اشتدت وتيرة المواجهات العسكرية، أمس الأحد، بين الجيش الوطني ومليشيا الحوثي في مختلف الجبهات الجنوبية الغربية لمدينة تعز، وسط إحراز الأول تقدمًا. وقالت مصادر عسكرية، إن قوات الجيش واصلت أمس الاحد، تقدمها في جبهة مقبنة والطوير الأعلى، باتجاه السلسلة الجبلية الممتدة إلى أعلى جبل العرف الاستراتيجي، الذي تتمركز فيه مليشيا الحوثي الانقلابية. وأوضحت المصادر، أن مواجهات هي الأعنف دارت بين الطرفين في أطراف منطقة الطوير وجبل الزهيب، بالتزامن مع قصف مدفعي شنته المليشيا طال عدداً من قرى ومناطق مقبنة والكدحة. وأوضح أن القوات لربما في الساعات القادمة قد تحكم السيطرة على تلك المناطق ومن خلالها ستعمل على تأمين الخط المذكور سابقًا، موكداً أن قوات الجيش الوطني في مقبنة التحمت “جزئيا” من جهة واحدة مع جبهة الأشروح والكدحة، لافتًا إلى أن الالتحام لم يحدث في منطقة الكدحة كما يعتقد البعض. وأشار إلى أن الالتحام الكامل يكون من اتجاه جبهة الكدحة ومقبنة مباشرةً وسيكون الالتقاء في مفرق مدخل العرب بعد السيطرة على تبة القاعدة الغبراء، وانتقال المعارك إلى جبل السن القريب من جبل العَرَف الإستراتيجي. وفي جبهة الكدحة، أكد مصدر عسكري «أن القوات تمكنت مساء أمس الاحد من استكمال السيطرة على جبل الزهيب، مشيرًا إلى أن المواجهات مستمرة وتتركز حاليًا نحو جبل العَرَف الاستراتيجي المطل على أولى مناطق البرح والخط الساحلي. وأضافت المصادر، أن مليشيا الحوثي كثفت من زراعتها للألغام في الطرقات الرئيسية والفرعية والمؤدية إلى منازل المواطنين، في مختلف قرى ومناطق الجهة الغربية، مشيراً إلى أن الفرق الهندسية تعمل ليل نهار منذ أكثر من أسبوع في نزع الألغام الحوثية. وذكرت المصادر، أن 70% من أهالي قرى ومناطق الكدحة ومقبنة نازحون شردتهم مليشيا الحوثي من منازلهم قبل 4 سنوات، وفجرت بعض المنازل فيها، مشيرة إلى أنه بعد تمكن قوات الجيش من استعادتها، التحق الكثير من أبناء هذه المناطق في القتال ضد مليشيا الحوثي الانقلابية. وأشار المصدر، إلى أن مليشيات الحوثي تعيش حالة من التقهقر والانكسارات نتيجة الخسائر التي تلقتها على أيدي القوات المشتركة، خلال الأيام الماضية. وكانت القوات المشتركة وقوات محور تعز، قد التحمتا في العديد من المواقع القتالية في جبهتي الكدحة ومقبنة، خلال الأيام الماضية، في عملية مشتركة ضد مليشيا الحوثي، وحققت القوات مجتمعة انتصارات كبيرة على المليشيا. وكانت مليشيا الحوثي في وقت سابق اليوم، قد استهدفت بصاروخ باليستي مدرسة صلاح الدين في جبهة الكدحة التي سيطرت عليها قوات الجيش الوطني قبل أيام، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من جنودها. وأعلنت قيادة محور تعز مساء أمس الأحد، استشهاد وإصابة نحو عشرين شخصاً بين مدنيين وجنود بينهم أربعة أطفال جراء قصف الحوثيين بصاروخٍ باليستي استهدف مدرسة طارق بن زياد بالكدحة. وقال المحور إن المدرسة كانت عبارة عن مركز لاستقبال وتوزيع تبرعات ومساعدات للأهالي والنازحين العائدين إلى منازلهم في منطقة الكدحة غربي المحافظة، مشيراً إلى أن جنود الجيش الوطني الذين استشهدوا كانوا ضمن مجموعة مكلفة بتأمين المدرسة وتنظيم عملية تسليم المساعدات للمواطنين. ونقلت وكالة “رويترز” عن سكان محليين، أن الهجوم الصاروخي لجماعة الحوثي أسفر عن مقتل 15 جندياً وثلاثة أطفال، اثنان منهما شقيقان وقريب لهما- كانوا على مقربة من المنطقة، عندما أصاب الصاروخ مدرسة في منطقة الكدحة غربي محافظة تعز. الى ذلك استهدفت القوات المشتركة بالساحل الغربي تعزيزات لمليشيا الحوثي الانقلابية في مديرية مقبنة غربي محافظة تعز. واكد مصدر عسكري «إن معارك عنيفة اندلعت بين القوات المشتركة ومليشيات الحوثي في جبهة مثلث البرح وجبال رسيان، تكبدت خلالها المليشيات خسائر فادحة في العتاد والأرواح. وأوضح أن مدفعية اللواء الرابع عشر عمالقة واللواء 22 مشاة دكّت تعزيزات عسكرية لمليشيات الحوثي في أطراف مدينة البرح وتمكنت من تدمير أطقم محملة بعشرات المسلحين الحوثيين ومعدات عسكرية تابعة للمليشيات. وعلى مدار أسبوعين متتاليين تتواصل المعارك الضارية بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة الحوثي في الجبهات الجنوبية الغربية لمدينة تعز، فيما شهدت الجبهات الشرقية والشمالية الشرقية هدوءً حذرًا خلال اليومين الماضيين، بعد أن دارت فيها مواجهات عسكرية تمكنت القوات الحكومية من خلالها السيطرة على بعض المواقع.