يتطلع ياسين بونو حارس المنتخب المغربي وهو يخوض مشاركته الثالثة تواليا في نسخة الكان المقبلة بالكاميرون من أجل ترك بصمة خالدة قبل أن يستشرف الثلاثين من عمره، ليصنع لنفسه اسما من ذهب في سجلات الكرة المغربية، ويتجاوز مكتشفه وعرابه الزاكي بادو، بأن يقود الأسود للقب القاري الذي فشل الزاكي في أن يتوج به لاعبا ومدربا للمنتخب المغربي. في التقرير التالي نعرض القواسم المشتركة بين بونو و الزاكي، وكيف بدأ بونو يرسم التفوق على ملهمه وقدوته: قواسم مشتركة في مسار بونو والزاكي الكثير من القواسم المشتركة، فقد انطلقا من الوداد البيضاوي ومنه احترفا بالليجا، فكان مايوركا بالنسبة للزاكي وأتلتيكو مدريد بالنسبة لياسين بونو قبل أن يستقر حاليا في اشبيلية، وكلاهما مثل المغرب في نسخ الكان و شاركا في نسخة لكل منهما لكأس العالم المكسيك 1986 بالنسبة للزاكي، حيث قاد منتخب الأسود يومها لإنجاز تاريخي غير مسبوق كأول منتخب عربي أفريقي يعبر دور المجموعات. بونو بدوره حضر مونديال روسيا 2018 بديلا لمنير المحمدي، فكان الزاكي هو أول من عرّف الجمهور المغربي بياسين بونو قبل أكثر من 10 سنوات في نهائي رادس أمام الترجي التونسي، ومن هنالك انطلقت نجومية وشهرة بونو كما تنبأ له الزاكي بأنه سيتجاوزه على مستوى الشهرة والألقاب. بونو ورحلة التحدي بالليجا استطاع ياسين بونو أن يكذب كافة التوقعات التي خمنت فشله في تجربته الاحترافية في الليجا بعدما انطلق احتياطيا داخل اتلتيكو مدريد، إلا أنه سرعان ما فرض نفسه وبقوة للموسم الثامن تواليا، بعدما فضل التحليق صوب آفاق أرحب تضمن له فرص اللعب بدقائق أكثرن ليتألق رفقة سرقسطة ومنه صوب جيرونا قبل أن يجد ضالته داخل رحاب الأندلس وتحديدا مع نادي اشبيلية الذي توج معه بلقب اليوروبا ليج التاريخي بعدما كان من نجومه في هذه المسابقة. حاليا بونو هو أكثر حراس الليجا حفاظا على نظافة مرماهم متقدما على البلجيكي كورتوا حارس ريال مدريد ومتجاوزا حراسا كبارا أمثال الألماني تير شتيجن مع برشلونة و يان أوبلاك مع أتلتيكو مدريد، وليصبح أفضل حارس في افريقيا في الوقت الحالي متقدما على السينغالي ميندي حارس تشيلسي والكاميروني أونانا حارس أياكس. المجد في الكاميرون في تصفيات كأس العالم مر بونو بمحاذاة إنجاز تاريخي بأن ينهي التصفيات كاملة دون استقبال أي هدف، لولا النيران الصديقة لزميله رومان ساسي التي أصابته في مباراة غينيا، فكان الهدف الوحيد الذي ولج مرماه في هذه التصفيات. وحين يحط الرحال بالكاميرون ليلعب الكان الثالث تواليا، فمن أجل قيادة منتخب المغرب للتتويج وتجاوز خيبة نسخة مصر 2019 لما فشل بونو في التصدي لأي من ركلات الترجيح أمام بنين المغمور بالدور الثاني، ليخرج المغرب بشكل مفاجئ من البطولة. تتويج بونو رفقة الأسود سيمكنه من تجاوز الزاكي بادو على صعيد المنتخب المغربي، بعدما تجاوزه باللقب الأوروبي رفقة اشبيلية بإسبانيا، لأن الزاكي لم يصل حارسا مع الأسود لأكثر من نصف النهائي، ومدربا للنهائي في تونس 2004، كما أنه في حال تأهل مع المغرب لمونديال قطر، فسيكن قد تجاوز الزاكي على صعيد الحضور في كأس العالم بمشاركتين تواليا مقابل مشاركة واحدة للزاكي. لذلك الكاميرون تنادي ياسين بونو ليتسلق سلم المجد ويقود معه منتخب الأسود لإنهاء عقدة الكان التي لازمته طويلا.