للمرة الثانية على التوالي وفي ذات التوقيت تتكر ازمة الغاز اثناء اجازة عيد الفطر المبارك وكأن الشركة اليمنية للغاز تتخذ من افتعال ازمة الغاز اثناء هذا التوقيت وسيلة شاذة للتعبير عن تهانيها الباردة لجميع ابناء الشعب اليمني الذين اصبحوا قرابين على نصب رغبات سماسرة الازمات وخفافيش السوق السوداءولأن المشهد يتكرر هذا العام للمرة الثانية وفي ذات التوقيت مع غياب أو انعدام الاسباب الموضوعية للازمة فانه من البديهي الحكم على هذه الازمة بأنها ازمة مفتعلة ولا يوجد اي مجال للصدفة في تجلياتها ولهذا فإن الكثير من علامات الاستفهام تفرض نفسها اثناء التقصي عن اسبابها ومسبباتها وخلفياتها المباشرة وغير المباشرة والكشف عن هوية الراغبين في سرقة الفرحة والبهجة بالعيد من افئدة المواطنين المثخنة بجروح الازمات المتتالية عليهم كقطع الليل المظلم. ولمحاولة الوقوف على اجابات شافية عن اسئلتنا الحائرة في دهاليز أرمة الغاز المفتعلة بالتزامن مع تباشير قدوم عيد الفطر المبارك تواصلت «أخبار اليوم» مع عدد من مصادرها المطلعة والذين اجمعوا على ان الشركة اليمنية للغاز تتصدر قائمة الاسباب المباشرة لازمة الغاز الحالية، موضحين بأن الشركة اقتصرت على تزويد عدد محدود من مراكزها باسطوانات الغاز بواقع «150» اسطوانة فقط للمركز الواحد وهو الامر الذي اوحى لجميع مراكز البيع المعتمدة لدى الشركة ببوادر ازمة عمل اصحاب المراكز على استباقها باخفاء الاسطوانات وبيعها في السوق السوداء باضعاف اسعارها استغلالاً لحاجة المواطنين ولغياب الرقابة من قبل الجهات المختصة. ولم تستبعد المصادر ان يكون عجز الشركة عن تزويد جميع مراكزها المعتمدة باسطوانات الغاز عائداً لتسرب العدد الاكبر من الاسطوانات إلى السوق السوداء عن طريق سماسرة متكسبين من وراء افتعال الازمة خلال اجازة العيد وخصوصاً بعد نجاح تجربتهم خلال اجازة عيد الفطر العام الماضي، مستنكرة الاعتقاد بأن تكون الازمة عائدة لسبب العيد وزيادة استهلاك المواطنين لمادة الغاز لأن المفترض ان تكون الشركة اليمنية للغاز مستعدة بعدد كافٍ من لاسطوانات لتغطية الاحتياج خلال اجازة العيد، مقترحين بأن يتم الاعلان عن هذه الكمية قبيل اجازة العيد والاعلان عن مراكزها المناوبة في جميع وسائل الاعلام حتى لا تتكرر الازمة عاماً بعد عام دون ان يجد سماسرة الازمات من يردعهم ويحمي المواطنين من جشعهم ورغباتهم المتوحشة. يشار إلى ان الشركة اليمنية للغاز اعلنت عن اعدادها خلال ايام العيد ولمدة «6» ايام غرفة عمليات لمتابعة توزيع وتوفير مادة الغاز خلال فترة الاجازة وضمان عدم احتكارها. ونقل موقع «26» سبتمبر نت» الاخباري عن الاخ نجيب العوج- نائب المدير العام التنفيذي للشركة قوله انه تم ايجاد عدد من المعارض المناوبة لتوفير مادة الغاز في المحافظات والمديريات. وقال: ان الاحتياطي الموجود من مادة الغاز في امانة العاصمة فقط يبلغ «350» الف اسطوانة غاز متوفرة في مخازن الشركة، كما يوجد لدينا غرفة عمليات فاذا حصل اي تلاعب من قبل بائعي الغاز أو الرفع من قيمة الاسطوانة يجب الاتصال إلى غرفة العمليات على التليفون «213373» ونحن سنقوم بكافة الاجراءات القانونية اللازمة لردع اي مخالف يرفع سعر اسطوانة الغاز المحدد أو يخفي هذه المادة. واشار العوج انه تم خلال شهر رمضان الكريم استهلاك «4» مليون اسطوانة غاز في عموم محافظات الجمهورية اي بمعدل «21000» طن يومياً، منوهاً إلى ان الازمات التي حصلت في بعض المناطق ماهي إلا مختلقة من قبل اصحاب المعارض ولا توجد اي ازمة في مادة الغاز. وعلق مراقبون بأن تصريحات الشركة تؤكد وجود ازمة في مادة الغاز ولا تعدو عن كونها للاستهلاك الاعلامي لأن الواقع في امانة العاصمة يثبت بأن تصريحاتها لا تمت إليه بصلة ويجب ان يلمس المواطنون اجراءات ملموسة لمعالجة الازمة الراهنة.