تتجه الأنظار، السبت، إلى «كلاسيكو» بطعم مباراة نهائية، والأبرز منذ أعوام عدة في الدوري الإسباني لكرة القدم «الليجا»، حيث يستقبل ريال مدريد الثالث غريمه برشلونة الثاني في المرحلة 30 مع فارق بينهما لا يتعدى نقطتين، وذلك في سباق الأمتار الأخيرة للفوز بلقب الدوري مع المتصدر أتلتيكو مدريد. في وقت بات مانشستر سيتي قاب قوسين أو أدنى من الفوز بلقبه الثالث في أربعة أعوام في الدوري الإنجليزي، وبينما يتربع بايرن ميونيخ على صدارة الدوري الألماني في طريقه للقب تاسع توالياً، ويقترب إنتر الإيطالي أكثر من لقبه الأوّل منذ عام 2010، تُحاك قصص الإثارة والتشويق في «الليجا» الإسبانية. فخسارة أتلتيكو أمام إشبيلية صفر-1 في المرحلة السابقة، شرّعت باب الاحتمالات والتكهنات، إذ للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر بات مصير برشلونة بين يديه للتتويج باللقب. ويسافر النادي الكتالوني إلى العاصمة مع سجل خالٍ من الخسارة في 19 مباراة في الدوري، وفي حال تمكن من الفوز في مبارياته التسع الأخيرة، سيستعيد اللقب الذي تنازل عنه الموسم الماضي للريال بما أنه سيلتقي أتلتيكو في 9 مايو/أيار المقبل على أرضه ضمن المرحلة 35. من ناحيته، يخوض الريال مبارياته مع الكثير من الإيمان والزخم الحقيقي، والدليل: مع نهاية يناير/ كانون الثاني 2021 تراجع الريال بفارق 7 نقاط خلف جاره أتلتيكو مع مباراتين مؤجلتين، بعد الخسارة على أرضه أمام ليفانتي 1-2. ولكن في الشهرين الأخيرين، ذاب الفارق بين رجال المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني وبرشلونة وصيفه إلى نقطة، وإلى ثلاث نقاط مع ريال الثالث الذي ما زال يأمل بالانقضاض على الصدارة، واضعاً نصب عينيه اللقاء الذي سيجمع «روخيبلانكوس» و«بلاوجرانا» في المرحلة 35. ريال الصلب ويبدو أن جائحة فيروس كورونا جعلت الريال أصلب، ليبدو المرشح الأبرز في «كلاسيكو»السبت، عل الرغم من رحلته المحفوفة بالمخاطر إلى «أنفيلد» في ليفربول الأسبوع المقبل في إياب ربع نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا (فاز 3-1 ذهاباً). وقال مدرب النادي الملكي الفرنسي زين الدين زيدان«قدمنا أداءً جيداً في المباريات الأخيرة التي لعبناها ونتائجنا كانت رائعة، والدفاع يتحسن، هذا مهم للفريق ونريد تكرار ذلك غداً ، سيكون علينا أن نلعب مباراة رائعة وبالطبع نريد الفوز». وتابع «المباراة عبارة عن ثلاث نقاط، تماماً مثل مباراة إيبار أو قادش، سنحاول الفوز بالمباراة على الرغم من وجود صعوبات بالطبع، لكن هي ثلاث نقاط فقط ولا شيء آخر». زيدان: المباراة مثل مواجهة قادش وإيبار وقلل زيدان من أرقام عدم تسجيل نجم برشلونة ميسي للأهداف في آخر 7 مباريات «كلاسيكو»، وقال:«نحن نعلم من هو ميسي حتى دون أن يسجل، لكننا في النهاية سنلعب ضد برشلونة الذي يملك منظومة جيدة لذلك سنحاول مواجهته بقوة، وسنحاول الاستحواذ على المباراة بشكلٍ جيد». من ناحيته، شدد المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة الذي سجل 18 هدفاً من أصل 51 سجلها فريقه في الليجا، على ضرورة الحذر من خطورة ليونيل ميسي متصدر ترتيب الهدافين مع 23 هدفاً، وصاحب 12 هدفا في مبارياته العشر الأخيرة في الدوري، في حال أراد فريقه احراز النقاط الثلاث. ورأى المهاجم الفرنسي أن المباراة «ستكون صعبة أمام فريق يعشق الاحتفاظ بالكرة»، مضيفاً «لديهم حارس مرمى رائع، وبالطبع ميسي، اللاعب الذي يقوم بكل شيء لبرشلونة. علينا أن نقلق بشأنه لأنه خطير جداً. على غرار المباراة الأولى هذا الموسم سندخل الملعب للفوز، إنها مباراة نهائية بالنسبة لنا». وكان الريال قد فاز في مباراة الذهاب على برشلونة في عقر داره 3-1 في المرحلة السابعة. كومان: لقاء الذهاب أصبح ماضياً لكن الهولندي رونالد كومان مدرب برشلونة أكد «لقد تحسنا مقارنة بوضعنا في مباراة الدور الأول، على الرغم من أننا لم نكن سيئين في ذلك الوقت، لكن قمنا بتحسين الفعالية واتخذ الفريق شكلاً جيداً». وتابع«أعتقد أن كل مدرب يحتاج لوقت لوضع تأثيره. لقد غيرنا الكثير في نظام اللعب ببرشلونة، والثقة في الفريق حالياً أفضل من السابق، نحن نعمل الآن معا بشكل أفضل». وعن الأسلوب الذي سيعتمده برشلونة،قال كومان: حينما تلعب ضد منافس فعليك أن تحلل طريقة لعبه، طريقة هجومه. ريال مدريد فريق قوي في المرتدات، وعلينا أن نقدم كل أساليب لعبنا، ليس لأن المنافس هو ريال مدريد، لكن علينا أن نلعب بشخصيتنا. غيابات مؤثرة يعاني ريال مدريد من لعنة الإصابات في صفوفه، حيث تعج العيادة بالعديد من المصابين أبرزهم البلجيكي إدين هازارد الذي لم يخض سوى 11 مباراة في مختلف المسابقات هذا الموسم، كما يغيب الكابتن راموس وقلب الدفاع فاران والظهير الأيمن داني كارفخال. في الجهة المقابلة، استعاد برشلونة خدمات قلب دفاعه جيرارد بيكيه والظهير سيرجيو روبيرتو، حيث ضمهما كومان إلى تشكيلة الكلاسيكو ولكن الأرجح ان يبقيا في التشكيلة الاحتياطية. حرب أعصاب ويبدو أن حرب الأعصاب قد استعرت حتى قبل صافرة البداية، حيث عمد النادي الكتالوني إلى نشر إعلان على مبنى يقع بالقرب من ملعب سانتياغو برنابيو في مدريد يظهر صورة للاعبيه بيدري والهولندي فرانكي دي يونج جنباً إلى جنب وأرفقها بعبارة «نتوق بفارغ الصبر للكلاسيكو». ويقع الإعلان على بعد 200 متر من ملعب ريال الذي لم يستضف أي مباراة منذ أكثر من عام بسبب أعمال الترميم، علماً أن مباراة الكلاسيكو ستقام على ملعب«ألفريدو دي ستيفانو» حيث يستقبل ريال جميع منافسيه هذا الموسم. وبدا أن رئيس برشلونة الجديد-القديم جوان لابورتا استخدم الحيلة ذاتها عندما وضع إعلاناً في المكان ذاته في كانون الأول/ديسمبر الماضي بعد فترة قصيرة من إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية في النادي الكتالوني. حينها كُتب على لافتة صورة لابورتا «أتطلع لرؤيتكم مجدداً» في رسالة مباشرة إلى مشجعي مدريد ليعيدهم إلى ذكريات حقبته الأولى كرئيس وهيمنة برشلونة محلياً وأوروبياً على «لوس بلانكوس» بين عامي 2003 و2010.
