفسه، وذلك وليد الجهل فمن يجهل الشئ يخافه.

إستراتيجية الأنظمة القمعية التي تستثمر تفشي حالة الهلع والرعب في السكان، في ضل انتشار جائحة كورونا وتسرب معلومات عن انتشار للفيروس على مستوى المجرة الأرضية، يقول البعض.

ويضيف آخرون أن هذه الإستراتيجية قائمة على رفع إيقاع درجة الخوف والرعب والهلع في أوساط المواطنين بما يسمح لهذه الأنظمة القمعية من جعل رعياها في حالة سجن دائم، بما يخدم نظامها القمعي الأمنية، مستشهدين بمقولة: "أن مناخ الخوف هو أعظم مأوى لجرثومة الضلال".

فلسفة استطاعت جماعة الحوثي الانقلابية من استثمارها بشكل صحيح في ضل توغل فيروس "كورونا" إلى العاصمة صنعاء التي سجلت يوم الثلاثاء الماضي وفاة أول مصاب بالوباء في صنعاء، لمهاجر صومالي الجنسية.

في هذه الورقة تناقش صحيفة "أخبار اليوم" تطورات انتشار فيروس كورونا في صنعاء ومناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي الانقلابية؟..

التقرير يناقش أيضا جهود سلطات الانقلابيين الحوثيين في التعامل مع هذا الوباء الدخيل على اليمن، وكيف حولته الجماعة الانقلابية إلى مناسبة لفرض الجبايات المضاعفة.

* البدايات
تفيد المعلومات الواردة من مراسل صحيفة "أخبار اليوم" أن قبل تاريخ 5 مايو الحالي، استبقت جماعة الحوثي الانقلابية يوم السبت 2 مايو، بفرض حالة حظر تجوال في شارع هائل التجاري بمديرية معين، تحت ذريعة "التعقيم".

ومع دخول فترة حضر التجوال التي أمتدان من الساعة 6 مساء إلى الساعة ال 6 صباحاً، فرضت الجماعة المدعومة إيرانيا مبلغ 100 إلف ريال أي مايقارب 400 دولار أمريكي، على بعض التجار تحت ذريعة مخالفة فترة الحظر.

ويعد حي هائل محاذي لحي الرباط الذي تم فيه تسجل أول حالة إصابة بفيروس كورونا وضمن نطاق مديرية معين، الأمر الذي يراه مراقبون أن المليشيا الحوثية كانت على علم مسبق بالحالة المصابة بالفيروس وتعمدت التعتيم.

الثلاثاء الماضي 5 مايو الحالي أعلن وزير الصحة في جماعة الحوثي الانقلابية، إعلان وفاة أول مصاب بالوباء في صنعاء، لمهاجر صومالي الجنسية.

أٌقدمت الجماعة الانقلابية، يوم الأربعاء 6 مايو، على إغلاق 10 أحياء بالعاصمة صنعاء مؤقتا، ضمن إجراءات احترازية لمواجهة تفشي فيروس كورونا.

جاء ذلك في بيان لمكتب الأوقاف والإرشاد بأمانة العاصمة التابعة للانقلابيين الحوثيين، غداة إعلان تسجيل أول وفاة بكورونا في مناطق سيطرتها.

وبحسب البيان: “يتم الإبلاغ عن التجمعات السكنية التي ستغلق لمدة 24 ساعة اعتبارا من فجر الأربعاء عبر مكبرات المساجد”.

وشدد أن على أئمة المساجد في صنعاء “الالتزام بإبلاغ المواطنين بالإغلاق الاحترازي للأماكن المستهدفة بالحظر، والواقعة في 10 مديريات بأمانة العاصمة لمدة 24 ساعة”.

ودعا البيان، المواطنين إلى الالتزام الكامل بالإجراءات المتخذة، والبقاء في المنازل، وتجنب الخروج خلال فترة الحظر الوقائي المؤقت.

تزامن مع إعلان الجماعة الحوثية الانقلابية بإغلاق بعض الأحياء بصنعاء، بانتشار أمني غير مسبوق في شوارع المدينة، مع استحداث نقاط تفتيش جديدة في شوارع المدينة.

ووفقا لمراسل صحيفة "أخبار اليوم" بصنعاء، فقد شرعت الجماعة بنصب خيام أمنية في شوارع صنعاء ومنعت السكان من الدخول والخروج من بعض الإحياء التي شهدت تسجيل حالات إصابة مؤكدة.

في 07 مايو 2020، كشف تقرير رسمي عن تسجيل أربع إصابات مؤكدة بفيروس كورونا في أمانة العاصمة ومحافظة إب.

بحسب تقرير صادر عن المركز الوطني لمختبرات الصحة ليوم الثلاثاء، الخاضع لسيطرة الحوثيين، فأن "ثلاث حالات، من الحالات التي تم فحصها في مستشفى الكويت، جاءت نتيجتها إيجابية ومؤكدة إصابتها بفيروس كورونا".

وأضاف التقرير ، الذي اطلع علية موقع "المصدر أونلاين"، أن نتيجة إحدى حالات الاشتباه التي جرى فحصها في مستشفى جبلة، جاءت نتيجتها إيجابية ومؤكدة بفيروس كورونا.

ووفق التقرير فإن الثلاث الحالات المؤكدة في صنعاء لرجال اعمارهم بين 35-40 عاماً، بينما الحالة المؤكدة في إب لمرأة، مجهول عمرها.

ولم يصدر عن قيادة وزارة الصحة التابعة للجماعة الانقلابية، ولجنة الأوبئة التي شكلوها، أي إعلان رسمي بالحالات ال4 المؤكدة منذ يوم أمس الأول، رغم مرور أكثر من ثلاثة أيام على صدور تقرير يؤكد الإصابة.

الخميس 8 مايو 2020، وصلت إلى العاصمة صنعاء طائرة محملة بمساعدات طبية تابعة لمنظمة "أطباء بلا حدود" الدولية.

وقال مصدر ملاحي مسؤول في مطار صنعاء الدولي، لوكالة "الأناضول" التركية، إن "طائرة مساعدات طبية تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود وصلت المطار".

ولفت المصدر (فضل عدم ذكر اسمه) إلى أن "الطائرة محملة بمساعدات طبية تقدر ب 40 طنا"، دون التطرق لتفاصيل أخرى عن طبيعة تلك المساعدات.

في المقابل وعلى مدى ال 15 يوماُ الماضية، تتوارد الإنباء المؤكدة عن تسجيل عدد من الإصابات وحالات وفاة غامضة، من مستشفيات صنعاء وإب، لكن الحوثيون يتكتمون بشدة على إعلانها.

ونهاية شهر أبريل الماضي الماضي، كشفت مصادر طبية بمنظمة الصحة العالمية لوسائل إعلام يمنية، عن تسجيل إصابات بكورونا في صنعاء، وقيام مسلحين حوثيين بوضع أسرة كاملة في الحجر الصحي بعد التأكد من إصابة شخصين فيها قدما من العاصمة المؤقتة عدن.

وفي وقت متأخر من مساء الثلاثاء الماضي، أعلن المدير الفني لمستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا المسيطر عليه من الحوثيين في صنعاء، " خروج الوضع عن السيطرة بسبب تفشي فيروس كورونا في العاصمة اليمنية".

وفيما يتعلق بمكافحة هذا الوباء، واحتواء دائرة انتشاره، التي تتوسع بشكل كبير يومياً في ظل الغموض الكبير الذي يكتنف موقف الحوثيين من ذلك وتجاهلهم لهذه الجائحة التي قد تتسب في أكبر كارثة بشرية في صنعاء في حال ظل الوضع على هذا النحو خلال الفترة القليلة المقبلة.

قالت مصادر طبية في صنعاء، أن المشرفين الحوثيين في المستشفيات يمنعون نشر أي معلومة بهذا الخصوص ويهددون الطاقم الطبي بعقوبات صارمة في حال نشروا أي معلومات أو صور بهذا الخصوص».

وأوضحت، أن الأطباء والممرضين الذين يعملون في غرف العناية المركزة في المستشفيات الرئيسية غالباً ما يمنعون من اصطحاب هواتفهم الجوالة معهم، ويحظرون عليهم الاحتفاظ بأي معلومات مكتوبة عن المرضى الذين يشتبه تعرضهم لوباء كورونا، كما يواجهون ضغوطاً شديدة منذ أن بدأت بعض الحالات المرضية ذات العلاقة بهذا الفيروس في الانتشار السريع في العديد من أحياء العاصمة صنعاء.

* بؤرة الانتشار
مع الصمت المطبق من قبل الحوثيين بشأن عدم الإفصاح عن الوضع الطبي أو عن حجم عدد الحالات الحقيقية للمصابين بوباء كورونا، وعن الغموض الكبير الذي يكتنف ذلك وأسباب تجاهل الحوثيين للإفصاح عن ذلك.

تحذر مصادر طبية من كارثة تنتظر العاصمة صنعاء وبعض المناطق الشمالية، وتنذر بوصول البلاد إلى مرحلة الانفجار الكبير وتفشي الإصابات بشكل يفوق قدرة القطاع الصحي، في ظل تضليل الحوثيين للرأي العام وإخفاء المعلومات حول تفشي فيروس كورونا في مناطق سيطرة الجماعة

مراسل "أخبار اليوم"، علم من مصادر طبية بصنعاء، عن وجود "عشرات الحالات في مستشفى الكويت الجامعي ومستشفى زايد، وفنادق "نوفمبيك" بالعاصمة صنعاء" والتي حولها الحوثيون مؤخراً إلى أماكن خاصة باستقبال حالات الإصابة بوباء كورونا.

وفي ذات الاتجاه يؤكد عاملون في قطاع الترصد الوبائي والمختبرات، إن المدينة تسجل عشرات الإصابات بفيروس كورونا يومياً، وأن 4 حالات سجلت لعيّنات أرسلت من محافظة إب (وسط اليمن) بيد أن الحوثيين مصممون على إنكار الحقيقية، ويتكتمون على الجائحة التي باتت تضرب معظم أحياء المدينة، مضيفين: «لقد حوّلوها إلى بؤرة لانتشار الوباء».

وبحسب المصادر، فأن الإصابات بالعشرات يومياً منذ اكتشاف أول إصابة من قبل فرق الرصد والعاملين في المختبر المركزي، مطلع الشهر الماضي، ويقولون إن أسراً بأكملها مصابة وفي أكثر من حي، في حين يواصل وزير الصحة وحكومة الحوثيين الاستهتار بأرواح السكان بالتعتيم على حقيقة انتشار الفيروس في حواري المدينة المنكوبة.

وفي موازاة ذلك نقلت مصادر طبية عن مسؤول رفيع في وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي بصنعاء، لموقع "المدار برس" الإخباري، تأكيده أن هناك خمس حالات تم تسجيلها، مما اضطر وزير الصحة في حكومة الانقلاب، طه المتوكل، إلى إصدار تعميم بأن يتم تحويل جميع الحالات المصابة ب "إلتهاب رؤوي" والقادمة إلى المستشفيات المختلفة، إلى مستشفى الكويت ومستشفى زايد بصنعاء وسط تكتم شديد.

المصادر الطبية التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، خوفاً من الاختطاف والتعذيب من قبل مليشيا الحوثي، خاصة بعد أن تلقى وزير الصحة في حكومة الانقلاب، طه المتوكل، تحذيراً شديد اللهجة من قبل زعيم مليشيا الحوثي شخصياً، عبدالملك الحوثي، وشدد عليه بألاّ يتم الإعلان عن أي حالة مصابة بفايروس كورونا حتى وأن تم التأكد من إصابتها، وهو ما يجعل العاصمة صنعاء ومناطق سيطر مليشيا الحوثي أكثر خطورة وسرعة لانتشار الفايروس

ولفتت المصادر أن من بين الخمس الحالات المصابة بفيروس كورنا، حالتين تم إدخالها في العناية المركزة، أحدهم يعمل قاضياً في صنعاء والآخر يعمل في محل بيع ملابس في صنعاء أيضاً وقد تم وضع جميع المخالطين لهم في الحجر الصحي، مشيرة إلى المليشيا وضعت عدد من الأشخاص المخالطين لهذه الخمس الحالات تحت الحجر الصحي، منوهة إلى أن الحالتين ليسوا ممن سافروا إلى الدول الموبوئة، مما يؤكد أنهما قد يكونا خالطا مصابين، لم تكن الأعراض قد ظهرت عليهم أو ظهرت عليهم أعراض إنفلونزا في البداية..

* كورونا يقرع أبواب "أب"
وسط حالة تكتم شديد من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية، ارتفعت حصيلة الوفيات والمرضى المشتبه إصابتهم بفيروس كورونا المستجد في عدد من مناطق محافظة إب، بالإضافة إلى فرضه حصاراً على أطراف مدينة دمت التي تتبع إدارياً محافظة الضالع، وتخضع حالياً لسيطرة المليشيا.

وفي التفاصيل، والبداية من الضالع، أفادت مصادر محلية الخميس، بإعلان حالة الطوارئ وحظر التجوال في منطقة مريس على الحد الجنوبي من مديرية دمت، بالإضافة إلى إغلاق الطريق المؤدي إلى المدينة.

المصادر أكدت أن حظر التجوال الجزئي الذي تم الإعلان عنه يأتي ضمن الاحترازات من فيروس كورونا الذي قرع أبواب المحافظات وسط تكتيم شديد.

وتؤكد مصادر طبية في مستشفى جبلة العام أن الساعة الأولى من فجر الخميس، شهدت خروج ثلاث سيارات إسعاف من المستشفى، ترافقها أطقم حوثية، وعلى متنها 5 جثث توفيت داخل الحجر الصحي متأثرة بفيروس كورونا.
سكان محليون بمنطقة جرافة، أكدوا مشاهدتهم سيارة إسعاف وعددا من الأشخاص يرتدون ملابس وقاية وكمامات يقومون بدفن متوفين في مقبرة جرافة بمدينة إب.

مصادر طبية أخرى أكدت بدورها تسجيل حالات مؤكدة بوباء كورونا في إب، بينها حالة تم تأكيدها لمصابة تنحدر من مديرية الظهار، وأثبتت النتائج المخبرية أنها مؤكدة الإصابة "إيجابية"، وكشوف مسربة من وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة المليشيا تؤكد إثبات الحالة المصابة.

على الحد الغربي لذات المديرية وتحديداً في مديرية النادرة، التي تتبع إداريا محافظة إب، فرضت، الأربعاء، المليشيا الحوثية حظر تجوال وإغلاق المدينة ومنع الدخول إليها بعد كشف مصادر محلية بضواحي المديرية عن وجود خمسة مرضى أعراضهم شبه مؤكدة إصابتها بفيروس كورونا المستجد.

وذكرت المصادر أن بين المصابين عنصرا حوثيا بارزا يدعى "محمد الذيفاني"، كان قد عاد للتو من دورات جهادية وعقائدة تلقاها في محافظة صعدة.

وأشارت المصادر إلى أنه تم نقل 5 مصابين على الأقل من أبناء المديرية إلى مستشفى الكويت بصنعاء وإدخالهم الحجر الصحي بعد التأكد من إصابتهم، وسط تكتم شديد.

في السياق، أغلقت فجر الأربعاء، مليشيا الحوثي جامع الجبانة العليا وسط مدينة اب، وسارعت فرق الاستجابة التابعة لها لرش حي الجبانة بالكامل بعد صلاة الفجر.

جاء ذلك على خلفية حالة شبه مؤكدة إصابتها بفيروس كورونا تم المسارعة بنقلها إلى مستشفى مدينة جبلة، بذات المحافظة، دون إفصاح المليشيا عن وضعها ولو بالحد الادنى، بغرض اخذ المواطنين احتياطاتهم

* الإجراءات الوقائية
تعيش العاصمة صنعاء حالة هلع ورعب جراء تسرب معلومات عن انتشار واسع لفيروس كورونا في العاصمة صنعاء، في ظل وقوع العديد من الوفيات بأعراض تشابه، فيما تصر سلطة جماعة الحوثي هناك على التستر على هذا الحالات وتتهرب من الكشف عن الحجم الحقيقي لحالات الإصابة بفيروس كوورنا في مناطق سيطرتها وفي مقدمتها العاصمة صنعاء.

المعلومات التي حصل عليها مراسل صحيفة "أخبار اليوم"، تفيد أن أن سلطات الانقلاب الحوثية لم تتخذوا أي تدابير أو إجراءات وقائية في الأماكن المزدحمة أو التي تشهد كثافة كبيرة من التجمعات البشرية، كأسواق القات وشوارع التسوق الضيقة، والمواصلات العامة.

وتشير المعلومات أن الحياة اليومية وحركة الناس في صنعاء لم تتغير مطلقاً مع أنباء انتشار وباء كورونا، حيث لا تزال حركة الشارع طبيعية، خاصة في الأسواق العامة وتجمعات التسوق، مثل سوق الخضار والفواكه في شارع الستين الشمالي وسوق الحصبة وسوق شميلة وأسواق صنعاء القديمة ومحيطها، بالإضافة إلى شوارع التسوق الشهيرة بصنعاء، مثل شارع جمال وشارع هائل.

وذكر مراسل الصحيفة، أن أسواق بيع القات المنتشرة في كل أحياء العاصمة صنعاء ما زالت تشهد أكبر تجمعات بشرية خلال فترة العصر وفترة المساء خلال شهر رمضان، حيث تعد من أكثر الأماكن ازدحاماً بالمارة والمتسوقين والتي قد تكون أكبر بؤرة لانتشار وباء كورونا، في ظل عدم اتخاذ أي إجراءات وقائية بإغلاق هذه الأسواق أو تقنينها خلال هذه الفترة الحرجة.

* تساؤلات
تثير تصريحات سلطات الانقلاب الحوثي بحسب مصادر طبية حول اكتشاف أول حالة إصابة بفيورس كورونا، الكثير من التسأولات وعلامات الاستفهام حول صحة المعلومات التي تعلن عنها وزارة الصحة التابعة للجماعة.

ووفقا للمصادر، فأن: "المعلومات التي تصل اليهم تفيد بأنه الحالة الأولى المصابة بفيروس كورونا والذي توفي هو صومالي "مولد" وأقاربه متواجدين في منطقة السنينة بمعنى أنه يحمل البطاقة اليمنية وليس الصومالية، ومن المحال أن يقوم الفندق باستقباله والسماح له بالمكوث إلا إذا كان يحمل وثيقة بحسب توجيهات وزارة الداخلية اليمنية في صنعاء".

وتابعت: "الفندق الذي كان يتواجد فيه المتوفي كان يتواجد فيه ما يقارب المائة شخص أي أنه قام بمخالطتهم، متسائلاً: "لماذا لم تقوم الجهات المعنية بحجر من كان في الفندق بالكامل".

وأردفت: "الحوثيون لم يعلنوا عن الحالة "صفر" وهذا يؤكد احتمالية أن هناك حالات أخرى نقلت له الفايروس".

* مناسبة لفرض الجبايات
لقد حول الحوثيون خطورة فيروس «كورونا» إلى مناسبة لفرض الجبايات المضاعفة وإرهاب السكان باستعراض قوتهم العسكرية، والتلاعب ببيانات الإصابات وحالات الاشتباه، ما جعل سكان صنعاء يعيشون أياما عصيبة من الرعب، في انتظار اعتراف الميليشيا بحقيقة الحالات المصابة والمشتبه بها وبقية التفاصيل.

تعتقد مصادر بأن جمع الأموال في رمضان أبرز سبب لرفض الحوثيين الإقرار بعدد الإصابات المؤكدة. فرمضان هو شهر الجبايات التي تعتمد عليها الميليشيات ومشرفوها في تغطية نفقاتهم وتحركاتهم ورواتبهم من خلال مبالغ الزكاة والضرائب السنوية والتي تحصل في هذا الشهر.

والإعلان عن عدد الإصابات سيؤدي إلى إغلاق المتاجر، وما يترتب على ذلك من توقف عمليات البيع والشراء. تقول المصادر: «هذا الأمر سيجعل الحوثيين غير قادرين على تحصيل أي مبالغ من التجار، وهي بالنسبة لهم خسارة لا يمكنهم تعويضها بسهولة». ويقول سكان إن سلوك الحوثيين مع حالات الاشتباه يوحي بأنهم يتعاملون مع المريض وكأنه مجرم أو مطلوب للعدالة، وهو ما سيدفع الكثير إلى إخفاء إصابته خشية من ردة فعل الميليشيا ولانعدام ثقة السكان بقدرة السلطة الصحية للميليشيات على التعامل مع الإصابة.

وقال تجار ممن أغلقت الأحياء التي اتخذوها مقرا لدكاكينهم وأعمالهم إن الحوثيين يطالبونهم بدفع إيجارات المحلات المستأجرة من وزارة الأوقاف رغم أنها سواء في المدينة القديمة بصنعاء أو في شارع هايل بغربها أو في مدينة إب؛ أُغلقت بموجب أوامر من سلطة الحوثيين وضمن ما قالت إنها إجراءات احترازية لمواجهة فيروس «كورونا» المستجد.

إلى ذلك امتنعت الجماعة الحوثية الانقلابية في نشر التوعية الإعلامية من مخاطر فيروس كورونا على المستوى الإعلامية بسيتثناء بعض الإعلانات التلفزيونية والإذاعية في المؤسسات التابعة لها.

وعلى المستوى الصحي والتعقيم على مستوى الإحياء، ذكرت مراسل صحيفة "أخبار اليوم" أن جماعة الحوثي الانقلابية فرضت على المحلات التجارية بعض الرسوم والإتاوات تحت ذريعة التعقيم في الإحياء السكنية.

وفرضت جماعة الحوثي الانقلابية على بعض الشركات الكبرى وشركات الاتصالات الخاصة مثل شركة "سبافون"، القيام بعملية التعقيم في شارع الزبير وشارع نواكشط وشارع بغداد والأحياء السكنية المجاورة للشركة.

ويتسأل السكان في صنعاء عن الدعم المالي والصحي الذي تقدمة بعض المنظمات الدولية العاملة في المناطق الخاضعة للانقلابيين، والدعم المقدم من مكتب الصحة العالمي للحوثيين في مكافحة كورونا.

* تحذير حكومي
جانباً من آلام سكان صنعاء الذين يقتلهم الوباء ويتفشى برعاية حوثية تتفق مع تعامل إيران مع هذا الوباء في بدايته وإخفائه حتى نقلت العدوى لأكثر من بلد، قوبل برفض دولي وحكومي.

ففي 3 مايو/أيار، حذرت منظمة الصحة العالمية، من احتمالية تأثر نصف سكان اليمن بفيروس كورونا، في ظل هشاشة القطاع الصحي بالبلاد، جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات.

وكانت منظمة الصحة العالمية، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، حذرا من مخاطر عدم إخبار الناس بحالات الإصابة وفاشية الوباء، وتمكينهم من حماية أنفسهم.

وعلى المستوى الحكومة الشرعية طالب وزير الصحة بالحكومة اليمنية "ناصر باعوم"، العاملين في القطاع الصحي في المحافظات غير المحررة، بالشفافية والإفصاح عن عدد حالات الإصابة بالوباء، مؤكداً أن أي إخفاء لعدد الحالات سيضر بالشعب اليمني كون الوباء لا يفرق بين صغير وكبير".

بدورة حذّر وزير الإعلام في الحكومة الشرعية، معمر الإرياني، من استمرار الميليشيات في التلاعب بملف فيروس كورونا، مؤكداً أن ذلك يعرقل جهود مواجهة واحتواء هذه الجائحة العالمية، ويضع الملايين من اليمنيين في دائرة الخطر.

ووصف الوزير إدارة الميليشيات لوباء كورونا باعتباره ملفاً سياسياً وعسكرياً، «وتعمل على استغلاله لابتزاز المنظمات الدولية وانتهاج سياسة التعتيم وإخفاء المعلومات الحقيقية عن عدد الإصابات».

و‏وفق ما قاله وزير الإعلام اليمني، فإن التقارير الواردة من العاصمة المختطفة صنعاء ومناطق سيطرة الميليشيا الحوثية عن عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا، «تنبأ بكارثة تحدق بملايين المواطنين في ظل إخفاء الميليشيا لحقيقة الأوضاع»، وإدارتها السياسية للملف وعجز القطاع الصحي عن تقديم الرعاية الطبية للمصابين في الموجه الأولى.

‏ويضيف: «التقارير التي حصلنا عليها من مستشفيات وأطباء تكشف خطورة الوضع الوبائي لفيروس كورونا في مناطق سيطرة الميليشيا الحوثية، وتدحض مزاعمها تسجيل إصابة واحدة فقط، ودعا‏ الأمم المتحدة للتدخل العاجل «والضغط على الميليشيا لمشاركة البيانات والإعلان بشفافية مطلقة عن الأرقام الحقيقية لحالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا».

* الخلاصة
بين صِليّ كورونا وإرهاب الحوثيين الأبيض تتفشى المعلومات بسرعة تفشي حالة الهلع والرعب جراء تسرب معلومات عن انتشار واسع لفيروس كورونا في العاصمة صنعاء، مع تزايد حالات الاشتباه والإصابة ووقوع العديد من الوفيات بأعراض تشابه فيروس "كوفيد 19" المستجد.

تعتقد مصادر طبية في اليمن أن ما قبل فيروس كورونا الذي أودى بحياة أكثر من 272 ألف شخص منذ ظهور الوباء للمرة الأولى في الصين في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وفق إحصاء يستند إلى مصادر رسميّة حتى مساء الخميس، ليس كما بعدة.
وفي ضل التكتم الإعلامي من قبل الجماعة الحوثية، لن يتمكن اليمنيون في بعض المحافظات الشمالية، من فهم حجم التغيير الذي ستتركه جائحة كورونا على تاريخ جنسهم البشري إلا بعد إحصاء العدد النهائي للضحايا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.