تتوالى السنوات، والدولة الإسلامية تتوسع في فتوحاتها، ففي الوقت الذي حكم فيه الوليد بن عبد الملك لم تتوقف الجيوش الإسلامية التي كانت تجوب العالم شرقا وغربا، في آسيا وأفريقيا وعلى مشارف أوروبا أيضا، وعندما وصلنا إلى سنة 89 هجرية كانت الغزوات تتجه إلى بلاد الترك وما يحيط بها، فما الذي يقوله التراث الإسلامي؟ يقول كتاب البداية والنهاية ل الحافظ ابن كثير تحت عنوان "ثم دخلت سنة تسع وثمانين": وفى هذه السنة ولى الوليد بن عبد الملك إمرة مكة لخالد بن عبد الله القسري، فحفر بئرا بأمر الوليد عند ثنية طوى وثنية الحجون، فجاءت عذبة الماء طيبة، وكان يستقى منها الناس. وفى هذه السنة غزا قتيبة بن مسلم الترك حتى بلغ باب الأبواب من ناحية أذربيجان وفتح حصونا ومدائن كثيرة هنالك. وحج بالناس فيها عمر بن عبد العزيز. قال شيخنا الذهبي: وفى هذه السنة فتحت صقلية وميورقة وقيل ميرقة، وهما في البحر بين جزيرة صقلية وخدرة من بلاد الأندلس. وفيها سير موسى بن نصير ولده إلى النقريس ملك الفرنج فافتتح بلادا كثيرةً.