أكدت الأممالمتحدة موافقة أطراف النزاع في اليمن على خطة تستهدف التصدي لمخاطر ناقلة النفط «صافر»، الراسية أمام سواحل مدينة الحديدة. جاء ذلك في مؤتمر صحفي، عقده المنسق الأممي المقيم للشؤون الإنسانية ديفيد جريسلي، مع الصحفيين بمقر الأممالمتحدة في نيويورك. و»صافر» وحدة تخزين وتفريغ عائمة، راسية قبالة السواحل الغربية لليمن، على بعد 60 كم شمال ميناء الحديدة (خاضع لسيطرة الحوثيين)، وتستخدم لتخزين وتصدير النفط القادم من حقول محافظة مأرب. وبسبب عدم خضوعها لأعمال صيانة منذ عام 2015، أصبح النفط الخام (1.148 مليون برميل)، والغازات المتصاعدة تمثل تهديدا خطيرا للمنطقة، وتقول الأممالمتحدة إن السفينة «قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة». وقال جريسلي: «لدينا خطة منسقة للتصدي للتهديد الوشيك المتمثل في حدوث تسرب نفطي كبير من الناقلة». وأشار أن فريقه عمل بجد مع الأطراف خلال الأشهر الستة الماضية «لنزع فتيل ما كان يسمى بحق قنبلة موقوتة قبالة ساحل البحر الأحمراليمني». وأكد المسؤول الأممي أن «الخطة حظيت بدعم أطراف النزاع وأصحاب المصلحة الرئيسيين الآخرين، وأيضا مجلس الأمن الدولي». وتتضمن الخطة، وفق جريسلي، «تركيب سفينة بديلة على المدى الطويل للناقلة خلال فترة مستهدفة مدتها 18 شهرا». وأضاف: «ثم سيتم تنفيذ عملية طارئة لمدة 4 شهور من قبل شركة إنقاذ عالمية بهدف القضاء على التهديد المباشر، ونقل النفط إلى سفينة مؤقتة آمنة». وأوضح جريسلي أن «الناقلة غير قابلة للإصلاح، وقد يؤدي حدوث تسرب كبير إلى تدمير مجتمعات الصيد على ساحل البحر الأحمراليمني». وتابع: «كما أن التأثير البيئي سيكون شديدا، وتقدر تكاليف التنظيف وحدها ب20 مليار دولار أمريكي، وهذا لا يحسب تكلفة الأضرار البيئية عبر البحر الأحمر، أو المليارات التي يمكن أن تضيع بسبب تعطل الشحن عبر مضيق باب المندب». وكشف المسؤول الأممي أنه سيتوجه في الأسبوع المقبل إلى عدة عواصم في منطقة الخليج العربي «لمناقشة الخطة وطلب الدعم». وأشار إلى أن «هولندا التي تعد من أصحاب المصلحة الأساسيين في دعم جهود الأممالمتحدة، ستنظم حدثًا لإعلان التبرعات في الأسابيع المقبلة». في ذات السياق أعلنت الأممالمتحدة، استعدادها للعمل مع مجلس القيادة الرئاسي الذي تم تشكيله حديثا، وكذلك الأطراف اليمنية، للتوصل إلى هدنة دائمة وتسوية مستدامة وشاملة وتفاوضية للصراع اليمني. جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الأممالمتحدة، ستيفان دوجاريك، في مؤتمره الصحفي الخميس، وفق موقع الأممالمتحدة الرسمي. وقال دوجاريك: «نحيط علما بقرار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بتفويض سلطته الكاملة بشكل لا رجعة فيه إلى مجلس قيادة رئاسي تم تشكيله حديثا». وتابع: «نحن على استعداد للعمل مع مجلس القيادة الرئاسي، وكذلك الأطراف اليمنية، للتوصل إلى هدنة دائمة وتسوية مستدامة وشاملة وتفاوضية للصراع اليمني.» من جهة أخرى، أعربت الأممالمتحدة عن امتنانها للمملكة العربية السعودية لإعلانها عن التزام بقيمة 300 مليون دولار للاستجابة الإنسانية التي تقودها الأممالمتحدة. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة: «ستقطع هذه المساهمة السخية شوطا طويلا في تلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب اليمني في جميع أنحاء البلاد. في الشهر الماضي، جمع مؤتمر التعهدات رفيع المستوى 1.3 مليار دولار للاستجابة الإنسانية في اليمن.» كما رحبت الأممالمتحدة أيضا بالإعلان عن حزمة بقيمة 3 مليارات دولار من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لمساعدة اقتصاد اليمن. وأشار دوجاريك إلى أنه سيكون لهذا الدعم تأثير كبير في استقرار الريال اليمني، وخفض الأسعار وتقليل نقص الوقود - وكلها عوامل رئيسية للاحتياجات الإنسانية.