اليوم / احمد النويهي طالب المعتصمون أمس بمحافظة تعز بضبط المتهمين بقتل أثنين من الجنود الأربعاء قبل الماضي أثناء فرار سجين محكوم عليه بالإعدام بتهمة قتل، وطالب المعتصمون محافظ محافظة تعز حمود خالد الصوفي بتقديم استقالته. كما ندد المعتصمون من أبناء جبل حبشي وعزلة الافيوش بالعدين وعدد من أقارب الجنود بالانفلات الأمني الذي تشهده مدينة تعز والذي كان أخره قضية مقتل الجندي أنور سعيد محمد الصعدولي من أبناء جبل حبشي والجندي محمد حميد عبد الجبار من عزلة الافيوش بالعدين. وردد المشاركون في التظاهرة التي شارك فيها الآلاف ( أين القاتل يا صوفي ) ( قتلوا شهداء الواجب. . والقاتل أصبح هارب ) ( ارحل ارحل يا صوفي) وشعرات أخرى منها ( كيف يسمح للقتلة وقطاع الطرق التجول بالسلاح في شوارع مدينة تعز ) ( لا إله إلا الله. . الصوفي عدو. . . . . ) ( قتل الجنود وصمة عار في وجه السلطة ) ( لم يسقطوا ضحايا حرب إنما ضحيا عصابة الغدر والتخريب وسفك الدماء ). واصدر المعتصمون بيانا طالبوا فيه فخامة رئيس الجمهورية بإصدار توجيهات حازمه لقيادة السلطة المحلية بالمحافظة بسرعة إلقاء القبض على الجناة وتقديمهم للمحاكمة بصورة عاجلة ومحاسبة كافة المتورطين في هذه الجريمة ووضع حد للانفلات الأمني الذي لم تشهد له محافظة تعز مثيلا. ونوه البيان بضرورة إعادة الاعتبار للجنود الذين يقتلون جهارا نهارا أثناء تأديتهم للواجب، مطالبا مجلس النواب بسرعة تشكيل لجنة للتحقيق في هذه الجريمة وفي الانفلات الأمني الذي تشهده محافظة تعز واتخاذ الإجراءات الدستورية والقانونية التي تعيد لمحافظة تعز أمنها واستقرارها. وقال المعتصمون :" مرت أكثر من عشرة أيام على تلك الجريمة النكراء ولم تقم السلطة المحلية والأجهزة الأمنية بواجبها في إلقاء القبض على القتلة ". وأشاروا في بيانهم انه ما كان لهذه الجريمة أن تحدث لو كانت هناك جدية من قبل السلطة المحلية والأجهزة الأمنية لتطبيق قرار منع حمل السلاح في المدن الرئيسية دون استثناء لهذا وذاك ويخضع الجميع للنظام والقانون دون محاباة، ولو أن هناك أجهزة أمنية تعي مسؤوليتها لأنه لا يمكن أن يسمح بخروج سجين محكوم عليه بالإعدام من داخل السجن المركزي بسيارة أجرة بحجة إسعافه لتلقى العلاج ). وتساءل البيان :"هل عجزت تلك الأجهزة الأمنية عن توفير سيارة خاصة لنقل السجناء في الحالات المرضية !!؟ من جهته قال عبد العليم سيف شيخ مشايخ جبل حبشي المنطقة التي ينتمي إليها احد الجنود :" بان الاعتصام لم يكن مرتبا وإنما جاء بناء على حماس المواطنين الذين حضروا للمشاركة من تلقاء أنفسهم للتعبير عن رفضهم لما حدث، ومطلبهم الأساسي بان تظل تعز في امن وأمان وبدون مظاهر مسلحة وتعطيل دور الأمن وعدم ترك الأمر لبعض الشواذ التجول بالسلاح في المدينة وان تكون تعز خالية من المظاهر المسلحة ". وأضاف بان مطلب أولياء الدم ومناصريهم إيصال القتلة والمجرمين للعدالة. ولفت شيخ مشائخ جبل حبشي إلى أن هناك أشخاصاً أراود أن يثيروا الفوضى لكنه تم القبض عليهم من قبل المعتصمين وتسليمهم إلى الأمن ، مشيرا بأنه ومعه آخرون التقوا بمدير الأمن الذي أكد لهم بأن التحقيقات جارية لمتابعة القضية والمتابعة مستمرة وتم تكليف الأطقم العسكرية لأكثر من جهة لمتابعة القتلة والعصابة التي كانت بجانبهم وقد تحددت الكثير من الأماكن ويحتاج الأمن إلى فرصة من الوقت لأجل القبض على الجناة. وأكد الشيخ عبد العليم أن هناك لامبالاة تجاه القضية وان أصحاب المنطقة لديهم وسائل متعددة لكن يظل مطلب أن تكون تعز أمنة مستقرة خالية من الأسلحة والأشخاص الخارجين عن القانون. واختتم الشيخ حديثه بان المعتصمين أدركوا الأمر وأعطوا الفرصة الكافية للجهات المعنية بالقبض على القتلة وان هذا الاعتصام لن يكون الأخير وإنما قد تلحقه اعتصامات واعتصامات إذا ما كان هناك تخاذل في مسالة القبض على العصابة. من جهته أشار احمد مهيوب الصرمي احد أقرباء الجندي الأخر محمد حميد الصرمي بان مشاركتهم في الاعتصام للتعبير عن مطلبهم بضرورة الإسراع في ملاحقة الجناة والقبض عليهم متمنيا من الجهات الأمنية ألا تقصر في دورها وان تقوم بمهامها وان تحيل مدير السجن إلى المحاكمة. وقال بإن الاعتصام هو للتعرف ايضا على الإجراءات المتخذة ورفع للمعنويات لرجال الأمن الذين أصبحوا ضحايا أيضا وانه بالإمكان مساعدة الأجهزة الأمنية في اقتحام أوكار الجناة إذا ما تم تحديدها . . أما مدير امن تعز العميد- يحي الهيصمي - وفي تصريح صحفي خاص قال بإنه تم تشكيل لجنة برئاسة نائب مدير الأمن العقيد عبد الحليم نعمان- ومعه مدير البحث الجنائي واستمر التحقيق لمدة ثلاث أيام متواصلة وأكد الهيصمي انه ومن خلال نتائج التحقيقات تم التوصل إلى الأشخاص الذين قاموا بالعملية والمكان والأشخاص المتعاونين معهم، مشيرا إلى القبض على 10 مشتبهين من الفندق الموجود بمكان الجريمة وعدد من أقارب السجين الفار. وقال مدير الأمن "إنه ومن خلال التحقيقات تم تحديد أماكن يتنقل فيها المتهمون وهي خارج مدينة تعز رافضا الإفصاح عنها حتى يتم إلقاء القبض على الجناة مؤكدا أنهم تحت الرقابة والملاحقة والمتابعة المستمرة ، كاشفاً عن وجود تنسيق مع الجهات الأمنية الأخرى والمسألة مسألة وقت لا أكثر وقد تحصلنا على معلومات عن الجناة وهم القاتل واثنين من إخوانه وأشخاص آخرين تعاونوا معه". وفيما يخص الاعتصام عبر مدير الأمن عن تعاطفه مع أولياء الدم كون الجنود هم أولاد الأمن مثلما هم أولاد لأسرهم وقد تعرضوا لعميلة غدر أثناء تأديتهم لواجبهم والقضية تهمنا جميعا. وأضاف :"إن شاء الله سنصل إلى الجناة وهذا وعد نقطعه للجميع إننا سنلقي القبض على العصابة وسنحيلها إلى القضاء لتأخذ جزاءها الرادع ". ونوه العميد الهيصمي بأن الحادثة كانت نتيجة الإهمال من قبل إدارة السجن المركزي التي سمحت الخروج للسجين دون اتخاذ إجراءات مشددة معمول بها في مثل هذه الحالات وخصوصا أن السجين الفار محكوم عليه بالإعدام. وكان المعتصمون قد توافدوا منذ الصباح الباكر ونظموا اعتصامهم الأول إمام إدارة الأمن وانطلق المعتصمون بعد ذلك إلى مبنى المحافظة مرددون شعراتهم.