تبدأ اليوم فعاليات منتدى المستقبل الثالث والذي يقام في المملكة الاردنية الهاشمية ويستمر اربعة ايام يناقش قضايا تتصل ببرنامج دعم الديمقراطية، ويشارك في المنتدى الدول الصناعية الثمانية والدول العربية بما فيها اليمن وكل من افغانستان وباكستان وتركيا، ويعقد برئاسة روسيا وسط توقعات ان يرأس جلستهالرئىس الاميركي جورج بوش والذي تأجل لقاؤه بالمالكي إلى اليوم بعد ان كان مقرراً ان يتم هذا اللقاء الاربعاء في الاردن، وللوقوف على اهداف ودواعي انعقاد هذا المنتدى اتصلت «أخبار اليوم» بالمفكر الفلسطيني الاستاذ منير شفيق والذي قدم رؤية استراتيجية لنوايا المنتدى في المنطقة حيث قال: ما يطرح في منتدى المستقبل لا يطبق منه شيء بل على العكس، واضاف: كل المنتديات الدولية التي تقام من «G8» مجموعة الثمان إلى «دافوس» إلى «منتدى المستقبل» إلى كل هذه المؤتمرات التي تدار من قبل الحكومات ومن قبل «لانجى أو» القريبة منهم، مشيراً إلى انه لا ينظر إلى ان هناك شيئاً ما يتحقق على الارض من كل ما يقولون وانما يتم تكرار نفس الكلام، موضحاً ان الامور تسير عكس ما يتوقعه المتابع وانهم يبشرون بتسوية للمنطقة كونها قد صار فيها حروب، كما بشروا بشرق اوسط جديد واصبح هناك انقسامات اعمق، ولم يتحقق شيء سواء على الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية بصورة عامة-بحسب شفيق- يكون التطبيق أولاً في دافوس يتحدث بموقف دافوس الأم. ويتابع شفيق قائلاً: كل مؤتمراتهم لا يعقبها اي تغيير في الوضع الدولي وانما ينظرون إلى الكلام بالنسبة لهم في المنتديات والمؤتمرات انها لا تزيد عن عملية تقييمية فقط. وحول الاهداف المعلنة لمثل هذه المنتديات والمؤتمرات يقول شفيق انها تحاول ان تعمل شيئاً لكنه لا يراها تحصد اي شيء ولا تعدو عن كونها مضيعة للمال والوقت، إلا انه لا ينكر ان هناك حراكاً في إطار طرفين في محاولة لتحريك الوضع واشعار الاخرين «المتابعين» ان هؤلاء الذين يقيمون تلك المؤتمرات والمنتديات بأنهم يشتغلون بشيء ويعملون شيئاً وانهم موجودون لا كما يتصورون، كما أنهم-حد شفيق- يحاولون أن يرسموا آفاقاً وذلك من خلال السياسة اليومية لكنه يؤكد انه لا يرى اي شيء ابداً واولئك المجتمعون جميعهم في زمرة «نحود دافوس» التي تشتغل في كل دول العالم الكبار والرئيسية الاقتصادية منها والسياسية والمستقلة، ويضرب شفيق مثالاً على ان هذا المنتدى وامثاله من المنتديات والمؤتمرات لا يحقق شيئاً بمؤتمرات ومنتديات العولمة وان كل ما تحدثوا عنه بشأن العولمة نتج عكسه تماماً، وكل شيء في الوضع الدولي كذلك تحدثوا عنه حدث عكسه تماماً، ولذا فهو لا يرى اي شيء تحقق مع هؤلاء ولهم. وعما اذا كان هذا المؤتمر يدعو إلى التطبيع مع اسرائيل خصوصاً وانه يعقد في دولة مطبعة مع الاحتلال الاسرائيلي ومجاورة له جغرافياً. . اجاب شفيق متسائلاً عن التطبيع وجدواه والحروب مستمرة واسرائيل تحارب لبنان وتدمره وكذلك تفعل بالفلسطينيين وتدمرهم، واشار شفيق إلى ان ما صار في العراق وحدث له خطة كبيرة كل العالم ذاهب إليها وإلى الصراع والخراب لا إلى التطبيع، ويحتاج التطبيع إلى ان يكون هناك سلام ولن يكون هنا تطبيع بدون سلام. واعتبر شفيق انهم اذا كانوا ينظرون إلى ما يقومون به من اتصالات على انها انجازات فهذا كلام فاضي- من وجهة نظره. وعن انعكاسات «منتدى المستقبل» على المنطقة برمتها قال شفيق: هذا سؤال كبير ولا علاقة له بالواقع وانعكاساته، نافياً ان يكون هناك اي من الناس ينتظر مثل هذه اللقاءات والمنتديات وانه لا يجد احداً يهتم بما سيطلع من هذه المنتديات، وهذا التغاضي والاهمال واللامبالاة يرجع إلى انعدام آليات التطبيق وقراراته ايضاً وكل شيء في هذا المنتدى، مشيراً إلى ان ما يطرح في المنتدى عبارة عن اماني وتطلعات ومع هذا فإنها بعيدة عن الواقع الذي يعايش. معتبراً في الوقت ذاته ان الواقعية التي تطبقها الدول الكبرى في المنطقة- وتطبقها ايضاً اسرائيل- ليس لها علاقة بالذي يتحدثون عنه ويناقشونه. ويتابع شفيق قائلاً «الذين يلتقون يتكلمون كلاماً عاماً مثلما حكوا في دافوس وكانت احلاماً وردية للعالم فظهر أنه لا وجود له»! وعن تضمن جدول اعمال «المنتدي» لمسألة الديمقراطية ودعمها وتطبيقها قال شفيق: ان الديمقراطية لم يعد هناك احد يتكلم فيها حتى الاميركان انفسهم لم يعودوا يفكرون في الديمقراطية بل خلعوا هذا المشروع وخلعوا الاصلاح، وتساءل شفيق عما اذا كانوا يريدون ان يتحدثوا فهل عن السياسية وما يجري على ارض الواقع. مؤكداً ان ما يجري على ارض الواقع عكس كل ما قالوه، ففي الوقت الذي يتكلم فيه الاميركان عن الديمقراطية وعلى الصعيد ذاته يقاطعون الديمقراطية في فلسطين ويمزقون الشعب العراقي ويسمون ذلك ديمقراطية. وفي ختام حديثه ل«أخبار اليوم» سرد منير شفيق عدداً من التناقضات التي يعيشها الاميركان كايجادهم حكومة طائفية في العراق ومن ثم يشكون الازمات ويزعمون ان ذلك ديمقراطية حتى ان بوش لم يعد يحظى باحترام من احد فلقد عاقبه الشعب الاميركي في الانتخابات الاخيرة لأن ما كان يقوله من الكلام لا يطبق. هذا وكان قد عقد امس الاربعاء مؤتمر صحافياً في مبنى وزارة الخارجية الاردنية للحديث عن فعاليات المنتدى وكان اجتماعاً موازياً لمنتدى المستقبل اصدر في ختام اعماله الثلاثاء بياناً ضمنه التوصيات الصادرة عن الورش التي انعقدت على هامش اعمال المؤتمر وكان المؤتمر المدني الموازي لمنتدى المستقبل قد حث في بيانه الختامي على ايجاد آليات تعاون بين حركة المجتمع المدني والحركات الاجتماعية والاحزاب السياسية من اجل تعبئة الموارد البشرية المعطلة والاحتياطية وزجها في عمليات البناء الديمقراطي والتغيير والتحديث، كما اوصى المؤتمر بضرورة السماح بممارسة العمل السياسي في المدارس والجامعات من خلال اتحادات الطلبة ومنظمات المجتمع المدني، وركز البيان الختامي للمؤتمر على عدة نقاط ابرزها اهتمام المشاركين بالنزاعات الاقليمية والازمات الداخلية في المنطقة وابرزها فلسطين والعراق وافغانستان ولبنان. والمطالبة بوضع حد للتدخلات الاجنبية عن طريق العمل على احياء عملية السلام في الشرق الاوسط وانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي باقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس. كما دعا المشاركون الى خروج القوات الامريكية من العراق وافغانستان ومساعدة الشعب العراقي على وقف مسلسل القتل اليومي واستئناف الحوار الوطني بين مختلف القوى السياسية بما يضمن وحدة وسيادة العراق في اطار نظام سياسي وديمقراطي تعددي. وشدد المؤتمر على اهمية اعتماد وسائل الحوار السياسي كاسلوب لحل النزاعات الوطنية والاقليمية وعلى نبذ الاقتتال المذهبي والطائفي والتمييز بين اعمال المقاومة المشروعة للاحتلال وبين الارهاب. وتزامناً مع منتدى المستقبل تبدأ صباح اليوم فعاليات «ملتقى عمان لمنظمات المجتمع المدني العربية المناهضة للهيمنة» تحت شعار «المستقبل كما نراه» ويشارك في الملتقى ما يزيد على «70» منظمة من منظمات المجتمع المدني العربية والاجنبية والاردنية. كان رئيس لجنة مقاومة التطبيع النقابية الأردنية (بادي الرفايعة) عبّر عن استغرابه "للسماح" للمؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل الذي تنظمه منظمات مجتمع مدني اخرى بعقده في أحد الفنادق، ورفض إقامة (ملتقى عمان المناهض). واوضح ان الملتقى الذي يشارك فيه مفكرون وممثلون عن منظمات مجتمع مدني محلية وعربية سيعقد في حال أصرّ المحافظ على موقفه في مجمع النقابات المهنية مشيرا الى انه يهدف الى تسليط الضوء على موقف هذه المنظمات من العديد من المحاور التي تناقش في منتدى المستقبل. حيث اوضح الرفايعة ان هدف الملتقى التأكيد على خطأ موقف الدول الصناعية الكبرى من اسباب التوتر، فمنظمات المجتمع المدني المشاركة في الملتقى تؤمن ان المسؤول الاساسي عن التوتر في المنطقة العربية "الاحتلال الصهيوني لفلسطين، والاحتلال الاميركي للعراق، والسياسات الاميركية والعالمية المؤيدة والمتناغمة مع الاحتلالين، والتي تبرر الاحتلال وتقمع الشعوب، وتحول دونها والتمتع بحريتها وسيادتها واستقلالها". وقال الرفايعة ان الملتقى يؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها وسيادتها على ارضها ومواردها، وبأن من حقها ان تتمتع بحقوق الانسان كافة، مؤكدا رفضه حماية الدول الكبرى للانظمة العنصرية والديكتاتورية وازدواجية المعايير التي تمارسها هذه الدول. ويسعى ملتقى عمّان وفق البيان الصحافي للجنة التحضيرية إلى "البحث في اسباب ازمات المنطقة وسبل الاصلاح من خلال مناقشة خمسة محاور رئيسية هي الهيمنة الراسمالية وانتهاك سيادة الدول، والمقاومة وسبل دعمها، والاصلاح السياسي والحريات العامة، والبيئة والمرأة والشباب". وقال ان شعار الملتقى " المستقبل. . كما نراه"، مبينا ان عدد المنظمات التي ستشارك فيه وصل إلى أكثر من خمسين منظمة اردنية وعربية. . وقالت رئيسة اتحاد المرأة الاردني امنة الزعبي ان تمويل المؤتمر ذاتي من قبل المنظمات المشاركة فيه، على عكس " تمويل المؤتمر الموازي، الذي يحظى بدعم حكومي وتمويل خارجي من قبل اميركا وبريطانيا"، وفق الزعبي. وبحسب برنامج الملتقى، فإن ست اوراق ستقدم في محور الاصلاح السياسي والحريات العامة وهي " اصلاح واستقلال السلطة القضائية" لرئيس المجلس القضائي السابق فاروق الكيلاني، و" تداول السلطة وازمة التمثيل البرلماني والاصلاح" لامين عام حزب جبهة العمل الاسلامي زكي بني ارشيد و"القوانين المقيدة للحريات العامة ولحقوق الانسان" لرئيس المنظمة العربية لحقوق الانسان هاني الدحلة، و"الفساد وآليات مواجهته " للنائب السابق توجان فيصل، و"حقوق الانسان في الوطن العربي بين النصوص والتطبيق" لرئيس الجمعية الاردنية لحقوق الانسان السابق سليمان صويص. وستقدم اربع اوراق عمل في محور البيئة والتنمية وهي "السطو على موارد الشعوب واثرها على التنمية" لعدنان الصباح و" منتدى المستقبل ومشروع الهيمنة الاقتصادية في الوطن العربي" لابراهيم علوش، وفي محور المقاومة وسبل دعمها ستقدم ثلاثة اوراق عمل الاولى بعنوان " المقاومة المسلحة في فلسطين والعراق ولبنان/ مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني/ المقاومة والقانون الدولي/ كافة اشكال المقاومة السلمية" لمنير شفيق، والثانية" دور مؤسسات المجتمع المدني في دعم المقاومة" لمحمد عبده والثالثة " دور الحركة العالمية المناهضة للهيمنة في دعم المقاومة العربية" للاارس اكرهيج. ويناقش المشاركون في محور الهيمنة الرأسمالية وانتهاك سيادة الدول ست اوراق عمل هي " مشروع الشرق الاوسط الكبير/الجديد/الاوسع" لوليد عبد الحي، و" مستجدات المشروع الامبريالي الاميركي في المنطقة (العراق/لبنان/الاردن/ سورية/الخليج/السودان)" للكاتب الصحافي ياسر ابو هلالة، و"مخاطر التمويل الاجنبي" لاشرف بيومي، و" استغلال الشرعية الدولية والامم المتحدة والقانون الدولي كأدوات للهيمنة" لهشام البستاني، و"الدول الصناعية الثماني الكبرى ودورها في الهيمنة" لجمال عبد الفتاح، و"ادوات التدخل الاقتصادي wto /البنك الدولي/ صندوق النقد الدولي واثرها على افقار الشعوب" لقاسم عز الدين. و "تعديل المناهج في ظل الهيمنة" لأمين عام حزب جبهة العمل الاسلامي السابق إسحق الفرحان.