اكد الاستاذ محمد يحيى الصبري-رئيس الدائرة السياسية للتنظيم الوحدوي الناصري- ان العدوان الاميركي السافر على الشعب الصومالي المتمثل في الغارات الجوية التي شنتها القوات الاميركية يوم امس على اقصى جنوبي الصومال بتأييد من الحكومة الانتقالية وبحجة استهداف عناصر مشتبه في انتمائها لتنظيم القاعدة- يأتي ذلك ليعبر عن حقيقة واضحة ان السياسة الاميركية وعداءها للشعوب الاسلامية والعربية لم تعد قضية ثأر وانما اصبحت قضية هدف استراتيجي تمارسه اميركا في الاراضي الاسلامية والعربية، مستنكراً باسم حزبه هذا العدوان الغاشم على الشعب الصومالي واراضيه. واستغرب الصبري في تصريح خاص ل«أخبار اليوم» ان هذا العدوان يأتي في ظل صمت عربي وتجاهل الحكومات العربية للاحتلال الاثيوبي للصومال، مؤكداً ان الذين ساعدوا وحرضوا وشجعوا على هذا العدوان هم النظام العربي الرسمي والحكومات العربية والتي كان ينبغي ان تدرك ان هذا العدوان يفتح الباب امام ممارسات عدوانية عسكرية اميركية ضد كل الدول سواء وخصوصاً المجاورة كالسودان واليمن والسعودية، حيث ان هذا المخطط الاميركي تم تنفيذه برضا عربي رسمي واسع النطاق، مبدياً استغرابه من موقف اليمن من هذا العدوان، خصوصاً انه اتى بعد المساعي والقيود التي بذلتها اليمن بما يتعلق بتحقيق اجواء الحوار في الصومال، طارحاً السؤال: هل اليمن تتجاهل مصالحها الامنية والاستراتيجية في الصومال بحيث انها تستقبل مساعدة وزير الخارجية الاميركية ومن ثم يأتي هذا العدوان عقب الزيارة؟!. وفي رده على سؤال الصحيفة المتعلق بموقف اليمن الاخير وتصريحات الحكومة اليمنية بامكانية استقبال واحتواء المحاكم الاسلامية. . قال الصبري: المفروض ان يكون موقف اليمن واضحاً لسببين: اولاً فيما يتعلق بالدعوة إلى حوار وطني صومالي حقيقي، وان تستخدم كل امكانياتها ونفوذها في سبيل تحقيق هذا الهدف، فالسياسة اليمنية تجاه الصومال يبدو انها قد غرقت في الحسابات الاميركية والاثيوبية وهذا شيء يؤسف له إذ انفجرت الحرب في الصومال وجاءت المواجهات من الاحتلال الاثيوبي بعد ان وقَّ طرفان رئيسيان في الصومال على اتفاقية حوار في عدن، فهذا التداعي يكشف ان حكومة اليمن لا تدرك ماذا تفعل في الصومال أو انها تهيؤ لمخاض يساعد على ما يجري في الصومال الآن. واشار الصبري ان ثاني الاسباب هو ان يأتي العدوان الاميركي بعد زيارة مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية وتصريحها بانها قد تشاورت مع اليمن واتفقت معها فيما يتعلق بالوضع في الصومال، ليأتي هذا العدوان ويضعف الموقف اليمني ليعطي مؤشراً واضحاً ان الاميركان لا حلفاء لهم ولا اصدقاء سوى قواتهم، وان الجميع عبارة عن ادوات تستخدمها القوات العسكرية الاميركية والسياسة الاميركية في القرن الافريقي وفي الخليج وكل المنطقة. وعن مدى تأثير الضربات الاميركية على الصومال على امن اليمن، وهل اليمن اصبحت مهددة جراء ما يحصل للصومال اليوم؟ اوضح الصبري ان الغزو الاثيوبي والعدوان الاميركي على الصومال فانهما جغرافياً وتاريخياً وامنياً واقتصادياً يشكلان عدواناً على اليمن وعلى كل الدول المجاورة للقرن الافريقي، لأن الصومال جزء من امن هذه الدول، فامنها مرتبط بامن مجموعة الدول العربية والاسلامية في المنطقة، واي عدوان لها أو غزو لاراضيها يعد انتهاكاً صارخاً لأمن اليمن والسعودية ولأمن مصر والسودان كذلك وغير تلك من الدول. وهذا ما يوجب على هذه الدول ادانة العدوان الاميركي والغزو الاثيوبي خصوصاً وان موقف حكومات هذه الدول صامت على ما يجري في الصومال. واضاف رئىس الدائرة السياسية للناصري ان هذه العمليات العدوانية العسكرية في اراضي الصومال لن تؤدي إلا إلى مزيد من المقاومة للاحتلال سواء الاحتلال الاثيوبي أو مقاومة التواجد الاميركي جنوب البحر الاحمر في جيبوتي، فالولايات المتحدة الاميركية بذلك توسع مشاعر الكراهية والحقد ضد وجودها وترتكب من الحماقات والممارسات ما يجعل هذا العدوان تهديداً لشعوب المنطقة بكاملها. هذا وكانت الغارات التي شنتها القوات الاميركية يوم امس على ارض الصومال قد اوقعت عدداً من القتلى لتأخذ الازمة بذلك منحى جديداً يتمثل في أول تدخل عسكري مباشر للجيش الاميركي بالصومال منذ انسحابه في مارس 1994م بعد ان قتل 18 جندياً اميركياً في معركة دامية بمقديشو في الثالث من اكتوبر للعام 1993م.