وصل المبعوث الأممي الخاص لليمن، مارتن غريفيث، أمس، إلى العاصمة الكويتية في زيارة يسعى من خلالها إلى التهيئة لجولة جديدة من المفاوضات بين أطراف الصراع اليمنية. وذكرت وسائل إعلام كويتية، إن المبعوث الأممي التقى مسؤولين كويتين وفي مقدمتهم رئيس الوزراء ووزير الخارجية، دون الإفصاح عن حقيقة ما دار في تلك الاجتماعات. وأشاد المبعوث الأممي خلال لقائه المسؤولين الكويتين على الدعم المستمر، الذي تقدمه الكويت لجهود السلام في اليمن. وتأتي التحركات الجديدة ل"غريفيث"، والذي تنتهي مهمته هذا الشهر، بموازاة حراك عماني وامريكي في محاولة للدفع نحو مفاوضات جديدة بين الأطراف اليمنية ضمن مساعٍ أممية ودولية لوقف الحرب. وكان غريفيث قد أنهى الأسبوع الماضي زيارة رسمية إلى طهران استمرت يومين، هي الثانية له منذ توليه المهمة كمبعوث في اليمن عام 2018. ويرى مراقبون، أن مهمة المبعوث الأممي الجديد لن تكون سهلة او مفروشة بالورود، نتيجة لأن سلفه "غريفيث" لم يترك له أرضية ومهارات وإنجازات تُمكّنه من البناء عليها وأكدوا إن كل مبادرة في عهد غريفيث كانت تموت قبل جلوسه مع الأطراف المختلفة، حتى صفقة تبادل الأسرى والمعتقلين التي تمت في عهده، هي مجرد صفقة إعلامية أكثر من كونها إنجازاً حقيقياً له، حيث كان هناك توافق مسبق بين الأطراف المتحاربة وبإشراف مباشر الصليب الأحمر الدولي. من جانبه، قال وزير الخارجية اليمني الأسبق أبوبكر القربي، إن على المبعوث الاممي الجديد أن يأتي بمشروع جديد للحل مستفيدا من أخطاء من سبقه من المبعوثين، ومتحرراً من الضغوط والإملاءات. وأوضح القربي في تغريدة له على حسابه الشخصي بموقع التدوين المصغر تويتر، أن "الحل يجب أن يكون مستداما وأن يعالج جذور الازمة ولمصلحة جميع اليمنيين دون تمييز". وكانت الكويت قد استضافت، في أبريل 2016، جولة طويلة من مباحثات السلام اليمنية، استمرت نحو ثلاثة أشهر، لكنها لم تسفر عن حل ينهي الصراع في اليمن. وفي 22 نوفمبر 2019، أعلنت الكويت في جلسة لمجلس الأمن حول اليمن، على لسان مندوبها الدائم السفير منصور العتيبي، استعدادها لاستضافة الأطراف اليمنية، تحت رعاية الأممالمتحدة؛ للوصول إلى الاتفاق النهائي والشامل لهذه الأزمة.