شيع آلاف من المواطنين امس جثمان فقيد الصحاة اليمنية الزميل حميد شحرة-رئيس مؤسسة «الناس» للصحافة عقب الصلاة عليه بعد صلاة الجمعة بجامع سنان ابو لحوم بامانة العاصمة، وكان في مقدمة المشيعين وزير الاعلام حسن احمد اللوزي ونقيب الصحفيين اليمنيين نصر طه مصطفى وعدد من المسؤولين وقادة الاحزاب السياسية وحشد من الصحفيين والمواطنين. وقد اشاد الوسط الصحفي بجميع اطيافه بمآثر الراحل وما قدمه من عطاءات في سبيل اداء رسالته الاعلامية، حيث عبر نقيب الصحفيين اليمنيين في تصريح له لموقع «26 سبتمبر نت»عن حزنه بفقدان الزميل حميد شحرة وقال: فقدنا زميلاً عزيزاً ومهنياً من الطراز الاول وطموحه لم يتوقف منذ ان دخل المهنة حتى وفاته، وعبر الصحفي سعيد ثابت وكيل اول نقابة الصحفيين اليمنيين الذي كان من اصدقاء الفقيد عن مرارة الفقد ووحشة الفراق بقوله: لا املك سوى انني اشعر بفاجعة تتملكني وحسرة وألم على خسارته، لكن املنا هو انه كان إلى اخر لحظة مرتبطاً بربه قريباً من زملائه، مضيفاً بأن الفقيد عاش ومات من اجل مبادئ ومثل لم يتهاون في التعامل ازاءها، وقال في تصريحه ل«أخبار اليوم»: ارتبطت مع الفقيد برباط المهنة منذ وقت مبكر عندما كنت مديراً لمكتب «المستقلة» واشعر بمرارة الالم عندما اتذكر المواقف المحببة إلى قلبي مع الفقيد الراحل حميد شحرة- رحمه الله. اما الاستاذ عبدالباري طاهر النقيب الاسبق للصحفيين اليمنيين فقد اعتبر الفقيد حميد شحرة من الصحفيين الشبان الذين رفعوا سقف الحرية، وبانه كان من النماذج الشجاعة واسس مساحة لحرية الرأي والتعبير، واشار طاهر إلى ان صحيفة «الناس» من اوائل الصحف التي اسست لالتقاء الاقلام المختلفة من كل الاتجاهات بدون استثناء وبانها كانت بداية طيبة في الحياة الصحفية اليمنية ان يكتب لديه المؤتمري والاشتراكي والناصري والاصلاح، معتبراً صحيفة «الناس» تجربة مهمة في الصحافة اليمنية. يشار إلى ان الفقيد حميد شحرة كان قد انتقل إلى جوار ربه مساء الاربعاء الماضي اثر حادث مروري في منطقة الخشم بمديرية الزهرة محافظة الحديدة اثناء عودته من الاراضي المقدسة بعد عودته من اداء مناسك العمرة. الاستاذ حميد شحرة من مواليد 1973م مديرية بعدان محافظة إب حاصل على دبلوم معلمين من معهد المعلمين العام بإب، ويعد الفقيد الراحل من ابرز الصحفيين اليمنيين وبدأ حياته الصحفية اواخر الثمانينيات حيث اصدر العديد من النشرات المحلية في إب التي كانت تصدر عن كيانات نقابية متعددة من بينها نقابة المعلمين اليمنيين واتحاد طلاب اليمن، كما رأس تحرير صحيفة «النهار» الصادرة عن التجمع اليمني للاصلاح بمحافظة إب وفي اثناء ذلك كان الاستاذ حميد شحرة يكتب في صحيفة «الثورة» ويراسل صحيفة «الصحوة» قبل ان ينتقل إلى العاصمة صنعاء في العام 1994م، حيث عمل محرراً وكاتباً في صحيفة «الصحوة» في المجال السياسي والفكري والاجتماعي ثم مراسلاً لصحيفة «المستقلة» اللندنية وبعدها انتقل للعمل في المركز اليمني للدراسات الاستراتيجية باحثاً وسكرتيراً ثم مديراً لتحرير مجلة «نوافذ» الشهرية التي كانت تصدر عن المركز، وخلال عمله في المركز اليمني للدراسات الاستراتيجية اصدر كتابه الشهير «مصرع الابتسامة» الذي يؤرخ فيه لثورة 48م ودور حركة الاخوان المسلمين في ثورة 48م، ولفقيدنا العزيز ابحاث وكتابات عديدة في مجال المسرح والقصة والنقد فضلاً عن المجالات السياسية والفكرية والاجتماعية. وتوج الاستاذ حميد شحرة عمله الصحفي بتأسيس صحيفة «الناس» عام 2000م بامكانيات متواضعة جداً حيث صدر عددها الاول في 29 مايو واستطاع خلال هذه السنوات ان يجعل «الناس» في طليعة الصحف اليمنية، وان يحولها إلى مؤسسة صحفية تصدر عدة مطبوعات من بينها مجلة «نوافذ» الفكرية ومجلة «نماء» الاقتصادية التي توقفت، وتمتلك دار توزيع واعلان وطاقم كبير من المحررين والموظفين، وغيّب الموت الزميل الاستاذ حميد شحرة قبل ان يرى حلم تحويل «الناس» إلى صحيفة يومية حيث كان قد اشترى مطبعة خاصة بالصحيفة هي الآن في طريقها إلى اليمن. الفقيد الكبير انتقل إلى جوار ربه قبل ان يرى ايضاً مولوديه من زوجته الاولى «ام مالك» التي لاتزال في مستشفى الامل بالحديدة وزوجته الثانية الزميلة ميساء شجاع الدين التي وقع الحادث الاليم وهي في زيارة عائلية بالقاهرة.