اعتقد الدكتور ياسين سعيد نعمان-الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني ان الحراك السياسي الذي شهدته اليمن خلال فترة العملية الانتخابية وما رافقها من حملات دعائية من المفترض ان يعمق علاقة المعارضة «اللقاء المشترك» بالمؤتمر الشعبي العام والتعاون فيما بينهما والاحترام المتبادل كون ما جرى كان في إطار الديمقراطية والتنافس الذي رآه ياسين لم يبلغ المدى الذي يؤدي لقطيعة. جاء ذلك في رده على سؤال في الحوار الذي اجرته صحيفة «الايام» في عددها الصادر يوم امس السبت حول تصوره كيف ستكون علاقة المشترك والمؤتمر خلال المرحلة القادمة؟، وعن استمرارية تحالف اللقاء المشترك بعد انقضاء الانتخابات الرئاسية والمحلية قال ياسين: نعم وسيتطور لان اللقاءالمشترك ليس للانتخابات فقط، لكنه اخذ على عاتقه ان يقوم بدور تاريخي في المسار الديمقراطي، منوهاً إلى ان هذا التحالف ليس تحالفاً ابدياً لكنه تحالف يقوم على اساس تسوية ارض الملعب. واضاف: واليوم التحالف لخمسة احزاب يمكن ان يكون غداً لسبعة أو ثمانية احزاب وقد يكون المؤتمر جزء من هذا التحالف وقد يخرج منه الاشتراكي أو الناصريون أو الاصلاح. وفي هذا السياق يرى مراقبون ان تصريحات الدكتور ياسين حملت في طياتها بعض الرسائل ذات الرموز والشفرات المعقدة التي ما اذا تم فك رموزها وشفراتها بمعادلة سياسية سيبدأ ظهور ملامح المستقبل السياسي لليمن الاولية التي لازالت حتى اللحظة اقرب إلى الغموض -حد وصفهم، مشيرين إلى الخطاب السياسي والاعلامي الجديد الذي بدأ به قياديو الاصلاح ومن ثم خطابات الرئيس تجاه المعارضة لتأتي بعدها تصريحات الدكتور ياسين بالاضافة إلى عودة الاستاذ عبدالرحمن الجفري وعدد من قيادات حزب رابطة ابناء اليمن لتشكل هذه الاحداث بمجملها اولى مراحل ولادة يمن جديد -اذا ما صح التعبير- يحرص على الاستفادة من خبرات وكفاءات كل ابنائه وقواه السياسية الفاعلة والخيرة التي تضع مصالح الوطن العليا نصب اعينها دون النظر أو الالتفات إلى اي مصالح شخصية أو حزبية ضيقة. الامين العام للحزب الاشتراكي اشار خلال الحوار المشار اليه انفاً إلى وجود سلطة سياسية تحركت في الوقت المناسب لكي تقضي على الجميع بما فيها المؤتمر الشعبي العام ونسفت المؤتمر من الاساس لانه لم يبرز على السطح وارادت نسف المعارضة وايضاً الرئىس علي عبدالله صالح، موضحاً انه لابد على الجميع ان يبحث عن هذه السلطة «الخفية» التي تتعارض مصالحها وتضيق بالديمقراطية وتبرز في الوقت المناسب لكي تنسف الجميع. وحول ما اذا كان د.ياسين نادماً على عودته إلى ارض الوطن قال: ابداً انا سعيد ومتمسك بعودتي وانصح كل انسان ألا يغادر وطنه، واقول لكل من لم يجرب الغربة السياسية وان كان معظم اليمنيين جربوا الغربة السياسية بأن الوطن يبقى الاكثر دفئاً، ولذلك عندما اشاعوا اثناء الحملة الانتخابية ان المعارضة تتأهب لمغادرة البلاد قلت لهم يبدو لي ان من لم يجرب عليه ان يجرب ومن جربوا يتمسكوا بأرضهم بأيديهم واظفارهم مهما كانت الظروف قاهرة.