نشاهد، اليوم، صورة ل أمير الشعراء أحمد شوقي، وفيها يتوسّط ابنيه حسين وعلى فى غرناطة بإسبانيا في سنة 1916، بعد نفيه مع الخديو عباس حلمى الثاني. وأحمد شوقي " 1870 – 1932" هو أمير شعراء عصره، كان موهوبا بصدق وكان يعمل على تجربته وينوع فيها، كانت جدته لأمه وصيفة فى قصر الخديوى إسماعيل، فتكفلت بتربيته منذ صغره، ونشأ معها فى القصر، ودرس أحمد شوقي فى كتاب الشيخ صالح بالسيدة زينب، وفى مدرسة المبتديان الابتدائية والمدرسة التجهيزية الثانوية، وحصل على المجانية كمكافأة على تفوقه ثم التحق بمدرسة الحقوق عام 1885م وانتسب إلى قسم الترجمة وبعد أن أتمها عينه الخديوى فى خاصته وأرسله بعد عام ليستكمل دراسته فى فرنسا حيث قضى 3 أعوام عاد بعدها بالشهادة النهائية فى 1893. وعندما عاد أحمد شوقى إلى مصر أطلق ديوانه "الشوقيات" وصدر الجزء الأول منه عام 1898، ثم قام الدكتور محمد السربونى بجمع الأشعار التي لم يضمها ديوانه وصنع منها ديوانًا جديدًا فى مجلدين أطلق عليه "الشوقيات المجهولة". وفى نهاية حياته صاغ أحمد شوقى فنا عظيما فى اللغة العربية هو المسرح الشعرى، فظهرت مسرحيات مثل "مصرع كليوباترا" و"قمبيز" و"مجنون ليلى" و"على بك الكبير". كان شوقي في عام 1914م الشخصية الأدبية الرائدة فى مصر، فقد كان شاعراً ذا إنتاج غزير، ومتباين ما بين الشعر، والقصص، والمسرحيات الشعرية، حيث كان يرسل قصائد يمدح فيها الخديوى توفيق وهو في فرنسا، وبعد عودته أصبح شاعر القصر، فكان مقرباً أيضاً من الخديوى عباس حلمي، وقد استغل شوقي شعره فى مهاجمة الاحتلال البريطاني، فما كان منهم إلا أن نفوه إلى إسبانيا عام 1914م، فاستطاع شوقي الاطلاع على الأدب العربي، وحضارة المسلمين فى الأندلس، ونظم الشعر مدحاً، وإشادة بها خلال فترة نفيه التى استمرت أربع سنوات. تمَت مبايعة شوقى أميرا للشعراء فى عام 1927م من قبل شعراء العرب: خليل مطران، وحافظ إبراهيم، وأمين نخلة، وشبلي ملاط، وقد خصه حافظ إبراهيم بقصيدة عند مبايعته جاء فيها: أمير القوافي قد أتيت مبايعًا وهدى وفود الشرقى قد بايعتْ معِى.