خيم الحزن على ردود فعل الفرنسيين تجاه صدمة إقصاء منتخب بلادهم من ثمن نهائي كأس الأمم الأوروبية الإثنين بضربات الترجيح 5-4 أمام سويسرا بعد مباراة مثيرة، تعادل فيها الفريقان 3-3. ووجهت انتقادات حادة لأداء الديوك، خاصة أنهم كانوا يُعتبرون من أبرز المرشحين للظفر بالكأس. وفي خضم هذه الظروف الصعبة التي تمر بها الكرة الفرنسية، أعلن مدرب الزرق ديدييه ديشان تحمل مسؤولية ما حدث، فيما عبر أحد نجومهم، المهاجم كيليان مبابي، الذي أهدر ركلة ترجيح، عن "حزنه" خاصة وأنه "حاول مساعدة الفريق إلا أنه فشل". لم يتمكن الحلم الفرنسي من الحفاظ على توهجه طويلا في منافسات نهائيات كأس الأمم الأوروبية، وأخمد بشكل كلي في وقت متأخر من مساء الإثنين، جراء الهزيمة التي تلقاها أمام المنتخب السويسري الذي خرج منتصرا بفضل ركلات الترجيح 5-4، بعد اختتام المباراة والشوطين الإضافيين بثلاثة أهداف لمثلها. وتجرعت الجماهير الفرنسية بصعوبة كبيرة هذه الهزيمة، خاصة وأن الكل ظل يؤكد أنها تملك منتخبا قويا، اعتبر لمدة طويلة أحد أبرز المرشحين للفوز بهذه البطولة لا سيما وأنه أحرز كأس العالم الأخيرة. لكن الديوك لم يكونوا في الموعد مع هذه التظاهرة الكروية القارية، وخلف خروجهم المبكر من المنافسات خيبة وحسرة كبيرتين لدى الفرنسيين. "لا نستحق المرور" ردود الفعل الأولى، كانت من لاعبين كبار سبق أن أعطوا للكرة الفرنسية الشيء الكثير. وكان أحد هؤلاء صريحا للغاية في تعليق على هذه "الصدمة"، ويتعلق الأمر بالدولي السابق باتريك فييرا، الذي قال على شاشة قناة "إي تي في" الإنكليزية: "لا نستحق المرور إلى الدور المقبل". أما زميله السابق في المنتخب الفرنسي، المعروف اليوم بحضوره الإعلامي عبر قنوات تهتم بكرة القدم، بيكسانت ليزارازو، فاعتبر في مقابلة مع "فرانس أنفو" أن الزرق لم يكونوا في أتم الاستعداد بدنيا، وارتكبوا "أخطاء دفاعية"، و"تحضير الفريق ككل هو الذي يجب تحليله"، لتجاوزها في المراحل المقبلة، خاصة وأن الديوك سيكونون مطالبين بالدفاع عن لقبهم العالمي في مونديال 2022. واعتبر اللاعب الفرنسي الدولي في تسعينيات القرن الماضي إريك ديميكو، وهو محلل في مجموعة "إر إم سي - بي إف أم"، أن هناك ثغرات وإخفاقات فردية وجماعية في هذا الفريق.. لا يمكن أن نحمل مسؤولية الفشل كلها على عاتق كيليان مبابي رغم أنه أهدر ركلة الجزاء الخامسة". ولم ينحصر مصدر الانتقادات في الاختصاصيين فقط بل جاءت من فئات مختلفة من المجتمع الفرنسي، كما هو شأن الكاتب المعروف بيرنا بيفو، الذي غرد ساخرا: "فريق كرة القدم الفرنسي الذي تم إقصاؤه من قبل الفريق السويسري: المتأكد من نفسه، المفضل للغاية، الممدوح للغاية، الملكي للغاية، الناجح للغاية قبل الفوز". وأقر المدرب الفرنسي ديدييه ديشان بأن الزرق لم يكونوا في المستوى الذي يمنحهم التألق وتحقيق التأهل. وقال خلال الندوة الصحفية التي عقدها عقب إقصاء المنتخب: "إذا توقفنا، فذلك لأننا لا نستحق المزيد. هناك أحداث غير متوقعة، ليست أعذارا، ونحن جزء من أولئك الذين يعودون إلى الوطن، مثل وصيف بطل العالم وبطل أوروبا". "من الصعب طي الصفحة" الكثيرون حملوا المسؤولية للمهاجم مبابي، أحد أبرز نجوم المنتخب الفرنسي، الذي أهدر ركلة ترجيح، كانت اللمسة الأخيرة للكرة في عمر مشاركة المنتخب الفرنسي بنهائيات كأس الأمم الأوروبية. وتوجهت لنجم باريس سان جرمان انتقادات قاسية كتلك التي جاءت في تغريدة للنائب بمجلس الشيوخ الجمهوري آلان كاديك، الذي كتب أن "الطفل المدلل لكرة القدم الفرنسية غاب عن مباراته. جشع جدا. غير دقيق جدا، وهو مدين لنا بالرد". قبل أن يرد على ميادين الكرة في مناسبات قادمة، قال مبابي في توصيف للحالة التي يمر بها جراء هذه الهزيمة: "من الصعب جدا طي الصفحة. الحزن شديد بعد هذا الإقصاء. كنت أرغب في مساعدة الفريق لكنني فشلت". وهب "الملك" البرازيلي بيليه لمواساته بالقول: "حافظ على الرأس مرفوعا". كما أن مدربه ديشان أكد دعمه له، إذ قال: "وإن كان لم يسجل أي هدف، لقد كان خطيرا في كل عملياتنا الهجومية تقريبا"، قبل أن يضيف مدرب الزرق الذي أعلن أنه المسؤول عن هذا الفشل، أن مبابي "يشعر بالذنب، لكنه لا يجب أن يكون كذلك". وفي هذا الجو المشحون بمشاعر الحزن، يفضل بعض محبي الزرق أن يكونوا إيجابيين تجاه المستقبل كما هو شأن مقدم البرامج المعروف سيريل حنونة، الذي غرد بهذه العبارات: "هذا الصباح بالطبع أنا حزين على إقصاء منتخب فرنسا، لكني لا أنسى كل السعادة التي قدموها لنا وسأكون دائما وراء كل أصدقائي وديدييه ديشان الذي أحب. برافو سويسرا وسنكون بطل العالم في عام 2022". «صفعة»، "خيبة كبرى"، "فشل ذريع"، لم تبخل الصحف الفرنسية بإطلاق الصفات بعد إقصاء بطلة العالم من ثمن نهائي كأس أوروبا لكرة القدم الاثنين، بركلات الترجيح ضد سويسرا إثر تعادلهما 3-3. وعنونت صحيفة «ليكيب» الرياضية «مدمّرون»، فيما كتبت «لوباريزيان»: «الخيبة»، مطلقة أحكاماً قاسية على بطل نسختي 1984 و2000 «لا يستحق الزرق التقدّم أبعد من ذلك». وبحثت الصحف عن الأخطاء في مباراة دامت 120 دقيقة وانتهت بإهدار المهاجم كيليان مبابي ركلة ترجيحية. كما طالت سهام الانتقاد المدرب ديدييه ديشان، فكتب موقع مجلة «سوفوت»: «هل نسي (ديشان) أنه يملك 26 لاعباً؟». وتابعت حول إجراء ديشان 4 تبديلات من أصل 5 ممكنة «كان بمقدور الاحتياطيين ضخ طاقة جديدة افتقدها المنتخب الفرنسي». وأضافت «مجرد النظر إلى أداء (البديل) ماركوس تورام في الدقائق التسع التي شارك فيها، يمكن ملاحظة أنه قدم أكثر من جميع زملائه مجتمعين». ورأت ليكيب أن «ديشان خسر الشوط الأول في المساحات العريضة، لكن أيضاً في العمق مع خطة 3-4-3»، وكتبت «لوموند»: «ارتجل ديشان كثيراً في هذه البطولة». وأشار معظم المعلقين إلى أخطاء ديشان، لا سيما في بداية المباراة، وتحدثت ليكيب عن «تقسيم غير مفهوم»، فيما كتبت «سوفوت»: «مسؤوليته كبيرة»، مشيرة إلى فريق «لم يجد أبداً المفاتيح، ويعطي شعوراً بفقدان التوازن».