اليوم / خاص اختتم المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل " منارات " الخميس ندوة "قراءات فكرية وتحليلات سياسية لمشروع اتحاد الدول العربي" التي استمرت لمدة أسبوعين. وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور عمر العمودي، في ورقته "بين حقائق الوحدة العربية ومعوقات العمل العربي المشترك" أن جوهر مشروع اتحاد الدول العربية الذي يحمل رؤية اليمن قيادة وشعبا يتركز ويتمحور حول الرغبة الصادقة في تفعيل وتطوير وتجديد العمل العربي المشترك. وقال أنه في حقيقته ومضمونة إستراتيجية عربية عامة ومتكاملة علمية وموضوعية ومتدرجة تشمل كل مجالات التعاون والتضامن، وتنطلق من الواقع وتعترف به وتسعى إلى عقلنته وربطة عن طريق التدرج المضطر في اتجاه الآمال والأحلام العربية المشروعة وصولاً إلى الوحدة العربية قدر ومصير وسفينة النجاة لكل العرب ضد الإخطار والتحديات المحدقة بهم. وأشار العمودي إلى أن اليمن لا تسعى إلى فرض مشروعها الذي بدأ جذريا من مؤتمر قمة عام 2001، ومؤتمر قمة شرم الشيخ عام 2003، ولكنها عندما تدعوا إليه فإنها ترى فيه الأمل والبديل الأفضل لجامعة الدول العربية المتهالكة والمتعادية، وأن القادة والحكام والزعماء العرب هم أصحاب القرار الآن فيما يختارون في مؤتمر القمة العربي القادم والطارئ في أكتوبر 2010م. وأوضح العمودي إن الفشل الذي واجه ولا يزال يواجه مسيرة العروبة وحركة الوحدة العربية في الماضي والحاضر يعود إلى جملة من الأسباب والمعوقات منها ما هو محلي عربي عربي ومنها ما هو دولي وخارجي من قبل الدول الطامعة في الأرض العربية ومواردها والمعادية لطموحات الشعوب والمجتمعات العربية منذ أوائل القرن العشرين الماضي بهدف السيطرة والهيمنة عليها وتفتيتها إلى دويلات ضعيفة يسهل إخضاعها لمخططاتها الاستعمارية كحقيقة مبرهن عليها في تاريخ العرب السياسي المعاصر. وأشار إلى أن أبرز وأهم المعوقات على المستوى المحلي هي اختلاف حجم الدول من حيث السكان أو المساحة أو الاثنين معا، وكذلك سير جميع الدول العربية في اتجاه سيادة القطريات بوجه عام في خططها ومشاريعها التنموية، وتباين المستويات الاجتماعية والثقافية من حيث التقدم والنضوج الاجتماعي والثقافي، ومستويات المعيشة، ففي حين يصل مستوى الدخل السنوي في الدول الغنية إلى 25 إلف دولار ينخفض في دول أخرى إلى إلفين دولا وفي مجموعة ثالثة لا يزيد على خمسمائة دولار. إلى جانب اختلاف طبيعة النظم السياسية، وتباين ارتباطاتها ومصالحها مع العالم الخارجي وبوجه خاص مع الدول الكبرى المتحكمة في لعبة السياسات العالمية، وخلافات الحكام والقادة العرب وتباين الرؤى بينهم.