قررت المحكمة الفيدرالية السويسرية عقد جلستها للنظر في قضية يمنيين متهمين بالانتماء للقاعدة اليوم الأربعاء في مدينة «بلينزونا» في المقاطعة الايطالية السويسرية وليس في مدينة «لوقانو»حيث عقدت أولى جلساتها هناك في «23» من يناير الماضي. كلود نيكاتي القائم بأعمال النائب العام الفيدرالي في سويسرا والمسؤول عن ملف القضية كان طالب بالحكم على المتهمين من «6» أشهر إلى «4» سنوات ونصف وفرض غرامات مالية تصل أقصاها على الواحد إلى «150» ألف فرنك سويسري، لكن المحامين طالبوا بتبرئة موكليهم وتعويضهم مبالغ أقصاها للواحد «130» ألف فرنك لما لحقهم من أضرار معنوية ونفسية. القبض على المتهمين تم في 2004 والتي سميت بعملية آل سعود لشكوكها بعلاقة المجموعة بشخص يمني مشتبه من قبل السلطات السعوديه بعلاقته الغير مباشرة في تفجيرات الرياض مع عبدالله الريمي أحد الفارين من سجن لمتهمين بالانتماء للقاعدة في صنعاء. ونقل موقع «نيوزيمن» عن مراسله في جنيف أن المتهمين والمشتبه فيهم يصل عددهم إلى «20» شخصا تم القبض عليهم في 2004م وأفرج عن «13» منهم، كاشفًا تفاصيل تتعلق بهم. المتهمون الذين يقفون اليوم الأربعاء أمام المحكمة وهم [عبد الحميد ناجي الفايق، وجبر راجح حسن السعيد المعروف بأبي بكر السعيد، وسعيد أحمد محمد طالب الحريري، وأسعد حزام الفايق، وعبد الحكيم الحكيم، إلى جانب عمر أمين «صومالي»، ومأرِب البيّاتي «عراقي»]. وحسب اعترافات المتهمين في التحقيقات فإن عبد الحميد الفايق ناشط اسلامي كان مغترباً في السعودية وسجن في مصر في الثمانينيات ل«3» سنوات ثم اعتقل عام 1996م في السعودية لعدة أشهر وتعرض للاعتقال لعدة أشهر من قبل المباحث الجنائيه في عدن، ف«جبر راجح السعيد» المعروف بأبو بكر السعيد"ناشط اسلامي ينتمي الى التيار السلفي، كان خطيباً لمسجد السنة في حي الجحملية بتعز، وسعيد احمد محمد الحريري اسلامي من التيار السلفي وهو من مدينة عدن، أما أسعد الفايق فارتباطاته بانشطة الاخوان المسلمين،وعبد الحكيم الحكيم شاب يمني ليس له أي ارتباط بالتنظيمات الاسلامية وتقدم للحصول على الاقامه السويسرية باسم وجنسيه صومالية وهو يمني وهو نجل شخصية اجتماعيه معروفة في اليمن واسمه يحيى الحكيم، أما المتهم علي ناجي الفايق- وقد اسقطت عنه تهمة الارها-ب كان يزعم انه صومالي وتبين انه شقيق المتهم عبد الحميد الفايق، وكذا المتهم خالد عبدالله حسن ياسين الذي اوردته الصحافة السويسرية باسم "عبد الله اليمني"شاب يمني يتحدر من مدينة يريم من العائله المعروفة بيت الكبسي او الوجيه، هاجر في منتصف التسعينيات الى البحرين وانخرط في سلك الشرطه البحرينية ووفق بعض المصادر انه ولاسباب غير معروفه غادرها الى سويسرا عام2000م وتقدم بطلب اللجوء لدى السلطات السويسرية. ووفق القضاء السويسري فإن المتهم جبر راجح السعيد هو الذي جلبه الى سويسرا لكن السعيد ينفي ذلك وبقول انه لايعرفه سابقا انما عرفه عام 2000 في جنيف، وبحكم انه من بلده استضافه ليوم واحد في بيته ثم لم يلتقيه حتى اعتقالهم ، حيث اعتقلته الشرطة السويسرية في ديسمبر 2003م وهو يهم بالتوجه الى بريطانيا بجواز مزور، وسبق اعتقاله مع يمنيين آخرين بعدة اسابيع وظل في الحجز الانفرادي «7» اشهر. صنف عبد الله من قبل مصالح الامن السويسريه على انه عضو خطر في القاعدة وتدرب في معسكر الفاروق بافغانستان، وانه كان على معرفة بعبد الله الريمي المتهم بالتخطيط لتفجيرات الرياض. ووفق بعض المصادر فإن عبد الله ياسين لا يرتبط بأية علاقه بالتيارات الاسلاميه واسقط القضاء السويسري عنه جميع التهم المتعلقه بالارهاب ولم يعرض على المحكمه الفيدرالية السويسرية مع بقية المتهمين، وأن التهمة الموجهة له استخدام جواز مزور. اما غير اليمنيين مأرب البياتي وهو عراقي الجنسية وهو على صلة قرابة بشخص يدعى أنور الجيلاني، اعتقل في اليمن بتهمة الارهاب من خلال قضية كتائب التوحيد. كان يعيش في اليمن على انه يمني ينتسب لإحدى قبائل مأرب واسمه الحقيقي انهار بيان الجيلاني ويزعم انه يحمل الجنسية السويسرية. البياتي متزوج والدة الجيلاني الذي له شقيقان يعيشان في سويسرا. أما المتهمان الآخران فهما صوماليان؛ عمر امين متهم بتزوير أوراق وابراهيم عبدالله صالح اسقطت عنه جميع التهم. ومن المفرج عليهم الذين أوقفوا «أكرم الحكيم» وله صلة قرابه بالمتهم عبدالحكيم الحكيم واعتقل في مدينة زيورخ وهو في منزل والد زوجته السويسري. ويقول الحكيم: الشرطة داهمت البيت وصادرت اغراض اسرة زوجتي وسببت لتلك الأسرة أضرارا معنوية. سليمان الفايق وابراهيم الفايق ولهما صلة قرابة بالمتهمين عبد الحميد واسعد الفايق وهما «شابان صغيران في السن»، أما «محمد العريقي» و«زياد العريقي» فهما شقيقان ويقال بحسب بعض المصادر انهما مطلوبان للاجهزة اليمنية. من الذين أوقفوا أيضا اكرم عبدالله حسن ياسين الوجيه شقيق المتهم خالد عبدالله حسن ياسين الوجيه والذي ذكر في تقرير الصحفيين السويسريين باسم عبدالله اليمني. طاهر المنصري ومحمد الحريري تربطهم قرابه بالمتهم سعيد الحريري، وهناك فهمي العامري وامرأتان يمنيتان أحدهما زوجة أحد المتهمين والثانية أمه وهي امرأة مسنة احتجزت في مدينة جنيف فيما ابنها اعتقل في مدينه اخرى وقد اغمي عليها اثناء القبض كونها مصابة بمرض ضغط الدم وظلت في المستشفى مدة ثلاثة أيام تحت إشراف الشرطة. واتسعت دائرة الاستجواب لتشمل اشخاصا آخرين من جنسيات أخرى مثل تونس والمغرب والصومال وسويسرا، ومنهم هاني رمضان السويسري المصري الاصل وهو حفيد الامام حسن البنا امام المركز الاسلامي في جنيف. واعتقل رمضان اثر اكتشاف الشرطه رسالة موجهه من المتهم جبر راجح السعيد المكنى بابي بكر السعيد وهو يمني اليه فيها انتقادات حول خلاف سابق بينهما يتعلق ببعض المسائل الفكرية. وتقول المعلومات القادمة من سويسرا إن اليمن زودت وفداً امنياً سويسرياً زارها عن المعتقلين، ومن ضمن ذلك تحقيق اجري مع عبد الله الريمي قبل فراره -لم يسمح بنسخه- ويحتوي نفي الريمي علاقته بالمتهمين ما عدا معرفته باثنين عبد الحميد الفايق بحكم أنه يسكن في مدينة تعز وأبي بكر السعيد حينما كان خطيبا لمسجد السنه في تعز. وكشف التقرير عن اعتراف الريمي بأن السعيد اعطاه «200» دولار اميركي مساعدة له لما كان في قطر. ويتخوف اليمنيون المتهمون من ترحيلهم الى بلدهم اليمن، وقد تقدموا بطلب اللجوء لدى السلطات السويسرية. وقال اليمنيون أمام المحكمة: نخشى تعرضنا للاعتقال القسري في حال تسليمنا لبلدنا. وجاء التخوف بعد أن رحلت السلطات السويسرية في 2005م مواطناً يمنياً يدعى« ايهاب العريقي» وتم اعتقاله في المطار وافرج عنه على اثر تدخل السلطات السويسرية، واعتقل اليمني «ناصر العنسي» لاكثر من عام بعد ان عاد من سويسرا رغم انه ليس ضمن المتهمين وليس له نشاط سياسي، كما اعتقل الموطن اليمني «احمد سعيد الحجري» المقيم في اب لمدة عامين ونصف وأفرج عنه قبل عدة اشهر لمجرد انه وكيل للمتهم عبد الحميد الفايق في اليمن. وتقول المعلومات إن ناجي الفايق والد عبد الحميد استدعي من قبل المخابرات للاستجواب انه مسن أكثر من مرة. وتعد هذه أول وأكبر محاكمة في سويسرا لأشخاص متهمين بإقامة روابط، أو تقديم الدعم لأحد أعضاء تنظيم القاعدة وهو عبد الله أحمد صالح الريمي المولود في السعودية من أب وأم يمنيين. الريمي وهو أحد عناصر تنظيم القاعدة ال«23» الذين تمكنوا من الفرار من سجن الأمن السياسي في العاصمة اليمنية صنعاء في شهر فبراير من العام الماضي، ألقي القبض عليه في اليمن قبل أكثر من «3» أعوام أثناء التحضير لتنفيذ عمليات إرهابية ضد مصالح أجنبية في صنعاء، من ضمنها المدمرة الأميركية كول. وعلى الرغم من إلقاء السلطات اليمنية القبض على عدد من الفارين وقتل البعض الآخر، فإن الريمي لا يزال من ضمن العناصر الفارة والملاحقة منذ تلك الفترة وحتى اليوم.