نفى مصدر عسكري رفيع المستوى الانباء التي تناقلتها بعض وسائل الاعلام مساء امس بشأن وجود عملية تفاوض بين قيادات في الجيش مع جماعة الارهاب والتمرد الحوثيين لاطلاق سراح «10» جنود تم اسرهم بالمواجهات المسلحة بمحافظة صعدة. واكد انه لا صحة اطلاقاً لأسر انصار المتمرد عبدالملك الحوثي عدد «10» جنود من قوات الجيش المرابطة بمحافظة صعدة من المناطق التي تدور فيها المواجهات، واوضح المصدر بأن المتمردين قبضوا على احد الجنود اثناء سيره في منطقة ليست في اطار المناطق التي تحدث فيها المواجهات من وقت لآخر، وقال ان المتمردين احتجزوا الجندي لفترة واطلقوا سراحه في وقت سابق من هذا الاسبوع بعدما نكلوا به وعذبوه اشد العذاب بتشويه وجهه وقص احد اذنيه وبتر اصابع القدم واليدين، مستخدمين كل الوسائل البشعة في اضطهاد الحقوق الانسانية التي لا يمكن حتى للجنود الصهاينة استخدامها في مثل هذه الحالة -حسب تعبير المصدر الذي نقل عنه موقع «مايو نيوز» هذه التصرحات. ونوه المصدر إلى انه لم تحدث خلال اليومين الماضيين اي معارك بين الطرفين باستثناء مواجهات متقطعة، حيث يقوم بها الجيش كردة فعل طبيعية عندما يتعرض لهجوم مباغت من انصار التمرد أو اثناء التقطع على وحدات من الجيش في كمائن تنصب في الطرق العامة أو على مواقع الجيش والنقاط الامنية، أو في حال استهداف جندي اثناء تواجده في سوق أو مطعم. واكد المصدر ان قوات الجيش وحتى الآن لم تحرك ساكناً وتعمل على ضبط النفس واتباع الطرق السلمية بالحل غير العسكري وفق مبادئ الحوار، وتطلعات القيادة السياسية التي تحرص على عدم الوقوع في حرب، وامهال لجنة الوساطة فرصتها الاخيرة لاقناع المتمردين. . مضيفاً: اذا لم يلتزم المتمردون بالقاء السلاح والعودة إلى جادة الصواب وفرض القتال على الجيش، فان الجيش سيلجأ إلى حسم المعارك مع هؤلاء المتمردين الداعين لفتنة حرب مرجعية مذهبية شيعية. وفي هذا السياق اشارت مصادر محلية إلى ان قوات الجيش والامن تمكنت من اعتقال اشخاص لهم صلة بالكمين الذي استهدف المقدم «ساري عبدالله فاضل» قائد قطاع «جمعة بن فاضل» مساء امس الاول الذي نجم عنه استشهاد شخصين احدهما جندي والآخر مدرس وجرح المقدم ساري واثنين من مرافقيه. واوضحت المصادر ذاتها ان اغلب المناطق التي تدور فيها المواجهات شهدت اليومين الماضيين هدوءاً نسبياً لم يخل من بعض الاشتباكات المتقطعة، مشيرة إلى ان تلك المواجهات جاءت على إثر قيام المتمردين بمهاجمة احد المواقع العسكرية بمديرية «حيدان» والهجوم على نقطة امنية حيث اسفرا الهجومان عن استشهاد جنديين من قوات الامن المركزي في منطقة «المهابر». واضافت المصادر ان وحدات استخباراتية تابعة للجيش قامت يوم امس بتمشيط العديد من المناطق التي حققت فيها قوات الجيش والامن تقدماً، مؤكدة انه وخلال عملية التمشيط تم العثور على العديد من انواع الاسلحة والذخائر التابعة للمتمردين كانت موضوعة في عديد من المحلات «بمران، وحيدان، والطلح، المهابر، الشيكة، وكذا الصفراء». إلى ذلك نفت مصادر خاصة ل«أخبار اليوم» المعلومات التي تناقلتها بعض مصادر الاعلام حول استشهاد العقيد «محمد جابر عثمان» قائد حرس الدبابات، مؤكدة بأن العقيد عثمان قد استشهد اثر كمين نصب له ولمرافقيه في منطقة «الخفجي» مطلع الاسبوع الجاري. وكشفت المصادر التي تحدثت ل«أخبار اليوم» مساء امس انه في الوقت الذي تشهد فيه اغلب المناطق هدوءًا نسبيا باستثناء المواجهات المتقطعة، فقد لوحظ قيام المتمردين بتحركات وتنقلات يتم فيها التنقل من منطقة لاخرى، واصفة تلك التنقلات بالمتخبطة العشوائية، إلا انها تشير وتكشف عن حالة التخبط والارباك التي حدثت في صفوف شرذمة التمرد الارهابي والتخريبي بقيادة المتمردين «الرزامي والحوثي». واضافت المصادر ان حالة التخبط والارباك تلك جاءت عقب قطع وسائل الاتصال «الهواتف الثابتة والنقالة» عن مناطق المواجهات. من جانبها اكدت معلومات حصلت عليها «أخبار اليوم» حدوث انقسامات كبيرة داخل صفوف قيادات التمرد والشرذمة التابعة لهم، ففي الوقت الذي ترى فيه بعض القيادات والعناصر المتمردة بأن التحركات التي نفذتها الدولة خلال اليومين الماضيين تؤكد عن التوجه الرسمي للدولة بأن حسم هذا التمرد لن يتم إلا عبر الحسم العسكري، وان اي حلول اخرى لن تكون واردة تجاه هذا التمرد، كون الدولة قد استنفذت كل الوسائل الممكنة لاغلاق هذا الملف دونما اللجوء إلى الحسم العسكري اذا لم ينصع المتمردون للقانون والدستور ولم يستفيدوا من المدة التي حددتها الدولة إلى اليوم الاربعاء، وهو ما رأت فيه تلك القيادات والعناصر المتمردة أنه سيعود بالضرر البالغ عليهم ويستوجب عليهم مراجعة حساباتهم، وتفرض عليهم العمل وفق توجيهات رئىس الجمهورية وهي الاستسلام والنزول من تلك المواقع، وتسليم اسلحتهم وانفسهم إلى الدولة، في حين ترى قيادات أخرى وشرذمة من فئة التمرد بأن مسألة مواصلة التمرد والخروج عن الدستور والقانون هو خيار لا رجعة فيه، كون مسألة التراجع لم تعد تجدي -حسبما تعتقده تلك القيادات والعناصر في صفوف التمرد-، وهو الامر الذي احدث شرخاً كبيراً بين قيادات التمرد واربكت صفوف المتمردين وابدت حالة التخبط. ولم تستبعد المعلومات التي حصلت عليها «أخبار اليوم» بنشوب مواجهات مسلحة بين المتمردين انفسهم. . مشيرة إلى ان هناك توقعات بحدوث تطورات كبيرة في جانب المتمردين، ملمحة إلى ان هذه التطورات كبيرة وذهبت إلى التلميح بمعلومات وانباء جديدة حول زعيم التمرد الحوثي عبدالملك بدر الدين الحوثي شقيق الصريع حسين الحوثي، إلا انها لم تكشف ل«أخبار اليوم» اي ايضاحات اكثر، مكتفية بتلك التلميحات. وفي هذا السياق اكدت شخصيات اجتماعية بمحافظة الجوف وصعدة وجود تحركات لعدد من انصار واتباع التمرد الحوثي في جبل «الاحمر» التابع لمحافظة الجوف والقريب من منطقتي «مذاب وآل سالم» التابعتين لمحافظة صعدة. إلا ان قوات الجيش والامن لم تحبذ في توسيع دائرة المواجهات بقمع تلك التحركات بغية في حصر مناطق المواجهات في المناطق التي يتمركز فيها شرذمة التمرد الحوثي بصعدة. وتأتي هذه الانباء في الوقت الذي اكدت فيه مصادر خاصة ل«أخبار اليوم» ان وحدات من الجيش والامن تستعد لشن عمليات نوعية وهجمات قوية ضد المتمردين في عدد من المناطق التي لازال المتمردون يتمركزون فيها ويتواجدون بكثرة مثل: «الصفراء، النقعة، مطرة ، بني معاذ، نشور، آل سالم، مذاب، شبكة، جبل حليَّم، وهندي دغسان» وغيرها من المناطق في الساعات الاولى من مساء يومنا هذا الأربعاء، كاشفة عن وجود منشورات عثر عليها في عديد من تلك المناطق تضمنت بياناً زعم انه لزعيم التمرد عبدالملك الحوثي يؤكد فيه على رفضه للاستسلام والنزول من المواقع أو تسليم الاسلحة ومواصلة التمرد.